الخميس ٤ آذار (مارس) ٢٠٢١
بقلم الأخضر عزي

قراءة استنباطية في تراث الفكر المقاولاتي

كنت -بكل تواضع -محبا لكل ما نشره الباحث الجزائري البروفيسور أحمد هني خلال مراحل متعددة عرفتها الجزائر المستقلة وحتى قبل استقلالها، ومع ان لغته التعبيرية صعبة الفهم السريع والتشفير،كونها مرتبطة بالتاريخ والرياضيات والفلسفة، الا ان ذلك يولد في نفس القارئ الشوق والفضول للتعرف عن كينونات افكاره بأبعادها الصوفية والماركسية والرأسمالية وحتى الخلدونية، كيف لا وهو يربط ماضي الجزائر بحاضرها واستشراف مستقبلها،دون البقاء في حالة ركود المميزة لما يعرف بنقمة الموارد، بعد ان كنا نقبل جدلا بالفوائض واستغلال الطاقات وتكثيفها بعقلانية وترو؛ لذا ارتأيت القيام بترجمة متعددة لمضمون هذا الكتاب الذي اعتبره نفيسا ونادرا في عالم الاقتصاد السياسي،والذي جعل المؤلف ا.هني ينحت اسما له في عالم التنظير بمواصفات جزائرية دون تقليد او ارتجال، وقد اختار له عنوانا ذا شجون وبنغمات محلية معاصرة على اسس حداثية:"الشيخ والباطرون(المقاول):استخدامات الحداثة في إعادة إنتاج التقاليد"، وبقراءات متكررة، لاحظت الترابط التام بين فصوله وفقراته،دون تناقض او تشنج او حتى مبالغة تعبيرية، والكاتب خصص حوالي عشرين صفحة لهذا المنحى الحيوي في روح المقاول المبدع الذي لا يتخلى عن جذوره ومساره الاجتماعي في نطاق منطق الاخوة Confrérie بأبعادها التضامنية العائلية وحتى الصوفية.

الشخصية العلمية للبروفيسور أحمد هني

أحمد هني، اقتصادي جزائري

أحمد هني [1]:اقتصادي جزائري متعدد المواهب البحثية: الرياضيات التطبيقية، الاقتصاد، الفلسفة، الإلكترونيك، هو استاذ مبرز(محنك) في العلوم الاقتصادية منذ سنة 1975م، مارس مهامه التعليمية والبحثية بكل من جامعات: وهران، الجزائر، Paris-Dauphine، Artois، كما تبوا منصب مدير البحث في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية (C.R.E.A.D)، وهو مركز تفكير علمي واستشرافيThink tank، اسس في حقبة سبعينيات القرن الماضي، وتعامل مع نخبة من الباحثين المتميزين، امثال: جيلالي اليابس،صاحب بواكير الدراسات في مواضيع المقاولاتية والقطاع الخاص والبرجوازية الوطنية، وكذلك الباحث السوسيولوجي ناجي سفير وغيرهم،حيث صقل تجربته البحثية بالتعمق في مواضيع السوسيولوجيا الاقتصاديةSociologie économique))، كما اسند له منصب""المدير العام للضرائب"بعد الانفتاح السياسي للجزائر المستقلة وضمن ما عرف بفريق الاصلاحات الاقتصادية (1989-1992)، حيث كلف رفقة خبراء اخرين في مجالات الجباية والمحاسبة والاقتصاد والاستشراف بإنجاز الاصلاحات الجبائية المعاصرة التي ظهرت مدونة سنة 1992م. نشير الى ان هذا الباحث المتميز باللغات الثلاث الف عديد الكتب المدرسية الجامعية والفكرية ونشر عشرات المقالات العلمية والفكرية، ولا يزال كذلك الى يومنا هذا (2020م)، واخر كتاب له حمل عنوان:"l’Algérie contemporaine-une fédération seigneuriale"

الصادر عن منشورات: Independently published-سنة 2020م.

تلقى احمد هني تكوينا عاليا واساسيا ممنهجا في الرياضيات التطبيقية(القياس الاقتصادي) والنظرية الاقتصادية، فضلا عن الفلسفة والالكترونيات المتقدمة، وهذا ما جعله يتوجه مبكرا نحو ابحاث فكرية قادته تجاه التاريخ والسوسيولوجيا الاقتصادية، شانه شان رواد سبقوه في هذا المنحى،مثل: سمير امين، عبد اللطيف بن اشنهو،عبد المجيد بوزيدي، جيلالي اليابس، امحمد بوخبزة، جيلالي صاري، ناجي سفير وغيرهم، مما جعله يبحث بتعمق في تاريخ الاقتصاد الجزائري مستبعدا من ذهنيته الفكرية ما يعرف بالثقافة الجنائزية Funerary culture والتي ما زالت تهيمن على كتابات تاريخية ذات صلة بالاقتصاد الجزائري ماضيا وحاضرا،وعلى هذا الاساس كان هاجسه الاستلهام من السوسيولوجيا الاقتصاديةSociologie économique، فكتاباته عن تاريخ الاقتصاد الجزائري(منذ 1975م) لم تثنه- رغم الانتقادات والسقطات العلمية احيانا- للوصول بعد 15 سنة وتحديدا سنوات: 1988-1989-1990-1991—1992-1993،من تأليف كتب اخرى ذات ابعاد فكرية قياسية وسوسيولوجية،وقد توصل في سنة 1993 الى مقاربة ابيستمولوجية اقتصادية تمثلت في منشوره محل قراءتنا والذي عنونه:*** الشيخ والباطرون(المقاول)*** او الشيخ ورائد الاعمال او حتى الشيخ والباطرون cheikh et le patron le،كون كلمة باطرونPatron الدارجة مفهومة اكثر من ريادة الاعمال،ولعل كلمة Patron في اصل تركيبتها تعود الى اللاتينية بمعنى الاب الحامي او الابوية لما يتميز به الاب او رب الاسرة من حكمة ووقار وتعقل.. لم اجد في بعض الاحيان،وانا احاول تتبع وتقصي تدقيق المصطلحات او حتى التراكيب اللغوية الا العودة الى كتب فكرية اقتصادية كانت زادنا ونحن طلبة نطالع ما جاد به حبر المطابع آنذاك، واذكر انه في السبعينات وبجامعة الجزائر،كان اساتذتنا العرب والاوروبيون مطعمين وملهمين بأفكار كينز وكارل ماركس وانجلز وشارل بتلهايم، فكان احد كتبنا المجانية:الرياضيات لبيسكونوف(مترجم عن اللغة الروسية Nikolaï Piskounov- Calcul différentiel et intégral tomes 1 et 2) والاقتصاد السياسي للرأسمالية(ترجمة ماهر عسل عن الروسية ونشر دار التقدم بموسكو،سنة 1976م) واتذكر ما جاء في ديباجة هذا الكتاب من ان الاقتصاد السياسي هو العلم الذي يدرس نظام الانتاج الاجتماعي في مختلف مراحل تطوره، كما ان مساهمة الناس في الانتاج لا تتمثل فقط في توسيعه بل تتمثل ايضا في التطوير المتواصل لكل ادوات العمل(الاشياء) في مجموعها(التقنيات) وفي تطوير العلم الذي يصبح اكثر فاكثر قوة انتاجية مباشرة،وعلى ذلك فان القوى الانتاجية الاجتماعية هي محصلة وسائل الانتاج التي خلقها المجتمع والبشر الذين يتولون تشغيلها....وتعبر هذه القوى عن الموقف الفعال الذي يتخذه الناس من الطبيعة، ويعتبر مستوى تطورها معيارا لمدى سيطرة الانسان على قوى الطبيعة.... وكنا كطلبة بمعهد العلوم الاقتصادية، جامعة الجزائر نتسابق للظفر بهذين الكتابين بسعر رمزي شبه مجاني وفي نيتنا التحكم افضل في دراسة الاقتصاد والرياضيات مع تطعيم بالتاريخ الاقتصادي، ولا غرو ان نجد الباحث احمد هني متحكما في النماذج الرياضياتية والاقتصاد السياسي والقياسي وهذا ما سمح له على مدار مساره العلمي بتحديد الطرح والاساس لهذا النظام المعروف في الاقتصاد اليوم بكثرة(المقاولاتية والمؤسسات الناشئة Stat upوالشركات العائلية والحوكمة المحلية....الخ) حيث يقر مؤلف الكتاب بان السؤال المهم بالنسبة للجزائر يبقى ذلك المتعلق بكيف يسمح للرجال بالنشاط الفعال والعمل المتواصل دون انقطاع لإنجاز اعمالهم والعيش ضمن عالمهم الناتج عن تحولات عميقة عرفها المجتمع الجزائري ويكون ذلك عبر اليات الصناعة او الانتاج الفعال للسلع التي يكون المجتمع في حاجة اليها والتي تسمح بإعطاء مجتمعهم النجاح والترقية المستحقة عن جدارة،مع ان احد كبار الاقتصاديين الجزائريين عبد اللطيف بن اشنهو، يلح منتقدا مرارا على اننا تخطينا مرحلة المقاولاتية، ولا بد من اضفاء طابع التصنيع وبكثافة على الثقافة المقاولاتية. وعليه، فان المؤلف -موضوع الدراسة - حاول تقديم عناصر الاجابة عبر تحليل موضوعي للاستراتيجيات الاقتصادية لمختلف الاعوان لاقتصاد بلد نام وصاعد، مثلما هو حال الاقتصاد الجزائري.

المتمعن الان في الابحاث المنجزة كأطروحات او كتب، يلحظ وجود اسم هذا الباحث المنظر المغيب قسرا في حديقة باحثي الاقتصاد بالجزائر، لكن يبدو وان هناك خوفا من ايجاد توليفة بين الاقتصاد وعلم الاجتماع رغم وجود رواد بل وشبه تيار فكري في هذا المنحى، مثل: سليمان بدراني، ناصر بورنان،جيلالي صاري، محمد اسويدي، ناصر جابي، امحمد بوخبزة، ناجي سفير،جيلالي اليابس صاحب اطروحة(القطاع الخاص والمقاولون الجزائريون) مع ان فلسفة الاقتصاد لم تكن لتقبل هذه الافكار حتى تسعينيات القرن العشرين،، حيث كانت من الطابوهات غير المعترف بها علنا لأسباب ايديولوجية وعقائدية رغم فعالية اجهزة الاستشراف على قلتها ومنها: الجمعية الجزائرية للدراسات الاقتصادية والديمغرافية والاجتماعية A.A.R.D.E.S الموضوعة تحت وصاية كتابة الدولة للتخطيط حيث قام باحثوها بأنشطة بحثية ميدانية وخاصة في مجال القطاع الخاص وتحليل الطبقات الاجتماعية وارباب الصناعة في الجزائر،ومن الجيل الجديد الياس بوذراع رحمة الله عليه وهو المدير العام السابق للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملةI.N.E.S.G. ميع علم الاقتصاد في الكثير من البلاد الصاعدة او ذات الوثبات المتتالية تاركا مكانه لعلوم اخرى استفادت بروية من فلسفاته لدرجة ان هناك من قال ان:"La science économique est la mauvaise herbe dans le jardin des Sciences Sociales"...""علم الاقتصاد هو النبتة السيئة في بستان العلوم الاجتماعية"،فهل هذه النظرة صحيحة يا ترى ام اننا نجد النقيض لما ذكر ؟بتتبع ما ورد في كتاب احمد هني، الذي اضاف الى"عنوانه الكبير"عبارة عميقة بأبعاد تراثية واجتماعية وصوفية:Usages de la modernité dans la reproduction de la tradition""بمعنى:"استخدامات الحداثة في اعادة انتاج التقاليد"وللتقاليد اثار متبادلة مع التراث الانساني المشترك في فهم تموقع الانساق الاجتماعية ومدى تأثيرها في البنى الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المعاصرة المستلهمة من تراثها العميق،وصدق رئيس وزراء ماليزيا""محمد مهاتير"القائل في ما معناه""مالك بن نبي الجزائري قدم لنا النظريات المكيفة وانا اطبقها في الاقلاع التنموي المستديم لبلادي"
تقديم وعرض الكتاب

يمكن تصنيف الكتاب في مجموعة المؤلفات الفكرية المطعمة بالبعدين الاقتصادي والسوسيولوجي، وقد حرر بلغة اكاديمية وعلمية غير مرنة لعمقها ودلالاتها الموضوعية والغير موضوعية، كونها تتطلب التزود العميق بمفاهيم اساسية للتعرف على كنه محتوى هذا الكتاب المتميز فكرا وصياغة وتحليلا.

 عنوان الكتاب:le Cheikh et le patron:يمكن ترجمته ب: الشيخ والباطرون، الشيخ والمقاول، الشيخ ورائد الاعمال،الشيخ والمنظم..الشيخ ولمعلم (بحذف الالف)، الشيخ والمريد الميركانتيلي،الخ، وقد استقر اختيارنا على: الشيخ والباطرون،نظرا لاتجاهات الجزائر في الآونة الاخيرة ومنذ سنوات الى المقاولاتية بمختلف الياتها والتركيز على المؤسسات الناشئةStart Up والمؤسسات العائلية،طالما ان 90 من المائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المؤسسات الصغيرة جدا T.P.E، وعلى اساس الحكامة التنموية الجديدة للجزائر المبنية على الثلاثية: التنمية البشرية والانتقال الطاقوي واقتصاد المعرفة والرقمنة، هي مؤسسات عائلية، بما تمثله من فضاء واسع وحوار بناء وتلاحم اجتماعي متفرد، من اجل ايجاد اجابات جماعية خلاقة للقضايا التنموية الكبرى للبلاد.

 دار النشر: ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر سنة النشر:1993م،كتاب من القطع المتوسط بواقع: 179 صفحة.

 لغة التأليف والنشر: اللغة الفرنسية ودون احالات مرجعية توثيقية، كما جرت العادة في توثيق المؤلفات.

هيكل وتصميم الكتاب: تضمن الكتاب: توطئة عامة،جاء فيها:"هناك مزيج من الزمن الخطي: الوقت والتاريخ في زمن دائري للكون، بحيث يصنع قوته وديمومته الجذابة ولكنه يكشف ايضا عن منابعه واسسه الدينية"وعلى هذا الاساس ستعالج الافكار الواردة في المؤلف وبشكل تتابعي وفقا للنصوص المستخلصة والتي يريد الباحث ان تكون خطوة الى الامام؛ بدل خطوة الى الامام وخطوتين الى الخلف..... وبهذه الطريقة،فان افكار النصوص تستمد غرضها واهدافها من التجربة الاجتماعية الجزائرية بمختلف تناقضاتها العضوية والوظيفية وغير الوظيفية، وبناء على ما ذكر صمم الكتاب، على مدى اربعة عشر محورا متكاملا،لا يمكن فهم: محور"الشيخ والباطرون (المقاول)"المحرر بواقع 20 صفحة الا بالفهم التتابعي المتدرج لمختلف محاور الكتاب الاخرى بكل جدلية علمية متبصرة.

المحور الاول: البنك والخماس او الاستخدام الجيد للعادات القديمة التراثية في خلق تراكم راس المال؛

المحور الثاني: الشيخ والمقاول(الباطرون)؛-المحور الثالث: المجتمع وصراع المصالح؛

المحور الرابع: نمط التصنيع الملائم والجدير لإنتاج السلاسل الهرمية الاجتماعية؛ المحور الخامس: التصنيع والتقاليد؛

المحور السادس: التصنيع والبرجوازية الوطنية؛ المحور السابع: التصنيع والتثاقف؛ المحور

الثامن: تراكم المادة(التراكم المادي) والسلطة القوية؛المحور التاسع:العلم والصناعة؛المحور العاشر:الصين ليست صفحة شاغرة(بيضاء)

المحور الحادي عشر:مصادرة المعرفة والمصنع؛المحور الثاني عشر: استنساخ العمل والحياة العملية في المجتمع والمصنع؛المحور الثالث عشر: الممارسات الاجتماعية التقليدية والاقتصاد غير الرسمي؛المحور الرابع عشر:الحاجة الى التنمية الصناعية.

قبل الاشارة الى موضوع""الشيخ والباطرون(المقاول)"،نرى انه من اللازم التطرق الى مفهوم المقاول الذي عرفه شومبيتر على انه من يسعى الى تجسيد وتجسير التجديد والابتكار من خلال الحركية التي يتبعها لتحقيق ذلك، اما **لينك ومارك** فيعرفه بانه الشخص الذي يتخصص في اخذ المسؤولية واخذ القرارات الحقيقية الحكيمة المؤثرة على الموقع والشكل واستعمال السلع والمصادر لصالح المؤسسة....... وهناك تعاريف كثيرة للمقاول،لدرجة ان التنظير العلمي المقاولاتي وجد ضالته في التدريس الجامعي منذ 1947م على يدي Myle Maces بجامعة Harvard واصبح مقررا على غالبية طلاب الجامعات الجزائرية منذ سنوات في اطار النظام البيداغوجي ال.ا.م.دي.L.M.D وقد احتل المقاول قسطا هاما من التفكير عند الباحثين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع،منهم من درسه من جانب ا لقيم المعنوية،مثل:الثقافة والمركز الاجتماعي وغيرها ومنهم من درسه على انه مولد للقيمة والثروات..... ومنهم من درسه بشكل انتهازي واستهتاري وفق موضوعية **اللارسمي**،.وهناك نظريات شارحة للفلسفات المقاولاتية والمقاول،مثل نظرية الافراد المرتكزة على التساؤل عن نوعية المقاول من جهة وعلى الربح من جهة اخرى،وهو الربح المثالي........... والمقاولة تبنى على ميزتين اساسيتين نموذجية طبيعية، ذلك ان طبيعة المقاول تتأثر بالمجتمع: شخصيته،مدخراته (وخاصة ما يعرف برياضة الادخار لان ثقافة الادخار شبه معدومة في المجتمعات التي تبحث عن الريادة ورياضة الادخار هي الوسيلة الاقوى للوصول الى الحرية المالية دون الانتظار المستديم لريوع الوضعية وان اهم قاعدتين يجب اتباعهما عند الادخار هما:*الصبر والالتزام**، اصله الاجتماعي وفق المحددات الاجتماعية المتمثلة في:(الثقافة-العائلة-الدين-التربية-الهيكل الاجتماعي-تجميع الاعمال- وسائل الاتصال والوسائط-المكانة في الجمعيات المهنية الصناعية- المؤسسات مثل الجامعة(اصبحت غالبية الجامعات الجزائرية تشجع المقاولاتية وروحها بإقامة **دار المقاولاتية في كل جامعة)، اضافة الى هيئات المرافقة والدعم، وخبرته العلمية وغير ذلك،كما ان هناك النظرية الخاصة بالسيرورات مثل مقاربة قارتنر والتي انبثق عنها مفهوم مفاده ان المقاولة ما هي الا ظاهرة لخلق وتنظيم المؤسسات الجديدة....... كما وضع كارتر نموذج لأربعة ابعاد حيوية: المحيط، الفرد، المنظمة، انتهاز الفرص المتاحة والتي تعني استغلال الفرص المتاحة لتجسيدها كأعمال ميدانية وبواقعية عقلانية، وهذه الدراسات افضت الى ظهور مقاربتين:

1-المقاربة القيادية: التي جاء بها ماكس فيبر وتركز على الثقافة والبيئة الاجتماعية للمقاول

2- المقاربة الادارية وهي من من اقتراح Iboutr ; والخاصة بالإدارة اي مقاولة الاعمال وادارة موارد مختلفة لتقديم شيئ جديد وابتكار مشروع جديد او هي عملية خلق والاستيلاء على فرصة متابعتها بغض النظر عن العوامل المسيطر عليها حاليا.......................ولا بد من الانتباه الى ما يعرف بالتزام الدولة او السلطة وعدم التزام المواطن بهذا الشكل المقاولاتي بالنظر الى ترسبات الماضي البيروقراطي بمنحاه السلبي وهذا ما جسده كذلك جل الباحثين في ادارة الاعمال.

فالمقاولاتية هي قبل كل شيئ طريقة لفرض الوجود واسلوب حياة ومن المهم فهم افضل للعوامل البيئية المباشرة التي يمكن ان تؤثر على جاذبيتها او افضل من ذلك، بمعنى خلق وتوليد الرغبة وكذا المحفزات. ولعل الابحاث المستمرة لكل من الباحثين:Yvon Gasse حول نموذج المؤثرات الرئيسية على المقاولاتية والامثلة الرائعة الواردة في بحثه المعنون:"الأجيال الجديدة للمقاولين-قيم وممارسات متباينة-حالة الكيبيك- خير اشارات للتعرف على كينونة*تأثيرات المحيط على انشاء وخلق المؤسسات** والمقاولاتية حسبه هي طريقة لفرض الوجود كما رسم الباحث المختص في علم الاجتماع الاقتصاديGranovetter صورة الاقتصاد المتجذر في المجتمع وشبكات العلاقات التي سمحت بتجذر اللامبالاة البيروقراطية ووظيفة الانتاج وهذا منهج جيد، وهو ما يشكل علم الاجتماع الاقتصادي الذي يستنبط منه كثيرا الباحث احمد هني.

ينتج الاقتصاد الرأسمالي- المتعارف عليه- عن فعل الإنتاج،وفقا لمزيج ثنائي من الفاعلين الاجتماعيين، والرؤساء من ناحية (أرباب العمل في القطاعين العام والخاص)،والموظفين من ناحية أخرى. كما يتم تنظيم هذا المزيج، الذي يتمحور حول تقنية ما، بشكل هرمي هيراكيري،بحيث تصبح قوى العمل الفردية تمثل قوى الإنتاج الاجتماعي.

تنعكس الفعالية الاجتماعية لهذا النموذج في حجم الأشياء المصنعة المناسبة للاستخدام الاجتماعي. هذه العلاقة هي إنتاج بالمعنى المزدوج لإنتاج حجم من الأشياء وإنتاج وضع اجتماعي. يجعل الاقتصاد الرسمي عبر حجم الأشياء، قادرا على الحصول على وضع اجتماعي (رأسمالي أو عامل) و مرتبطا بكمية الأشياء المفيدة المنتجة، هذا الإنتاج المزدوج هو في نفس الوقت إعادة إنتاج اجتماعي ببعدي: الأداء و من حيث المواقف الاجتماعية، حيث يرتبط ذلك بالأداء في إنتاج الأشياء. كما هو معروف في السابق. بالطبع، في الاقتصاد الحقيقي، يمكن اكتساب المكانة الاجتماعية من خلال وسائل أخرى: السياسة ومختلف تجلياتها ودروبها ومساراتها العمودية وممارسات الاستحواذ الأخرى ولو كانت غير اخلاقية مثل: (العنف، والتكتل الشللي والعشائري....إلخ). لكن الصعود السياسي للمقاول خاصة،غالبًا ما يكون مشروطًا بحجم الأشياء المكتسبة سابقًا أو المؤكدة، بمعنى بمقدار ما حصل عليه الاخرون من هذا المقاول وما قام به تجاههم،عندما لا يمكن تمويل حملته الانتخابية، فإن المسؤول المنتخب يمولها من موارد اصحاب الكفاءة في إنتاج الأشياء و في مكان آخر، لكي يكون الفرد ويحافظ على نفسه كقائد Leader، يجب أن يجمع ويلم حجمًا كافيًا من الأشياء لضمان قدرته على إعادة التوزيع التي تنتج العملاء وحتى على شكل زبائني....... باختصار، فان الفعالية في الأداء وفي إنتاج الأشياء أو التقاطها يحد من كل إنتاج وإعادة إنتاج المكانة الاجتماعية، لا بد من تثمين قوة الرابطة كما جاء بها الباحثMark Granovetter (من مواليد 20 مارس 1943م-عالم اجتماع امريكي مختص في علم اجتماع الشبكات الاجتماعية واحد منظري قوة الروابط الضعيفة) الذي اثبت ان قوة الرابطة ما هي الا مزيج يحتمل ان يكون خطيا من مقدار الوقت الذي يقضيه المبتكر والمقاول ومن الشدة العاطفية والالفة والثقة المتبادلة وكذا الخدمات المتبادلة التي تمتن الرابطة. وان اطروحة قوة الروابط الضعيفة التي نشرت العام 1973م من طرف الباحث السابق ذكره هي واحدة من اكثر المقالات التي تم الاستشهاد بها في الادبيات الاجتماعية حيث تتكون الشبكة من روابط قوية وروابط ضعيفة تتميز قوة الرابطة بمزيج من الزمن الذي يقضونه معا وكذا الشدة العاطفية والعلاقات الحميمية والمعاملة بالمثل للرابطة وافرادها بين الوكيل والعامل وهذا ما يمكننا استنباطه من التحليل **المبنى على الاخوةConfrérie الذي وظفه الباحث احمد هني في موضوع بحثه محل الدراسة.

تعددت المفاهيم والمصطلحات حول مفهوم المقاول والمقاولاتية..... وبالنظر للبعد الاجتماعي لذلك،نجد من يعطي لكلمة ***باطرون Patron**** ابعادا عميقة، كان يسمي الباطرون ***راعي الاعمال*** ويعود اصل اشتقاق الكلمة من اللاتينية Patronus والتي جاءت من Pater اي الاب،اي بالمعنى المشتق من (الحامي او الراعي) والذي يعني عموما الحامي والمدافع....وفي الاستخدام الحديث والجاري هو المسير المبدع والمتمتع بالسلطة الفعلية ومع ذلك فان المصطلح يمكن ان يعبر عن معان اخرى موافقة للموضوع محل الدراسة(المترجم)......هذا ما اردنا ايضاحه حول المصلح رغم تغير التسميات.
في الصفحة (10) من الكتاب وفي شبه مقدمة وتمهيد منهجي للمحتويات محل الدراسة، يوصي المؤلف بتعلم شيئين اساسيين مع مراعاة ان المجتمع الجزائر ما زال في طور النمو رغم الثروات بأبعادها الريعية المتأصلة في روح الكثير من المقاولين، فهو يوصي اذن بتعلم شيئين اساسيين:

اولا:انتاج الكهرباء؛

ثانيا: الانتاج كشكل اجتماعي اخير وبشكل تمثيلي دال على خصوصيات مجتمعية، حيث يوضح الاشكال الاجتماعية والتي تكون قد سبقتنا تاريخيا ومنها الرأسمالية المتعارف عليها(le capitalisme canonique).

ولإيضاح المعنى الاكاديمي للأبحاث الواردة في الكتاب والتي لا تخلو من مزيج متالف من السوسيولوجيا والفلسفة والاقتصاد بل واكثر من ذلك: ** السوسيولوجية الاقتصادية la sociologie économique؛ فقد اشار بمنهجية استباقية تفكيكية الى ان النصوص الواردة في مؤلفه تمثل شكلا وخطوة في المنحى السابق الاشارة اليه،من حيث النوايا والتعليقات العلمية المستقاة على اي حال من التجربة الاجتماعية الجزائرية والتي تسعى للتبيان الفعلي تحت اواصر ما يعرف بالزمن الخطي للتمثيل الرسمي، حيث يختفي الزمن الدائري للحياة في المجتمع اكثر بكثير من الشكل الاجتماعي الرأسمالي الرسمي والتشريعي بعيدا عن كينونة القطيعة واستعادة واستئناف شرائع الحياة في المجتمع مع اضافة الكهرباء(ص10 من الكتاب).

بدا الباحث (ص21) بالتمهيد لمعاني **الشيخ والباطرون المقاول*** بالإشارة الى انه في الاقتصاد الرسمي، الفعل الانتاجي يترجم فعليا وفق توليفة ثنائية للفاعلين الاجتماعيين: الباطرونات اي المقاولون من جهة والمستخدمون العموميون والخواص والمأجورون من الجانب الاخر......وهذه التوليفة المرتكزة حول تقنية ما، تكون هرمية*هيراكيرية* حتى تصبح القوى الفردية للعمل قوة اجتماعية للإنتاج. وفي الاقتصاد الحقيقي؛ فان الوضعية الاجتماعية يمكن الحصول عليها عبر وسائط اخرى، مثل السياسة والسياسي، فمثلا المترشح للاستحقاقات الانتخابية اذا لم يتمكن من تمويل حملته الانتخابية، فبإمكانه القيام بذلك من طرف اولئك العناصر الفعالة في النسيج الاجتماعي. وباختصار فان الاداء الانتاجي للأشياء يخلق شرطيات لكل الانتاج واعادة الانتاج الاجتماعي.

بتعبير فني، يمكننا القول ان الاداء في سوق السلع والخدمات ينتج الاداء والفعالية على مستوى سوق الوضعيات الاجتماعية وبالمقابل، فان وضعية اجتماعية جيدة تحفز الاداء على مستوى سوق السلع(جدلية السياسي والاقتصادي وجدلية الاجتماعي والاقتصادي او بتعبير اخر: فإننا لا نقرض الا الاغنياء، ولكن في السابق، كان يمكن بل ويجب ان تصبح ثريا)، ان الوصول الى السوق السلعية اي الاستهلاك او الاستثمار وان كان ذلك ممكنا ومحفزا بالوضعية الاجتماعية فهي مشروطة عموما بأداء وفعالية في الانتاج.نجد ان جان بادبيست سايJean baptiste Say الاقتصادي الفرنسي في القرن الثامن عشر(1767-1832م) وهو في الاصل من مقاولي وصناعيي القطن المعروفين بتيار. entrepreneurs huguenots يقول: انه في الاقتصاد الرسمي المرسم، فان المنتجات تبادل مقابل المنتجات، وعليه يجب القيام بإنتاج فردي لأنفسنا حتى يسمح لنا بالولوج والوصول الى منتج الاخرين.

لا بد من ادراك الزمن الخطي للتاريخ وليس فقط ادراك الشيوعية البدائية مقرونة بالكهرباء فان قوة الشكل الاجتماعي البدائي(الرأسمالية الرسمية المشرعنة) لا تعبر كذلك عن الاهمية في البعد التجريدي للأشياء وللتمثيليات والممثليات اكثر منها للكهرباء ويمكننا اذن القول ان الكهرباء هي التي اعطت القوة الرسمية وحتى القانونية لنموذج ومنوال التمثيلية القانونية لإعادة الانتاج الرأسمالي الرسمي. وما زال هذا الطرح قائما الى يومنا هذا من طرف الاقتصاديين ذوي التوجه الليبيرالي.

 كما ذكرنا اعلاه؛ فان الاداء والفعالية في السوق المادية(السلع والخدمات) تنتج الاداء والفعالية في سوق الاوضاع الاجتماعية، وفي المقابل فان وضعية اجتماعية ما تفضل الاداء على مستوى السوق، لان ا. هني يسجل -بكل ثقة -ان نجاح المقاول مرتبط ارتباطا وثيقا بالوضعية الاجتماعية التي يحتلها وسط هذا المجتمع، ومع ذلك فهو يميز بين المقاول الصناعي والاخر الذي يسميه او يصفه بالشيخLe Cheikh على منوال:الشيخ والمريد في المناهج الصوفية مع الاختلافات الجوهرية بطبيعة الحال، وهنا،فقد بين بوضوح فلسفي مرتكزا أساسيا يعرف ب*المقاول في خدمة الاخوة الاجتماعية* La confrérie sociale.

وقدم ذلك من خلال محورين اساسيين:

اولا:المقاول(الشيخ): او بتعبير دارج الباطرون الشيخ: يفضل الباحث هني، ويؤكد على الدور المحوري لدوافع الباطرون ومتجهاته وبانها ليست دوافع مركزة، لان الرئيس**المقاول*** يسعى بكل ما اوتي من قوة وجاه للحصول على منصب اجتماعي يعطيه ويمنحه هذه التسمية:**الشيخ** وفقا للخصوصيات التالية:

1-مقاول:والذي يجب ان يكون رجلا دينيا وصاحب اخلاق ومبادئ ومرتبطا بمحيطه اكثر من ارتباطه بمؤسسته وعماله وموظفيه ولكن في نفس الوقت يبني نفسه بخلق وضعية داخل محيط عماله وموظفيه(مثل كل حالات المقاولاتية العائلية في الجزائر والبلاد الشبيهة ببلادنا) ويتم ذلك عبر افعال تضامنية والتي لها تمثيل عبر ركن ***الزكاة*** مثلا وعن طريق المساعدات والدعم لأولئك الذين يريدون الزواج او القيام بفريضة الحج...الخ والمؤلف يلح كثيرا حول المضمون بمعنى ان المقاول الباطرون يجب ان يكون شيخا قبل ان يكون رأسماليا. وهذه خاصية غالبية مقاولينا وخاصة في منطقة الغرب الجزائري اين بقيت الصفات التلقينية والطاعة متجذرة في نفوس الكثيرين من افراد المجتمع المحلي.

2-مقاول في عمل البحث عن توحيد وتجميع شبكات ***الاخوة Confrérie *** ويكون في البدء بتوظيف عائلي او بتشغيل عائلي وعلى مستوى شبكة المعرفة،لان هذا يمنحه مكانة افضل، فضلا عن المكانة الاجتماعية...... اذن الوصول الى افضل سوق....... اذن فهو مقاول او رجل اعمال او رب عمل كما هو شائع حيث يقدم التقارير الى الاخوة، لان المنافذ داخل هذه الاخوة هي التي تسمح بنجاح اعماله عبر الوصول الى اكبر عدد من الزبائن وهذا ما يلزمه ان يتحلى بانتباه ويقظة تجاه الاخوة وتجاه حاجاته الاستراتيجية في ممرات التضامن معه. نلاحظ ان هني يقر بوجود هذه الصلات الاجتماعية وفق بعد تضامني ديني اثناء الاحتلال الاستيطاني الفرنسي والاوروبي للجزائر، ذلك ان هذا الاستعمار الكولونيالي يعمل بأسلوب ذكي في الاختراق والتغلغل حتى من خلال هذه الدوائر المعروفة ب***الاخوة*** رغم العصبية.

لم تكن التغيرات في البيئة المؤسساتية بعد التحرر ونيل الاستقلال العام 1962 لتشكل عائقا او خطرا لوجود هذا العنصر الفعال **الشيخ***، لأنه حسب هني، فان الشيخ العصري Le Cheikh moderneهو من يغوص في النظام البيروقراطي والعلاقات الاجرية، لذلك فهو ينجح لضمان السير ونشاط النموذج الاخواني عبر خلق الاهتمام المجتمعي مع العاملين فيه.
ثانيا: مقاول في مواجهة الدولة الصناعية او الوضعية الصناعية:: فهو يتكلم عن وجود التكنوقراطية والتي يواجهها هذا المقاول""مع وجود الثورات وردة افعال والتي يكون من شانها وظيفة تحطيم وتهديم كل ما هو مختلف عن اقتصاد صناعي منتج للرأسمال المتعدد.....لهذه الشركات والمختلفين في وجهات النظر، لأنها حسب هني ستكون وستصبح مصرحا بها على انها"""شركات غير شرعية بالنظر للشرعية الكرونولوجية المتتابعة ومع هذه الفكرة المتعلقة بان الصناعة يجب ان تكون مخططة وعقلانية وغير تقليدية**اركاييك** اي عصرية وتطورية وتقدمية""

ان تصور التنمية هذه، يرفض اذن الممارسات الاجتماعية التقليدية وتكون منذ البداية آيلة للاضمحلال والافول او البقاء على شكل غير رسمي.وان هؤلاء المقاولين الباقين على قيد الحياة وفي النشاط والذين سيشكلون شبكة فيما بينهم ستسمح للشركة او المؤسسة بالتعايش افضل وبمنطق**دبر راسك*** وبالنسبة لرائد الاعمال الصناعي الجديد فان ذلك يدخل في نطاق البحث عن السلطة لأنه بالنسبة لرائد الاعمال هذا، فان الصناعة تمثل احسن وجه وافضل طريقة لان تكون جاهزة للاندماج في المجالات العليا وكذلك للانتماء وهذا ما ادى الى ولادة طبقة جديدة للبرجوازية الوطنية....... وفي الصفحة 29 يعالج ا.هني مسالة النموذج الويبريWébérien والنموذج الإخواني ويتكلم عن نوعية الرأسمال المنتج ويصفه في اطار الاخوانية بانه رأسمال-شبكةCapital-réseau او بمعنى اخر مخزن ومخزون للعلاقات المتعددة وان وجود هذه العلاقات من شانه تضخيم الانتاج المادي لقيم المبادلات ووجود هذه العلاقات يضمن اعادة انتاج موسعة،وكلما كانت العلاقات متعددة وذات صلة بالموضوع وفعالة في فعل التراخيص وبراءات الاستيراد المرخص بها،فانه يكون بالإمكان ايجاد التوسعات والتمديدات في انتاج المؤسسة التي ستنمو باضطراد: انها شبكة العلاقات التي تسمح بتحقيق ما يلي:

1-ضمان توظيف اعضاء الاخوة وضمان الفعالية المادية وتطبيق العلاقة الاجرية على المنوال والنموذج الاخواني

2-ضمان تزايد النشاط للمؤسسة عبر زيادة التموين بالتجهيزات والمواد الاولية. لا يتعلق الامر بزيادة ونمو حجم الانتاج الذي يولد الزيادة من خلال هذا التجهيز او من حجم هذه المواد الاولية، ذلك ان حجم الرأسمال الثابت ليس مرتبطا بقيمة المبادلة المنتجة ولكن وفق ملاءمة وتنوع علاقات رئيس المؤسسة....(ص30) والمؤسسة بإمكانها الزيادة في حجم قيم التبادل دون الوصول الى زيادة رأسمالها الثابت......ولتفسير ذلك،استعمل نموذجا رياضياتيا مبسطا حيث يتكلم عن الاقتصاد السياسي وبان الرأسمال هو القيمة التبادلية ويستدل بتقديم نموذج رياضياتي على اعتبار انه اذا كانت"C"هي الرأسمال الثابت بمعنى ان C""هي التجهيزات والمواد....الخ،واذا كانت V""هي الرأسمال المتغير(النقود او الاموال الموجهة لشراء النشاط الانساني لأجل بلورته ماديا على شكل عنصر العمل،واذا كانت"pl"هي فائض القيمة والتي تظهر خلال عملية الانتاج او هذه العملية"C"اذن تصبح القيمة التبادلية المنتجة كما يلي:
m=C+V+pl------------------------1

هذه القيمة التبادلية لا يمكن ايجادها، الا اذا تمت اعادة انتاجها عبر التراكم،وان جزء كبيرا منها سوف يوجه ويتحول الى رأسمال اضافيdc""و"dv"لأجل انتاج قيمة مضافة (فائض قيمة) ذات القيمةdm""،حيث ان الاثر في المسار المنوالي يكون كما يلي:

(C+dc)+(v+dv)+(pl+dpl)=m+dm………………2

والشرط الذي يحقق ذلك،يتم انتاجه، هو ان تكون"dc+dv"مقتطعة على القيمة التبادلية "m"لتبرير الاثر في المعادلة رقم 2 وكرأسمال، يجب اذن ان يكون جزء من"m"او من"pl"يعمل ويساعد على شراء التجهيزات والمواد الاضافية، فضلا عن قوة العمل الاضافية كذلك،وهذا ما يستلزم الاتي ذكره:

1-ان هذه التجهيزات والمواد موجودة ويجب ان تكون متاحة بحرية.

2-ان يكون العمل مجردا، اي تجريديا وغير متمايز، حيث انه وفقط الكمية هي التي تؤخذ في الاعتبار وان العمل لا يكون مرتبطا بكائن معرف(X من عائلة او من دوار) ولكن العمل هو وظيفة وكمية بمعنى ضابط ومعدل وهذا ما اسماه الاقتصاد السياسي ب العمل الضروري اجتماعيا. هذا هو اذن الكمية المجردة لنشاط الافراد الغير متمايزين وان هذه الكمية بدون هوية شخصية ولكنه يكتسب بموهبة وظيفية اي بمواهب الوظيفة للأفراد وهذا هو روح المقاول والمقاولاتية والابتكار..اي ان الافراد موهوبون وظيفيا وان انتماءاتهم لا معنى لها الا بما يتعلق بمؤهلاتهم والوظيفة التي يقدمونها،اذن العمل هو عمل بيروقراطي وفق الطرح الفيبيري Wébérien. وقدم الباحث احمد هني المثال التالي حول الموضوع: بافتراض اننا في مجتمع اين يكون "dc"و "dv"ليسا متوفرين ولكن يمكن شراؤهما بحرية وسهولة وسلاسة... ولأجل القيام بذلك، لا بد من استيرادهما والحصول على رخصة،لنفترض اكثر ان الفعالية اي فعالية العلاقة الهرمية في عملية او مسار العمل يرتبط بهوية الاشخاص وليس بوظيفتهم.فان الاثر الاول انه لا يمكن تحويل جزء من القيمة التبادلية الى معدات وادوات"تحويل جزء من القيمة التبادلية الى رأسمال تكون مجمدة ومحظورة،فان هذا التحويل يرتبط بإمضاء مسموح به ومرخص به وليس من سوق او انتاج ما.(هذه الحالة عالجها احمد هني في كتابه الموسوم:Essai sur l’économie parallèle en Algérie حين كان وجود تام لاحتكار الدولة للتجارة الخارجية)

اذا كان المقاول لا يستطيع اللجوء الى نمط من انماط التوقيع للرخصة هذه،فانه لا يتمكن من مراكمة الرأسمال فانه يستحق الثراء دون الحصول على التراكم،انه ليس رأسماليا، لان قيمة التبادل في الحركة لا تقدر على العمل كرأسمال وهذا حتى يمكن ان تقوم به كرأسمال."يجب ان يتلاشى التوقيع وبصفة اخرى هذه القيمة التبادلية يعاد انتاجها مع نفس الرأسمال ولكن لا يمكن تحويلها الى رأسمال....(ص31 )وتبدو اهمية الشبكة الانسانية الاجتماعية للعلاقات الاخوانية ها هنا.في فترة تسعينيات القرن العشرين اختفت وتلاشت الطبقة المتوسطة في المجتمع الجزائري لكن اعيد انتاجها بعد الفورة البترولية ونقمة الموارد ولكنها تنتظر فقد زيادة ريوع الوضعية دون المساهمة في خلق القيم المضافة ولهذا، لاحظنا نشوء مقاولين جدد وثراء فاحشا وخاصة في قطاعات البناء والدعم الفلاحي، ذلك وكقاعدة عامة: اذا كان قطاع البناء يسير فكل القطاعات تتبعه ولكن باي مدخلات يا ترى؟ فما هو الاصل الاجتماعي للمقاولين الجزائريين؟؟؟؟

وكخلاصة عامة فان كل امكانية للترقية الاجتماعية تكون مسجلة في الاسم واذا كان الجهد موجودا فهو عبر تنشيط الاعدادات الاجتماعية الجيونومية(الوراثية (génomique بغية ايجاد مكانة. ان الجهد ليس هدفه كمية من الاشياء- والكتب.... الخ الواجب انتاجها لأجل خلق اسم ولكن كمية من الاشخاص الواجب معرفتهم لأجل تسميتهم حتى يسموننا**لتكون قادرا على الترشيح من اجل الترشيح** اذا كان في الاقتصادانية المكانة الاجتماعية والتي هي دالة لكمية الاشياء التي يمكن تسميتها وترشيحها، هنا ستأخذ بكمية الاشخاص الذين يمكن تسوية وضعياتهم.

نقر ان الباطرون(المقاول) هو كالراعي(من الرعاية) والاب الحامي والمدافع عن مصالحه الذاتية اولا وخدمة الصالح العام ثانيا وهو المسير المتمتع بالسلطة الفعلية رغم الانتماء الاجتماعي للأخوة بأبعادها الاقتصادية الاجتماعية وكذا الصوفية. والمقاولاتية قبل كل شيئ طريقة فرض وجود وتموقع اجتماعي واقتصادي، ويبقى المسار المقاولاتي مستمرا فنحن نملك مقاولين ولم نصل بعد الى نشوء طبقة للصناعيين نسبيا ولا بد من تمازج الاقطاب الثلاث لمنهجية علم الاجتماع الاقتصادي: القطب الاول ممثلا في السوسيولوجيا والقطب الثاني ممثلا في القطب الاقتصادي اما القطب الثالث فيتمثل في القطب الحاسمي. حتى نتمكن من المقاولة العصرية الصناعية وتشييد صناعة بدون اوهام او اعانات صورية.
في الصورة الفرق بين الباطرون والقائد

احالات منهجية منحوتة ذات صلة بالأفكار الواردة في كتاب: الدكتور احمد هني- Yvon Gasse:

ترك المنظر ايفون قاص بصماته في مجالات التسيير وخاصة الاقتصاد المعرفي وانشاء وتطوير تخصص المقاولاتية وادارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المستويات العلمية والمهنية والبحوث الجامعية بمفهوم القطرية وهذا في كل من كندا والخارج.

Mark Granovetter

Mark Granovetter: عالم اجتماع أمريكي(مختص في السوسيولوجيا الاقتصادية)، ولد في 20 أكتوبر 1943 في جيرسي سيتي، من جامعة ستانفورد، يعتبر أحد الممثلين الرئيسيين لعلم اجتماع الشبكات الاجتماعية، ذلك ان تحليل الشبكات الاجتماعية هو منهج مشتق من علم الاجتماع، يستخدم نظرية الشبكة لدراسة التفاعلات الاجتماعية من حيث الشبكة.(نظرية الشبكات الاجتماعية). خلال الجمع بين التفكير النظري والدراسات الميدانية الدقيقة للغاية، أظهر ابحاث Granovetter أن السوق - -بشكل عام - جميع الهياكل الاقتصادية،هي مؤسسات اجتماعية قائمة على شبكات العلاقات بين الجهات الفاعلة و لم يعد العمل الاقتصادي يتعلق فقط بتعظيم الربح الشخصي ؛ إنه أيضًا جزء من البحث عن الاعتراف أو الروابط أو المكانة أو القوة. لم تعد فعالية الجهات الفاعلة تعتمد فقط على إنتاجيتها ولكنها تعتمد على جودة وتنوع شبكتها، وعلى"قوة الروابط الضعيفة"، يرسم Granovetter صورة الاقتصاد المتجذر في المجتمع. ويشكل هذا المنهج الجديد"علم اجتماع اقتصادي" ثقافة الروابط la culture des liens
تسمح الثقافة بتقوية الرابطة الاجتماعية في الاقليم والدوار وكل افاق الدولة، وهذا ما يعكسه المخطط التالي حول"ثقافة الروابط"من خلال عناصر حساسة: المحددات الاجتماعية، المؤثرات الرئيسية، العناصر، مراحل القرارات. وتتمثل المحددات الاجتماعية في:(الثقافة-العائلة-الدين)، التربية،الهيكل الاجتماعي مجتمع الاعمال، شبكات الاتصال الاعلامي،(الجمعيات: المهنية،الصناعية، القنصلية، الاستشارية)، المؤسسات (الجامعة ومراكز التفكير)،هيئات الدعم والمرافقة.....

الباحث في السوسيولوجيا الاقتصادية: ناجي سفير Prof.Nadji Safir

ناجي سفير-عالم اجتماع جزائري متميز، امتهن التدريس الجامعي والابحاث منذ 1968م،عين سنة 1984م رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والثقافية والتربوية والتكوين برئاسة الجمهورية الجزائرية، ثم شغل نفس المنصب بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملةI.N.E.S.G،التحق عام 1996م بالبنك الافريقي للتنمية B.A.D،حيث اسندت اليه مهمة: "عالم اجتماعي اقتصادي"Sociologue economiste ورئيس دائرة التنمية الاجتماعية لافريقيا و;بقي في هذا المنصب لغاية 2007م، وشارك في تاليف الكتاب الجماعي المعنون"سياسات الجزائر(القضايا المحلية والعلاقات الدولية)،نوفمبر 2019م. ( The Politics of Algeria’( Domestic Issues and International Relations

بإشراف الدكتور يحيى زبير......وقد صرح في بعض فقرات الكتاب، بما يلي:"نحن نعيش نهاية دورتين تاريخيتين طويلتين من التغيرات في المجتمع الجزائري"..........فهل ستطول الدورة التاريخية الثالثة""المستقبلية""ونستفيد ونعتبر من سقطات الدورتين السابقتين؟؟؟؟؟؟؟؟

الباحث جيلالي اليابس:Djillali liabes: احد علماء الاجتماع الاقتصادي واول من عالج فعالية المقاولين الجزائريين

عالم اجتماع اقتصادي جزائري(1948-1993):بدا مشواره الاكاديمي على مستوى الجمعية الجزائرية للدراسات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية.A.A.R.D.E.S وهو من الجيل الاول الذي دعا الى **الاستشراف والمستقبليات**،ناقش اطروحة دكتوراه تحت عنوان معبر عن الرأسمال الخاص والمقاولاتية والطبقات الاجتماعية في طور التشكل والتي حملت عنوان:
"Capital privé et patrons d’industrie en Algérie (1962-1982): propositions pour l’analyse de couches sociales en formation"

شغل منصب مدير مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنميةC.R.E.A.D،مع ممارسته لتدريس مقياس""علم الاجتماع الثقافي""بجامعة الجزائر ثم تقلد منصب وزير الجامعات في اطار ما عرف بحكومة الاصلاحات سنتي 1990-1991م، وبعدها وفي ظل الازمة السياسية العاصفة التي عرفتها البلاد، اسند له منصب المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة واوكلت له سنة 1991 مهمة انجاز دراسة استشرافية تحت عنوان: جزائر 2005Algérie،كما انه يربط نظرته للمقاول الجزائري بالأبعاد التاريخية والطبقية والسوسيولوجية للجزائر، فهو يرى ان:"الاقتصاد الجزائري ومنه القطاع الخاص، ورغم أبجديات تسييره،إلا انه لا يعمل خارج الأطر الاجتماعية، لظروف وخلفيات تاريخية متجذرة و معروفة في نفسية وعقلانية وحتى عاطفة الإنسان الجزائري..."لذا،فقد تساءل وبكل شفافية وحكمانية عن خصوصيات المقاول الجزائري:

 ما معنى أن يكون هناك مقاول في جزائر 1989؟-ما هو المحتوى الاجتماعي والاقتصادي،السياسي والثقافي الواجب منحه لفئة المؤسسات؟،هل لجماعات المقاولين تعبير خاص عن انشغالاتهم؟، ما أهمية مجتمع المقاولين ومكانة الشبكات والكوكبية أو النجومية في ذلك؟،ما هي أنماط الخلفيات الاجتماعية الموجودة لديهم؟،هل لهم خبرة خاصة مرتبطة بهويتهم ؟،كيف يتعايشون في علاقاتهم مع عمالهم وموظفيهم ؟........
الباحث عبد الله حمودي:

من مواليد 1945: عالم أنثروبولوجي مغربي، أستاذ في جامعة Princeton University، الامريكية،. كما عمل مديراً لمعهد الدراسات الإقليمية في الجامعة نفسها. الف العديد من الكتب، منها كتابه الموسوم:"الشيخ والمريد:النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة"المنشور سنة 1986 والمترجم الى عديد اللغات،حيث ذكر فيه الفقرة التالية، للدلالة على التضامن وروح الطبقات الاجتماعية وفكرة(الشيخ والمريد) وقد جاء فيه ما يلي:"يحلل في هذا الكتاب من منظور أنثروبولوجي ما يرافق عيد الأضحى من طقوس واحتفالات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ البشري، ويقتسم هذه الجذور مع شعوب أخرى". كما اشار في مدخل هذا الكتاب الى الذبيحة الدامية بقوله:"تدشّن دورة طقوسية، تختمها، بعد نحو ثلاثين يوما، مراسيم عاشوراء، أعياد الموتى،حيث توزع الصدقات، وتستهلك الفاكهة، وتباع اللعب التي لا يغفل الأطفال عن المطالبة بها. الذبيحة وعاشوراء، من جهة أخرى، يوقعان الزمن: الأولى تختم السنة المنقضية، والأخرى تفتتح السنة المستهلة.»......هذه.صورة مصغرة عن التضامن في اطار اقرب الى الاخوةla. confrérie.بمفهوم اخر لا يختلف عما ذكر لن بمنطق اقتصادي وهو ما نمذجه احمد هني في كتابه موضوع الدراسة.

كخلاصة

لا بد من دمقرطة الثقافة الاجتماعية الاقتصادية وتطعيمها بأواصر الحداثة المستمدة من مدامك التراث والتقاليد وان نكون صادقين وملتزمين في سياساتنا العامة الثقافية وبرامجنا الاقتصادية-الاجتماعية،حتى نتمكن من ازالة وتحييد الفجوات والمطبات بين الثقافات والتعلم المقاولاتي الايجابي وبين المواطنين باعتبارهم القوة الدافعة في هذا المنحى والا نبقى اقلية في مجتمع تهمش فيه الاكثرية بإبداعاتها وتميزها وتمسكها بروح الجماعة المنتجة المتآزرة والمتآلفة....... ان الاوان بعد كل اشكال الحراك الذي عرفته الجزائر خلال دورتين من تاريخها الاقتصادي. لإيلاء ونحت المكانة الاجتماعية في مكانها الخاص بها ا في الاستشراف،لأنه من أجل تطوير ثقافة مقاولاتية في بيئة معينة، يتم الاعتماد على عوامل مرتبطة بالأشخاص أي:بالمقاولين نفسهم، عائلتهم و تطورهم في محيط معين إلى جانب تموقع المقاول و المؤسسة، و عليه فان المقاولاتية يمكن أن تتطور عند الأشخاص عندما يوفر المحيط التسهيلات اللازمة لأنشاء المقاولات، فكلما وفر الوسط عناصر غنية و معروفة لثقافة المقاولاتية كلما ساهم ذلك في ظهور و تطوير المقاولين في الحياة (حسبما اكده باحثون من واقع دراساتهم الامبريقية الميدانية). أن الجانب الاجتماعي للمقاولاتية عبر استغلال الشبكات الاجتماعية العلائقية يؤدي الى زيادة احتمالية النجاح والتماسك وتوليد الثروات.، وان الثقافة الصناعية المقاولاتية التي يحملها الرجال والنساء والشباب خاصة الملتزمين بروح المقاولاتية هي التي ما تزال مفقودة نسبيا بلادنا، وما كتاب احمد هني:"الشيخ والباطرون"الا مساهمة فكرية عميقة ربطت التراث والتقاليد الجزائرية وروح الجماعة والاقتصاد الحقيقي بنظريات متعددة ذات مشارب متباينة، عبدت الطريق لاستلهام عبر وافكار وممارسات بمناحي الروح المقاولاتية.

الأخضر عزي، أكاديمي جزائري

مراجع ذات صلة بالمقاولاتية الجزائرية

1-Leyden, D. P., Link, A. N., & Siegel, D. S. (2014). A theoretical analysis of the role of social networks in entrepreneurship. Research Policy, 43(7).
2-Michel,Forse.(2008):Définir et analyser les réseaux sociaux-les enjeux de l’analyse structurale, informations sociales(CNAF), no 147/3.
3-Pierre, Paul,zalio(2003):Introduction a la sociologie économique des entreprises et des entrepreneurs de Mark Granovetter,Terrains et traveaux.2003/1.
4-Richard,swedberg(2003):Principles of economic sociology,Princeton university,New jersey,.
5-Mark,granovetter(2008):Sociologie économique(traduit par Isabelle This saint jean),éditions seuil, paris
6-Ahmed, henni.(1991):Essai sur l’économie parallèle ,E.N.A.G,Alger.
7-موضي،مطني الشمري(2013)::المدخل الى علم الاجتماع الاقتصادي، منشورات جامعة الملك سعود،الرياض.
8-عبيد بن علي، ال مظف(2018): علم اجتماع الحياة الاقتصادية،ط1،مكتبة الشقري للنشر والتوزيع،الرياض.
9-ينظر: دراستنا حول فكر وسيرة الراحل"جيلالي اليابس"الموسومة: جيلالي اليابس(تقصي الصرامة)، المركز الاكاديمي للدراسات الاعلامية وتواصل الثقافات، فيينا (النمسا)،2006.
10-Granovetter mark et Steiner Philippe(2001):Le marche autrement,les réseaux dans l’economie ,Revue française de sociologie,42-2.
11-Dif aicha et Benziane abdelbaki(2014):l’innovation catalisateur de l’esprit d’entreprendre,Cas des PME Oranaises de moins de 20 personnes, Revue M.E.C.A.S,no 10,
12-Djillal,liabes(1987):qu’est ce qu’entreprendre ?Elements pour une sociologie des espaces productifs, cahiers CREAD,no11,3eme trimestre,
13-Bedrani,slimane(1997);Nouveaux entrepreneurs dans la transition a l’économie de marché ,les entrepreneurs ruraux, Revue CREAD, vol 11-no 40

14—Djillal,liabes(1984):Entreprises, entrepreneurs et bourgeoisies d’industrie en Algérie, quelques éléments pour une sociologie de l’’entreprendre, cahiers CREAD,no,01
15-Sophie boutillier,Claude fournier(2006):Artisanat,la modernité réinventée,l’Harmattan,Paris


[1(Ahmed Henni)


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى