الجمعة ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٧
بقلم عمرو صابح

قراءة فى كتاب «يوميات جمال عبد الناصر»

"أنت أمام ضابط شاب يعرف دوره وقضيته وهدفه، ويعرف لماذا هو غاضب،وكيف يمضى بغضبه إلى مسارح جديدة وعوالم مختلفة؟

بعد كل هذا العمر وكل هذه التجارب، فإنه الرجل الوحيد الذى أنا مستعد للانحناء أمامه".

هكذا وصف الأستاذ محمد حسنين هيكل الرئيس جمال عبد الناصر وهو يسلم للأستاذ عبد الله السناوى نسخة مصورة من يوميات جمال عبد الناصر الرسمية والشخصية فى حرب فلسطين عام 1948، فقد أزاح الأستاذ هيكل الستار عن امتلاكه لدفترى اليوميات الشخصية والرسمية لجمال عبد الناصر فى حرب فلسطين عام 1948 فى حلقة من حلقات برنامجه "مع هيكل "على فضائية الجزيرة عام 2008،وألتقط الأستاذ عبد الله السناوى الإشارة، وبادر بالاتصال بالأستاذ هيكل، وأستطاع أن يحصل منه على حق نشر هذا السبق الصحفى النادر، ونشر منه مقتطفات فى جريدة "العربى "قبل أن يقوم بإعداد وتقديم كتاب"يوميات جمال عبد الناصر فى حرب فلسطين "والذى قام بتقسيمه إلى أربع نصوص:

النص الأول "عندما تكلم الرئيس "ويحتوى على يوميات جمال عبد الناصر فى حرب فلسطين التى صاغها الأستاذ هيكل ونشرها فى مجلة أخر ساعة عام 1955.

النص الثانى والذى يحتوى على "اليوميات الشخصية لجمال عبد الناصر"

والتى تنشر كاملة لأول مرة
.
النص الثالث والذى يحتوى على اليوميات الرسمية لجمال عبد الناصر والتى تنشر أيضا كاملة لأول مرة.

النص الرابع والذى يحتوى على المخطوطات وهى صورة طبق الأصل من دفترى يوميات الرئيس جمال عبد الناصر الرسمية والشخصية بخط يده.

يمثل هذا الكتاب وثيقة بالغة الأهمية فلأول مرة يتاح لنا أن نقرأ وثيقة كاملة متصلة الأحداث بخط يد جمال عبد الناصر أعظم وأنبل عربى فى التاريخ الحديث وأحد أهم الشخصيات عبر كل العصور، فلسوء الحظ رحل جمال عبد الناصر مبكرا ولم تتح له المعارك التى خاضها طيلة حكمه الفرصة أن يروى لنا سيرته بذاته، لذا يكتسب كتاب يوميات جمال عبد الناصر أهميته الفائقة خاصة الجزء الخاص باليوميات الشخصية التى كتبها جمال عبد الناصر فهو هنا يكتب على سجيته ويكتب لنفسه دون أن يعلم الدور الذى تخبئه له الأقدار على مسرح التاريخ والنص بحد ذاته بالغ الأهمية ولكننا نستطيع عبر قراءة متعمقة له أن نكتشف بعض الخفايا حول تاريخ الرجل العظيم.

أختار الأستاذ عبد الله السناوى أسم"كيف ولدت الثورة فى قلب رجل؟ "عنوانا لدفتر اليوميات الشخصية لجمال عبد الناصر وقد بدأ جمال عبد الناصر تدوين يومياته يوم 3 يونيو 1948 وانتهى تدوينه ليومياته يوم 30 ديسمبر 1948 فقد توقف جمال عبد الناصر عن الكتابة وهو فى منتصف جملة كان يكتبها بسبب تجدد الهجمات الإسرائيلية على موقع كتيبته.

فى أول أيام التدوين سنجد أن جمال عبد الناصر ذهب لمعسكر المتطوعين لمقابلة الصاغ محمود لبيب وعندما لم يجده وأثناء طريقه إلى غزة يقابله بصحبة الشيخ محمد فرغلى ويتفق جمال عبد الناصر معهما على أداء صلاة الجمعة سويا فى معسكر المتطوعين.

الصاغ محمود لبيب واحد من أهم رموز جماعة الإخوان المسلمين وهو من مؤسسى الجهاز الخاص الجناح العسكرى للجماعة وكان القائد العام لمتطوعى الإخوان المسلمين فى فلسطين، والشيخ محمد فرغلى هو قائد كتائب الإخوان المسلمين فى حرب فلسطين عام 1948 وعضو مكتب الإرشاد ورئيس منطقة الإسماعيلية والقناة فى الجامعة وأحد مؤسسى الجهاز الخاص للجماعة أيضا.

يبدو حرص جمال عبد الناصر على لقاءهما مدعاة للتساؤل حول العلاقة التى كانت تربط بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة، وفى نفس الوقت يرد بقوة على ما أثارته الجماعة من أكاذيب عن صلة ربطت بين جمال عبد الناصر والإسرائيليين أثناء حرب فلسطين فى إطار محاولتهم لتشويه سمعته إثر احتدام الصراع السياسى بين الضباط الأحرار والجماعة بعد الثورة، كان جمال عبد الناصر من أشد المتحمسين للاشتراك فى حرب فلسطين وقبل أن تقرر الحكومة المصرية دخول الحرب كان يفكر فى التطوع للقتال فى فلسطين، وهناك واقعة شهيرة عن التحقيق الذى تعرض له جمال عبد الناصر بعد حرب فلسطين عندما تم اكتشاف كتاب أصدره الجيش عن صنع القنابل اليدوية عليه توقيعه أثناء تفتيش إحدى شعب جماعة الإخوان إبان حملة اعتقالهم عام 1948، وقد قام إبراهيم عبد الهادى باشا رئيس الوزراء المصرى وقتها باستدعاء جمال عبد الناصر فى مايو 1949 للتحقيق معه عن صلته بجماعة الإخوان المسلمين بحضور الفريق عثمان المهدى رئيس هيئة أركان الجيش، وقد نفى جمال عبد الناصر صلته بالجماعة وقال لرئيس الوزراء أنه أعطى الكاتب لزميله الضابط أنور الصيحى، وعندما سأله إبراهيم عبد الهادى:أين أنور الصيحى؟ أجابه جمال عبد الناصر: أنه أستشهد فى حرب فلسطين،فصرفه رئيس الوزراء بعد أن حذره وهدده.

توفى الصاغ محمود لبيب يوم 18 ديسمبر 1951 قبل الثورة بينما قاد صراع جماعة الإخوان المسلمين مع ثورة يوليو الشيخ محمد فرغلى إلى حبل المشنقة بعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر بالإسكندرية يوم 26 أكتوبر 1954 والتى كان الشيخ محمد فرغلى واحد من الضالعين فى التخطيط لها.

يظهر عبد الحكيم عامر مبكرا فى دفتر يوميات جمال عبد الناصر فهو يقابله يوم 4 يونيو 1948 ويلحظان معا مدى هشاشة التحصينات الدفاعية للقوات المصرية وعدم وجود عمق ولا احتياطى استراتيجى للجيش المصرى وعلى امتداد اليوميات سنجد عبد الحكيم عامر موجودا بها ولكن برغم وجود أسماء أخرى لشخصيات لعبت دورا هاما فى الثورة عام 1952 مثل صلاح سالم، كمال الدين حسين، زكريا محيى الدين.

يمكننا ملاحظة أن صلة جمال عبد الناصر بعبد الحكيم عامر تختلف فالعلاقة بينهما أعمق وهى ليست مجرد صداقة شخصية بل تبدو عائلية أيضا فعبد الحكيم عامر هو الذى يقوم خلال حصار جمال عبد الناصر فى الفالوجة بالاتصال بأسرته ومعرفة أحوالهم ثم يطمئن جمال عبد الناصر على زوجته وابنتيه(هدى،منى) لم يكن جمال عبد الناصر وقتها أنجب أبناءه الذكور الثلاثة (خالد،عبد الحميد، عبد الحكيم).

وعلى امتداد اليوميات يمكننا رصد مدى ارتباط جمال عبد الناصر بأسرته الصغيرة زوجته تحية وطفلتيه (هدى، منى) فهو مشغول البال دوما بأحوالهن وبمستقبلهن دائم السؤال عنهن والاتصال بهن كلما سنحت له الفرصة، بل أنه فور إصابته برصاصة فوق قلبه يفكر فيهن على الفور.

ولكن ليس هذا هو المهم فارتباط جمال عبد الناصر بزوجته وأبناءه بوجه عام وتعلقه بأسرته الصغيرة معروف،ولكن اللافت للنظر هو عمق صلته بوالده فهو حريص على الاتصال به والاطمئنان عليه وإرسال الخطابات له واستلام خطابات منه أيضا، يبدو هذا ملفتا فقد أثيرت أقاويل كثيرة وسال حبر أسود كثيف على الورق عن سوء علاقة جمال عبد الناصر بوالده واتسامها بالتوتر الدائم وتأثير ذلك على تكوين جمال عبد الناصر الشخصى منذ تزوج والده من سيدة أخرى السيدة "عنايات الصحن"، عقب وفاة زوجته الأولى السيدة "فهيمة محمد حماد "والدة جمال عبد الناصر، وشاع أن جمال عبد الناصر كان مصابا بعقدة أوديب يحب أمه ويكره والده بينما يتضح من اليوميات التى خطها الضابط جمال عبد الناصر وقد تجاوز الثلاثين من عمره بقليل أن ذلك غير صحيح فعلاقته بوالده تبدو طبيعية وحميمة وليس والده فقط بل بعمه أيضا، وإن كان لم يذكر أسم هذا العم وأرجح أنه عمه خليل، وكذلك أخيه عز العرب عبد الناصر فهو على اتصال به عبر الخطابات،وكذلك نجد اتصال من جمال عبد الناصر لعبد الحميد يوم 9 سبتمبر 1948 يبلغه أن إجازته تأجلت ويطلب منه إعلام الأسرة، وأعتقد أنه عبد الحميد كاظم شقيق السيدة"تحية "زوجة جمال عبد الناصر وكانت علاقته بجمال عبد الناصر وطيدة رغم أنه كان رافضا فى البداية لزواج أخته تحية منه، وقد توفى عبد الحميد كاظم مبكرا بسبب مرض الدرن، وسمى جمال عبد الناصر ثانى أبناءه الذكور عبد الحميد على أسمه،كما يرد أسم "السيد يوسف "عديل جمال عبد الناصر ومستشاره القانونى بعد الثورة فى دفتر اليوميات كصلة اتصال مع أسرته وهكذا فعلاقات جمال عبد الناصر بأسرته تبدو طبيعية للغاية بدون عقد نفسية توهمها خصوم جمال عبد الناصر.

فى يوم 23 أغسطس 1948 يكتب جمال عبد الناصر معبرا عن صدمته البالغة لمقتل أحمد عبد العزيز برصاصة خاطئة – نيران صديقة كما يقال الآن- فقد أطلقت عليه رصاصات خاطئة من القوات المصرية لاعتقادهم أنه من الجانب الإسرائيلى.

كتب جمال عبد الناصر "لقد تألمت جدا فإن احمد عبد العزيز كان يحب أبناءه،وكان فى عز مجده الذى لم يجاز عليه، ولم يره الشعب، ولم يستقبله، مات أحمد عبد العزيز وكله أمال فى الحياة، لقد تألمت جدا لهذه الآمال التى انهارت كان آخر ما قاله لصلاح سالم".

تبدو هذه الكلمات صادقة ومعبرة عن حزن جمال عبد الناصر على البطل الراحل وهى تهمنا على وجه الخصوص لكونها أبلغ رد على بعض الكتب المشبوهة التى أصدرها خصوم جمال عبد الناصر فيما بعد واتهموا فيها جمال عبد الناصر بقتل أحمد عبد العزيز!!

إلى هذا الحد بلغ الاستخفاف بالبعض أن يستبيحوا التاريخ لإلصاق فرية قذرة كتلك بجمال عبد الناصر فى إطار سعيهم لاغتيال شخصيته وتشويه سيرته.

وعبر صفحات دفتر اليوميات سنجد اللقاء بالإسرائيليين وسنلحظ أن جمال عبد الناصر يصفهم دوما باليهود أو بالعدو وليس بالإسرائيليين.

يطلب العدو تحديد لقاء مع قيادة القوات المصرية المحاصرة فى الفالوجة يتم إرسال جمال عبد الناصر من قبل القيادة المحاصرة لتحديد مكان اللقاء وبالفعل يتم اللقاء فى مستعمرة جات اليهودية حيث توجه من الجانب المصرى السيد طه، ورزق الله الفسخانى، وجمال عبد الناصر، وإبراهيم بغدادى، وخليل إبراهيم إلى مستعمرة الجات، وتنتهى المفاوضات بينهما بالفشل لرفض الجانب المصرى الاستسلام، ورفض اليهود إخلاء الجرحى إلى غزة.

وهكذا لم يكن اللقاء منفردا بين جمال عبد الناصر والضباط الإسرائيليون ولم يتفق معهم على شئ ولم يخطط معهم لثورته كما كتب الإخوان بغزارة فى أدبياتهم عن صلات ولقاءات جمعت جمال عبد الناصر بالإسرائيليين خلال حرب فلسطين عام 1948.

كان جمال عبد الناصر ضابطا ضمن وفد تفاوضى وقد فشل التفاوض، يرصد جمال عبد الناصر خلال زيارته لمستعمرة الجات الفوارق الحضارية بين اليهود والعرب والمدنية والرخاء الذى يتمتع به اليهود خلال حياتهم بالمستعمرة مقارنة بأوضاع العرب البائسة.

على امتداد صفحات اليوميات يبدو جمال عبد الناصر غاضبا وساخطا على الأوضاع التى يعانى منها الجيش المصرى فى الحرب، واتهاماته دائمة للقيادة العسكرية بالتخبط والجهل بل أنه يتهمها بأنها سبب كل المصائب وأنه لا توجد قيادة للجيش المصرى فى فلسطين من الأساس فهى قيادة عاجزة لا تملك خطة ولا احتياطى همها الوحيد هو الهرب والنجاة بعيدا عن المعركة وإطلاق تصريحات وبيانات كاذبة عن انتصارات وهمية لم تحدث.

تبدو تلك الكلمات مريرة وتحتاج لتعمق فى قراءتها فالضابط جمال عبد الناصر عانى من ذلك هو وكل القوات المصرية المحاربة فى فلسطين ولكن لسوء الحظ تكررت مثل تلك الأخطاء بحذافيرها تقريبا بعد 19 عاما أثناء حرب 5 يونيو 1967 وكأننا لم نتعلم شئ، وربما كان هذا أكثر ما حز فى نفس جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967 أن يشهد نفس المأساة مرتين، ومؤكد أن ذلك كان دافعه بعد أن قضى على محاولة انقلاب المشير عبد الحكيم عامر بعد النكسة لإعادة بناء القوات المسلحة المصرية من الصفر وخوض حرب الاستنزاف بها فى ظروف بالغة الصعوبة حتى تمكن بعد ثلاث سنوات من الهزيمة أن يحقق المعجزة ويقيم بسواعد الأبطال من المصريين أكبر حائط صواريخ فى العالم وقتها ويبنى جيش المليون من الجامعيين ويصدق على خطط العبور والتحرير ولكن شاءت الأقدار ألا يشهد جمال عبد الناصر بعينيه النصر الذى صنع كل مقوماته، فقد خانه قلبه وتوقف عن النبض فى يوم 28 سبتمبر 1970 هذا اليوم الأسود فى تاريخنا.

تظهر بوادر الصمود والتحدى الكامنة فى شخصية جمال عبد الناصر والتى ستكون من علامات عهده فيما بعد على صفحات اليوميات وتحديدا يوم 28 أكتوبر 1948، فالطائرات الإسرائيلية تمطر القوات المصرية المحاصرة فى الفالوجة بالمنشورات التى تطالبها بالاستسلام يكتب الضابط جمال عبد الناصر معلقا على ذلك "كلام فارغ قابله الجميع بالسخرية، فبالرغم من أننا محاصرون من يوم 16، وبالرغم من طلبنا تعيينات وذخيرة بواسطة الطيران، وبالرغم من أن طلباتنا لم تجب، ولم يلتفت إليها، فسنقاوم إلى أخر رجل"

أنها روح التحدى والمقاومة المطبوعة فى شخصيته والتى قاد بها أمته طيلة 18 عاما مجيدة فى تاريخها ولم تفارقه فى لحظات الهزيمة.

كما تبدأ فكرة الثورة تنبت فى عقله، فما يعانيه الجيش المصرى هو من صنع القيادة العسكرية الفاشلة وقيادة البلاد العاجزة فيكتب "لقد فقدنا الإيمان فى قيادة الجيش وقيادة البلاد، هؤلاء المضللون الممثلون، ماذا عملوا بعد أن دخلنا الحرب: لا شئ"

أنها بذور الثورة التى أينعت بعد أقل من أربع سنوات من الهزيمة فى حرب فلسطين عام 1948.
يبدو الضابط جمال عبد الناصر فى يومياته مدركا لطبيعة الصراع مع العدو الصهيونى مدركا لقوة العدو وتفوقه وكونه جزء من الغرب مزروع فى الوطن العربى، كما نلحظه حزينا على مستقبل الفلسطينيين ومتأثرا لما سيحيق بهم من جراء الهزيمة وانسحاب الجيوش العربية من فلسطين، وقد ظل هذا الإدراك يحكم سياساته طيلة عهده فقد رفض أى حل جزئى منفرد لا يرجع للشعب الفلسطينى حقه فى أرضه المسلوبة.

أن قيمة هذه اليوميات الشخصية للضابط جمال عبد الناصر فى حرب فلسطين لا يقدر فهى وثيقة تاريخية نادرة تلقى أضواء كاشفة على شخصية أهم عربى فى التاريخ الحديث وفضلا عن أهميتها لكون جمال عبد الناصر كاتبها فأن صدقها هو الأهم نحن أمام ضابط شاب يخوض حربا فى ظروف غير مواتية ثم يحاصر وهو خلال كل ذلك حريص على تدوين يوميات شخصية له يعبر فيها عن حقيقة مشاعره وما يشغل باله وهو لا يدرى إن كان سيقرؤها أحد غيره بل ولا يدرى إن كان هو ذاته سينجو من الحرب أم لا.

لقد كان جمال عبد الناصر أحد أبطال حرب فلسطين عام 1948 فقد دخلت الكتيبة السادسة من الجيش المصرى التى كان يشغل منصب رئيس أركانها فلسطين يوم 15 مايو 1948، وقد أصيب بالرصاص مرة قبل حصار الفالوجة، وقد حصل على نجمة فؤاد العسكرية لشجاعته، وكان بين أفراد القوات المصرية التى حوصرت فى الفالوجة بدء من 21 أكتوبر 1948 وأصيب خلال الحصار مرتين وكاد أن يفقد حياته.

كانت حرب فلسطين وفساد الإدارة السياسية والعسكرية المصرية وحصار القوات المصرية فى الفالوجة هى الأسباب الرئيسية التى دعت جمال عبد الناصر للبدء فى إنشاء تنظيم الضباط الأحرار فقد رأى جمال عبد الناصر أن الحل لمأساة مصر يتلخص فى الإطاحة بنظام الحكم الفاسد الذى قاد البلاد إلى الهزيمة، وكذلك التخلص من الاحتلال البريطانى، ومن هنا فإن الجيش الذى فشل فى الاستيلاء على فلسطين قرر الاستيلاء على القاهرة.

ستظل تلك اليوميات الشخصية لجمال عبد الناصر وثيقة بالغة الأهمية عن شخصيته وتكوينه وهى تمثل خطوة على الطريق لفك مفاتيح تلك الشخصية بالغة التفرد التى حبا الله بها الزعيم الخالد.

هذا الكتاب الذى يحمل بين دفتيه يوميات الضابط المقاتل جمال عبد الناصر سيظل واحد من أهم الكتب التى صدرت عن الرئيس عبد الناصر لأنه بقلمه شخصيا، وقد أنهى الأستاذ عبد الله السناوى المقدمة التى كتبها لليوميات بوصف جمال عبد الناصر "كأنه شهاب انطلق من فلسطين إلى القاهرة، قبل أن يهبط إلى مثواه، ونهبط بعده إلى المأساة."

و يالها من مأساة نعيشها بعد غياب البطل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى