السبت ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم سعاد جبر

قراءة نقدية في نص " قصة حصار" للكاتب أسد محمد بن محمد

يدور نص " قصة حصار " في البعد الأيدلوجي للقص ، والذي تكاتفت بؤرته على وجه التحديد في رحلة القصة القصيرة السورية المعاصرة ، في الألفية الثانية ، من خلال التتبع الناقد المحلل لها ، عبر شبكة الإنترنت ، ويلتقى نص " قصة حصار " لكاتبنا المبدع : أسد محمد " مع نص " البراغيث للمبدع العراقي " عزيز التميمي " في لغة الرفض لمنظومة التناقضات المفرزة من سلطة السطوة والكبت في المجتمع ، والتي تنفث دخان ثمالتها في نشوة اللانهايات من لغة السقوط في مقاطع الذات والمكان والزمان وامعية اللسان في النعيق المبهم وقبضة الحديد في التنشي بعذابات الخلق في تأزم المعاش والرفض المسعور في مسرح التلاعب العابث بالقرارات .

ويدور النص في ثنائية " النخبة ، المواطن " والنخبة هنا هي القيادة في المؤسسة السياسية وبطانتها في لسان الببغاوات ، في تلك البلدة الرمز في النص ، والتي يمتدد ثوب رمزيتها ليسع العالم العربي بأسرة ، والمواطن هنا هو لغة الظلم والكدح والحرمان ولسع العذابات ، في ازقة الحياة الرمادية ، حيث تغدو مادة استنزاف لإرضاء نشوة النخبة في سعار لهوها العابث ، وغباءها المتدفق حماقة في الحراك والسير الذي يكثف النص هنا بؤرته السردية في تتبع حيثيات تلك الحماقة ، في أحد طرفي تلك المعادلة من جهة وحيثيات المعاناة والقهر ولغة العذابات في جسد المواطن المنهك وقلبه المحترق الما من جهة أخرى .

وتتشكل لغة الشخوص هنا في نقشها الجمعي في كلا طرفي المعادلة المتضادة في لغة السطوة والتسلط في النخبة ولغة الفقر والمعاناة في المواطن ، في ثنايئات التضاد التي غدت شبة سرمدية في عالمنا العربي المقهور .

ويتسم النص بجاذبية تتشكل في تلمس تدفق حرقة القارئ ونبضات رفضه لواقعه من خلال تتبع حراك الشخوص في النص ، والذي نقشت خطاهم في بلدة مجهولة معلومة ، حاضرة غائبة في ذاكرة وذهنية القارئ المنهكة في متابعة مشاهد التضادات في صفحات اللانهايات في الحياة " الواقع ، الرفض " في الآن ذاته ، وبذلك تغدو تلك النقطة الضوئية القصصية في النص ، اثيراً فضايئا شاسعاًً بلا حدود في مرأى مستقرئ النص في لغة الكل في الجزء ، حيث يعكس الجزء تضاداته المتأزمة في الكل المتخم في لوحة فسيفسائية من المتضادات ، وهذه بحد ذاتها سمة إبداعية في النص ، وبذلك يشكل النص بعدا ذكياً في لغة التصوير الرمزية لمساحات الواقع الأيدلوجية في ظل المؤسسة السياسية المنهكة بالمتناقضات والثملة بالحماقات ، والتسلطية في اتخاذ القرارات ، ومصادرة المواطن في عنجهية في سلة المهملات ، في شخصنه تحمل معها هالة القداسة في البث ، يترتب عليها توجه المواطن لأداء قرابين التعبد في لغة التمجيد والطرق على طبولها كيفما كان الطرق و كيفما كان الغناء ورقص الأجساد ، لذا يعد النص الذي بين أيدينا ؛ وثيقة قصصية سردية تحمل معها حكاية اليوم والغد ، في بعد أيدلوجيا المؤسسة السياسية في لغة السطوة والكبت ، وتضخم

" الأنا" في البث والتوجيه .

والنص ثري بمحاور إبداعية متنوعة ، يقتضي الأمر تجلية النقاب عنها وابرازها ، ولكن خشية الإطالة اكتفي بما ذكرت ، وأزجي في الختام تحايا التقدير والإبداع لكاتبنا : أسد محمد بن محمد
دام إبداعك البهي نضرا القا في بساتين الكلمة الأصيلة


مشاركة منتدى

  • أشكر الناقدة سعاد جبر على هذه النظرة الشاملة للقصة
    والتي تناولتها من أبعاد عدة
    اقتضى الشكر للكاتبة ولإدارة الموقع على الجهود المبذولة

    د.أسد محمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى