الاثنين ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨
بقلم سهيل عيساوي

قراءة في قصة الخرزة الزرقاء

قصة الخرزة الزرقاء، للكاتبة هديل الناشف، رسومات براء العارور، اصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم، سنة الاصدار 2018، تقع القصة في 30 من الحجم الكبير، غلاف سميك
تتحدث القصة عن طفل اسمه سعيد، يتناول في كل صباح، منقوشة ويشرب الشاي بالنعناع، وتضع له والدته كعكعة العسل ليأخذها الى الصف، لكن يحدث له ما لا يتمناه، يعتدي عليه في الطريق ابن صفه وليد وينتزع منه الكعكة، ويتهم سعيد بالجبن ويسخر منه، وفي الليل يبكي سعيد ولا يفصح لاحد عما يدور بقلبه وخلده، وعندما يحاول ان يركب على الارجوحة تدفعه منال ويسقط على الارض، وزميله جمال يضربه على وجهه، وبلال يعضه والاء تشده من شعره، وشريف يخيفه بقناع الاسد، والكل يسخر منه ومن ضعفه، يعود سعيد الى البيت باكيا، لا يفصح لامه عن شيء، ذات يوم زارتهم جدته وخبزت فطيرة، لم يأكل سعيد ولم يفرح لقصتها التراثية "فرط الرمان "، ادركت وعرفت الجدة ان قلب سعيد حزين، اخرجت من درجها السري خرزة زرقاء وقالت له ان مفعولها سحري، من يحملها يصبح قلبه كالأسد، وفعلا اصبح يلهو ويلعب ولا يخاف من البنات والاولاد،ولم يعد يبكي في الليل، استغرب الاطفال من تغير سلوك سعيد فهو لم يعد يهابهم اذا سقط أرضا لا ينزل دمعة يستمر باللهو، لم يهرب من شريف عندما ارتدى قناع الاسد، عندما حاول صديقه ان يعضه أغلق له فمه، عندما حاول وليد أن يسرق منه الكعكة تمسك بها وقال له قف عندك هذه كعكتي، أصبح الأولاد يلعبون معه بفرح وغنوا له قلب الأسد.

ذات يوم ضاعت الخرزة الزرقاء ولم ينتبه لها، لكنه ظل سعيدا وقويا وشجاعا محبوبا حتى اليوم.

رسالة الكاتبة

هنالك حالات عنف تحدث للأولاد والاولاد يخفون الامر عن المدرسين والاهل -
يجب ان يصارح الطفل ذويه -

يجب العمل على تقوية شخصية الطفل كي لايرضخ للسخرية والابتزاز من اترابه -

تشير القصة الى خبرة الجدة في عالم الاطفال

 تم استغلال المعتقدات الاجتماعية التي لا تسمن في حل معضلة صعبة من خلال الخرزة الزرقاء توهم سعيد ان تمنحه القوة حتى تغير سلوكه وسلوك الاخرين معه.

 الخرزة الزرقاء لم تجلب القوة الفعلية لسعيد بدليل عندما ضاعت بقي قويا وشجاعا ولم ينتبه

لها اصلا، لكنها كانت مهمة في المرحلة الأولى لشحذ همة الطفل وايمانه بنفسه.

 اهمية الغذاء الصحي للأطفال ونشاط الام واهتمامها بالطفل

 أهمية الحكاية الشعبية التي كان الأجداد يسمعوها لأحفادهم، فيها العبر أما اليوم يتجه الاطفال والاهم لوسائل الاتصال الاجتماعي التي تدمر الابداع وحسن الاصغاء والتدبير وتشوش عقل الطفل وتجعله عصبيا وعنيفا من المهم الاصغاء لأطفالنا وسماع وما يضايقه - بدل من اصلاح المجتمع علينا الاهتمام بتربية الابناء تربية صالحة

 نبذ العنف بكل أشكاله الجسدي والكلامي

اشارات ثقافية:

الخرزة الزرقاء "ترمز الخرزة الزرقاء للعين المحدقة في الكون، وتعمل على درء الشر وكذلك تعمل على تحصين الحامل لها من المخاطر، وتحليل ذلك أن اللون الأزرق هو لون الماء العذب الذي يعطينا الحياة" وقد استعملها الفراعنة لحماية عروشهم.

حكاية فرط الرمان: حكاية شعبية

خلاصة: قصة الكاتبة هديل ناشف رائعة فيها التجديد والابداع، لغتها سهلة تدمج بين الحداثة والتراث والمعتقدات الشعبية، بل تطوع المعتقدات الشعبية لخدمة التربية الحديثة وحل معضلات مستعصية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى