الأربعاء ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩

في رسالته لنيل درجة الدكتوراة في الصحافة

بقلم: د. سامية الجعفري

 الكاتب الصحافي خالد غازي يحذر: الصحافة المطبوعة العربية في خطر والالكترونية قادرة على المنافسة.
 علينا أن نسأل ضمائرنا قبل أي شئ: بأي قانون سنحاكم النشر الالكتروني؟

سعي الكاتب الصحافي خالد غازي في أطروحتة لنيل (درجة الدكتوراة) والتي ناقشتها الجامعة الاميركية في بيروت والتي كان موضوعها (الصحافة الالكترونية العربية: الالتزام والانفلات في الخطاب والعرض) أن يجيب عن عدد من التساؤلات التي تثير اهتمام المتخصصين في الصحافة والأوساط الإعلامية حول: تأثير التقنية الرقمية في الصحافة وأنماط واتجاهات الصحف الإلكترونية العربية والأطر المستحدثة التي تتكامل فيما بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية، كذلك اتجاهات الصحافة الإلكترونية العربية المؤسسة على تباين الواقع الذي يفرض ضرورة تفعيل مواثيق الشرف المهنية لأخلاقيات هذا النوع من الإعلام الجديد

•• وتتلخص تساؤلات البحث الرئيسة حول:
 هل الصحافة الإلكترونية العربية تختلف عن نظيرتها الورقية؟
 - وأين يكمن التشابه والاختلاف؟
 وهل توجد سمات تميز الصحافة الإلكترونية العربية على وجه التحديد؟
 وهل المطبوع والإلكتروني يقفان أمام تحولات مفرقية؟
 وإلى أي مدى استثمرت الحكومات الرسمية والجماعات المعارضة الصحافة الإلكترونية كمنبر إعلامي؟
 ما التغيرات التي رافقت ظهور واستمرار الصحافة الإلكترونية، من حيث حرية الرأي والتشريعات والرقابة؟
 ما الدور الذي يمكن أن تلعبه مواثيق الشرف المهنية في طرح مفهوم لأخلاقيات النشر والتناول في الصحافة الإلكترونية العربية؟

وتكمن أهمية البحث في كونه من البحوث العلمية الحديثة التي تركز علي استخدامات ودور وسمات الصحافة الإلكترونية في المجتمع العربي، ويكشف عن الوظيفة الإعلامية المهمة التي تقوم بها هذه النوعية من الإعلام .. وسعى الباحث إلي التعريف بالصحف الإلكترونية العربية الإلكترونية : أنواعها وأنماطها واتجاهاتها وسماتها وأخلاقها والمعوقات التي تحول دون أن تؤدي وظيفتها الإعلامية المجتمعية، وسعى الباحث في أن يتوصل إلي مجموعة أهداف في إطار المشكلة الخاصة لمتطلبات البحث، من أبرزها:

  1. التوصل إلي مؤشرات علمية تسهم في تحديد واقع الوظيفة الإعلامية للصحافة الإلكترونية العربية
  2. التوصل إلي نتائج هادفة لتسهيل عملية الاتصال والتواصل فيما بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي لها، لتقوم بواجبها المنوطة به
  3. التوصل إلي تحديد المعوقات التي تعرقل قيام الصحافة الإلكترونية بدورها في المجتمع، وتأثير هذه المعوقات في وسائل الإعلام الأخرى
  4. تحديد الضوابط التي تضبط عمل الصحافة الإلكترونية في إطار التشريعات التي تكفل حرية الرأي ومواثيق الشرف المهنية
  5. التوصل إلي مقترحات وتوصيات عملية، يمكن أن تسهم في تنمية وازدهار الصحافة الإلكترونية العربية
  6. وركز الباحث خالد غازي على تناول طروحات نشأة الصحافة العربية الإلكترونية والتحول الرقمي وظهور الإنترنت كوسيط إعلامي
  7. كذلك أنماط واتجاهات الصحافة الإلكترونية العربية والمؤسسة على تباين الواقع من خلال حرية الرأي والتسويق السياسي والدعاية المضادة والتشريعات والرقابة ضمن نماذج عربية
    واتبع أكثر من منهج، لكن يغلب عليه منهج البحوث الوصفية، باعتباره يرتبط بعدد من مناهج البحث العلمي الأخرى، وقد ارتكزت الدراسة علي جمع المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها، والمنهج الوصفي Descriptive Method وهو ذلك المنهج الذي يقوم على جمع الحقائق والمعلومات والبيانات ومقارنتها وتحليليها وتفسيرها

  وقد جاء البحث في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة توزعت على النحو التالي:
المقدمة : هي مدخل البحث والإطار المنهجي له

 وتناول الفصل الأول: الصحافة والتقنية الرقمية
 الأسس وآفاق المستقبل، وذلك عبر أربعة مباحث
 تناول المبحث الأول: طروحات نشأة الصحافة والتحول الرقمي
  وتعرض المبحث الثاني لموضوع الإنترنت كوسيط إعلامي للصحافة الإلكترونية
 أما المبحث الثالث فتناول أنواع الصحف الإلكترونية العربية: أنماطها واتجاهاتها
 وجاء المبحث الرابع ليتحدث عن سمات الصحافة الإلكترونية العربية
  وتم تخصيص الفصل الثاني: لتناول صحافة الإنترنت العربية
 أطر قديمة وأخري مستحدثة
 وتكون هذا الفصل من أربعة مباحث

  1. تم في المبحث الأول تناول موضوع المطبوع والإلكتروني واقعه وتحولاته
  2. وتحدث المبحث الثاني عن أن حرية الرأي جوهر حرية الصحافة
  3. وتم تسليط الضوء في المبحث الثالث علي المدونات ومفهومها ونشأتها وانتشارها، وكيف أنها صحافة للمواطن.
  4. وخصص المبحث الرابع لتناول التسويق السياسي والدعاية المضادة

 وخصص الفصل الثالث لتناول:« اتجاهات الصحافة الإلكترونية المؤسسة علي تباين الواقع»، وذلك عبر أربعة مباحث، حاول المبحث الأول منها أن يجيب عن سؤال: كيف تنظر السلطة السياسية للصحافة الإلكترونية كوافد جديد علي الإعلام؟ وتعرض المبحث الثاني لتشريعات الدول العربية للصحافة، خاصة الإلكترونية
 أما الرقابة علي الصحافة في العالم العربي، فكانت موضوعًا للمبحث الثالث
 وتناول المبحث الرابع أخلاقيات الإعلام الجديد ومواثيق الشرف المهنية العربية
 أما الخاتمة: فتناولت الخلاصة والتوصيات التي توصل إليها الباحث

ويوصي خالد غازي في ختام دراسته:

  1. أولا: طرحت دراسة الصحافة الإلكترونية نوعا جديدا من الصحافة هو « صحافة المواطن» يتميز بالتفاعلية والتواصل الفوري بوسائل وطرق متنوعة تكسر حواجز الصمت في سرعة نقل الحس الشعبي تجاه الحداث والمواقف والشخصيات وهدم اللغة الرسمية والفوقية وحرية طرح المواضيع الحساسة والخطيرة، الأمر الذي يستدعي توافر قسط من الرسائل والدراسات العلمية حول هذا الموضوع بالذات.
  2. ثانيا: ضرورة وجود تشريعات كضابط للممارسة الصحفية الإلكترونية في الدول العربية، وإن عدم وجودها يخلي المسألة من الضوابط الفاعلة ويجعل هناك خروجاً عن القيم والأخلاقيات والآداب العامة في مجتمعنا، وهذا يعني في النهاية وجود ابتذال وانفلات واضحين في الصحافة الإلكترونية تميزت به لعدم وجود الرقيب أو التشريعات الخاصة ومن ثم تدهور العمل الصحفي في النهاية وتحوله إلي معول هدم أخلاقي بشكل أكثر سفوراً..كما أن التشريعات حينما تصطبغ بالصبغة الدولية بشكل يتكئ علي اتفاقيات دولية عالمية تنتمي لفترات سابقة فإنها لا تسير علي الخط المهيأ لها بل تنحرف عنه، إلي أن تنفصل عن أرض الواقع وتصبح مجرد بنود موقع عليها دون تفعيل جاد علي أرض الواقع، إن الهدف من التشريعات هو ضبط العمل الصحفي والوصول إلي أعلي صورة فاعلية لا جعلها حجر عثرة في طريق الصحافة، وهذا هو ما تحتاجه الصحافة الإلكترونية في عالمنا العربي في الفترة الحالية والمستقبلية كي تكون صحافة بحق وليست مجرد تكرار لعهود غابرة في عالم الصحافة الورقية .
  3. ثالثا: ضرورة تفعيل مواثيق الشرف المهني على الصحافة الإلكترونية ، فميثاق الشرف هو الجانب الأخلاقي في المهنة وهو متفرع عن عقيدة الأخلاق في كل الثقافات والديانات، وهو مظهر من مظاهر المنظمات غير الحكومية نشأ في الغرب ثم انتقل إلي الشرق، وهو فكرة فعالة غير أنه مما يقلص من فاعليتها انتشار أنظمة الحزب الواحد والعشيرة الواحدة والزعيم الأوحد ومن ثم فقد تبدو فكرة مرتبطة بمناخ حضاري حتى تتأسس في بنية سليمة وتعتبر مواثيق الشرف والقوانين ثنائية بارزة، فالمفترض أن القوانين تحمي مواثيق الشرف وأن مواثيق الشرف تكمل القوانين، لكن حين تتباعد المسافة بين طرفي الثنائية فهذا يعني أن المجتمع في أزمة، وقد رأينا أمثلة عديدة لمواثيق الشرف المهني لدى أكثر من جهة ومؤسسة محلياً وعالمياً تبين مدي احترام قداسة العمل لدي هذه الجهات والمؤسسات، ولا يبقي من كل ذلك إلا التطبيق.
  4. رابعا: إن التحلي بالأخلاق في العمل الصحفي هو فن وإحساس في المقام الأول، فلا أحد فوق مستوي الشبهات أو خارج نطاق المحاسبة، إلا بما يمليه عليه ضميره وحسه الداخلي أولاً، ومن هنا قد نجد صوراً عديدة يتم فيها التجاوز المهني في الخطاب والطرح، لأن الصحفي لم يلزم نفسه بها ولم يلزم نفسه بالحس الخلقي من الأساس .
    -# خامسا: ضرورة إعلاء قيم الحريات الصحفية في ظل حماية قانونية ودستورية للصحفي والمجتمع أيضاً، والاستفادة من تجارب دول العالم المتقدمة في هذا المجال، ولا تتم النهضة أو إعلاء لقيمة ما مرة واحدة، بل يجب أن نبحث في صورة دفعات وإلا فلن نعثر على شيء. وقد أوصي الباحث – أيضا - بضرورة التعمق في دراسة بنية تطور الصحافة الإلكترونية العربية التي تتطور وتزدهر كل يوم ، على أن تتم الاستفادة من التجارب المتميزة عالمياً في هذا المجال.
بقلم: د. سامية الجعفري

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى