الثلاثاء ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم
قصيدةٌ جمعتْ كل سور القرآن الكريم
باسـم الذي قد أنزلت من عنـده | سور الكتاب على نواصي عبـده |
وأعـوذ باللـه العظيـم بحفظه | من شر فتنـة غـاسق أو نفثـه |
أمـا وبعد، أخي تلـك قصيـدة | جمعت بهـا سور الكتاب بحوله |
هـو ذاك فرقان الأنام ونهجهـم | منظومة فيمـا حوى في فحـوه |
متحدياً في لفظـه (فأتـوا بـه) | أو سـورة أو آيـة من مثـلـه |
فتبـارك الرحمـن في تنزيلـه | وتقدسـت أسمـاؤه فـي آيِِـه |
سـور طـوال والمثاني تلوها | ومئينهـا قد فصلت سـوراً به |
أولاها (فاتحة) الكتـاب تنزلت | أمّـاً لـه تبيـانهـا وَضَحٌ به |
أعظِم بها من سورة أحصت بها | (إيـاك نعبدُ) ما دعا في شرعه |
وبسورة (البقرهْ) ابتدت آياتُهـا | إعجـازُها في أحرف من غيبه |
شرعت لنا جلَّ الفرائض مطلقاً | ومقيداً بِشَـراح صفـوة خلقـه |
و(بآلِ عمرانَ)الدورسُ مشت بها | أحكامهـا اكتملت بـوافِرِ فضله |
فهما الفضـاء لَذِكْرِنا وَسِعَـا به | والزهْـرَوانِ من الكتـاب بزَينِه |
ولهنّ ما قَسَمَ الكتـاب نسـاؤنا | تبيـانُ ما تقضي (النساءُ) بعدله |
مـا جارَ في حقٍ لهنّ وما قضى | في قِسمةٍ ضِيـزى لهنّ بقِسْمِـه |
ولنا القَـوامة في الحياة سبيلُهـا | سَكَنُ لنـا، نِعْمَ المطـاب بِسُكنِه |
و(المـائدةْ) اجْتثّتْ مُحَلّلَ أُكْلنـا | للطيبيـاتِ لـذائذاً مـن أُكْلـه |
وعن الورى وضعتْ خبائث أُكلهم | مـا سـاءَ عبداً أو يجرُّ لِضرِّه |
والبُهْمُ (فالأنعـامُ) فُصِّل حكمُها | لشحـومها ولحـومها في فحوه |
وبهـا الرَكوبُ مطيّةً، ولصوفها | دفءٌ لنـا ومنـافعٌ كـانت به |
وبسورة (الأعرافِ) يحكي ربنا | عن حال من ظلوا اقتضاءةَ أمره |
قيل ادخلوا(لم يغنِ عنكم جمعكم) | تلك الجنانَ، فقد قضى في حكمه |
يا من له (الأنفالُ) حين تساءلوا | كانت لـه فيما قضى ورسـولِه |
لبيـه تِبـراءَ (البراءةِ) مَطلَعـاً | من غيـر بَسْمَلةٍ تُسجّى باسمـه |
قد كان فيها ما قضى(سيحوا بها) | وأَذانُـه صَدَقـا له في وعـده |
لبيه (يـونسَ) قومَـه إن آمنوا | مـا كان كَشْفاً عنهمو من خزيه |
لبيه (هودَ) ومن خلا من إثـره | في حـاله حـالُ الذي من قبله |
هم تلك عـادٌ قد عَتَـوْا بِعُتلِّهم | واستكبروا في رِيعهم وعَثَوْا به |
لبيه (يـوسفَ) حلمُه عن إخوة | كادوا المسيءَ بما رمى من سَوْئِه |
حتى إذا ألْقـوه في الجُبِّ الذي | غيبـاته تحكي بمـا أُلقـى بـه |
جـاء البشيـر له فخرّوا سُجّداً | مِـن بعد ما كـادوا له بقميصه |
يا من تسبحه السماء وما حوت | والأرض من فيهـا بِعَالي جَدّه |
ويسبح (الرعدُ) العظيـم بحمده | والبرق فيمـا يحتـويه بضوئه |
واقرأ بـ(إبراهيمَ) حسن دعائه | في آيِِهـا ممـا دعـاه لنسلـه |
فاجعلْـه بَلَـداً آمنـاً في حِلِّـه | واجْنُبْ بَنِيه من الضلالة واحْمِه |
و(الحِجْرُ) إن تُلِيت فهُم أصحابها | قد كذّبـوا رُسُـلَ الإلـه وآيِه |
فاصطصبحوا في صَيْحةٍ أخذت بهم | واللـه يقضي لا مَرَدَّ لحكمـه |
و(النحلُ) سبحان الذي صفّى به | من شهده كان الشفـاءُ بمـا به |
فاشهدْ لـه الرحمنُ أحسنَ خالق | واشهد يقينـاً لا شـريكَ بمُلكه |
إنْ كـان في إعجـازه آيٌ لـه | كانت له (الإسراءُ) إحـدى آيه |
سبحـان من أسرى بها حدثاً له | في ليلـة الإسـراء تلـك بعبده |
وأنام أهل (الكهفِ) في غارٍ لهم | لَسنينَ عَدَداً في الرقِيـمِ بحَولـه |
وعن الأُلى حَدّتْ بـ(مريمَ) نفخَه | ما أحصنتْ فَرْجاً لهـا من رُوحه |
فجرى لهـا عيسى النبيُّ بلا أبٍ | ومكلِّـمٍ للنـاس وهـو بمهـده |
وإذا اصطفى (طه) فحكمتـه به | مـا ضلَّ متّبِعٌ لـه في هديـه |
هـو أسـوةٌ و(الأنبيـاءُ) تحفّه | مثلَ الكواكب قد سَرَت من حوله |
أكرِم بهم!! رُسلَ الإله وصفِـوه | والمصطفِينَ من الأنـام لخلقـه |
و(الحجُّ) للبيـت العتيـق سبيلُه | ما اسطاع ذو سَعَةٍ إليه بِمَلكـه |
هـو ذاك فرضٌ قائم أعظِم به!! | بشعـائرٍ مِيـزت به في فَرضه |
وإذا سُئلتَ عـن الفـلاح وأجرِه | فـ(المؤمنونَ)من الورى من أهله |
أحصـاهمُ اللـه العليـمُ بآيِهـا | بكتـابـه في سـورةٍ تُلِيتْ بـه |
فله الثنـا و(النـورُ) تشهـد أنه | نـورُ السما والأرضِ جلَّ بنوره |
هـو منزلُ (الفرقانِ) في أحكامه | يُلقى على خير الـورى وحياً به |
لا من كلام الإنس ما عَجِزوا به | أو من فَمِ (الشعراءِ) كان بلفظـه |
فانظـرْ لـه واعجَبْ له ببيـانه | في (النملِ) إعجازاً له في وصفه |
ما ضـاق إحصـاءً لـه بكبيرةٍ | أو مثلِه بصغيـرة دُرجـت بـه |
وبه من السِيَرِ العِتـاق مـدارجاً | يحكي بها كلاً لـه في عَصْـره |
أمماً مضت وتعيدها(القصصُ)التي | يطوي بهـا تأريخهـا في صَفحِه |
ذهبـوا مع الأزمان لا تدري لهم | غيرَ الـذي يُحكى بـه في ذِكره |
فكفـى بـه متحديـاً فـي آيِـه | من كان مجترحَ الهوى من كِبره |
أن شُبِّهوا بـ(العنكبوتِ) وبيتِهـا | وَهِنِ الأسـاس تداعياً من ضعفه |
في (الرومِ) يستبق الزمان بعلمه | والـرومُ قد غُلبت، كذا في غيبه |
وبآيـه (لقمـانُ) أُوتى حكمـةً | فاقـرأ لـه تلك المواعظ لابنه |
وإذا تلوت (السجدهْ) من آيٍ بها | فاسجد لـه مـا مَنَّ فيه بفضله |
صدقاً له (الأحزابَ) أبلغَ ناطق | عن وعـده ما كان منه بنصره |
فهم الرجالُ الصادقون تعاهدوا | مستمسكين مِـن الوثـاق بعهده |
لا معرضين كما طغتْ(سَبَأٌ)ولا | متحدرين إلى الشفـا من جُرْفه |
في حالها العَرِمُ الخرابَ مشى به | لجنانهـا ممـا جنى في سَيْلـه |
يا من دُعيتَ بـ(فاطرٍ)في سورة | بالحَمْدِ مَطلعُ آيِهـا في فَطـرِه |
أرسلتَ (يسنَ) الهدى، أكرِم به!! | فـهو النذيـر، هو البشير بهديه |
و(الصـافّات) بصفِّهـا أرسلتها | والزاجـرات وما قضت في زجره |
لبيـه (صٌ) في الدجى آنـائِـه | فيهـا وأطرافِ النهـار بذكـره |
وله من (الزُمَرِ) القضـاءُ بعدله | مـا للفريقين المسـاقُ بأمـره |
هو (غافرُ) الذنب الحليـمُ بحلمه | عـن عبـده هذا المسيء بذنبه |
بكتـابـه قـد فُصِّلتْ آيـاتـه | في (فُصِّلتْ) عربيُّـه في لفظه |
نهـجٌ قـويم للأنـام فسـرْ به | والأمر بـ(الشورى)أساساً خذ به |
فكأنمـا و(الزخرفُ) ازدانت به | فيمـا حبـا كالعِقـد زِين بدُرِّه |
وكأنمـا فيها (الدخانُ) عجائبـاً | فدُخـانها تحكي السماء بمـا به |
عمّـا حكتـه (الجاثيهْ) فالزم به | واعمل لنفسك صالحاً واغنمْ به |
وانظر لها(الأحقافُ)في نُذُر لها | من قد خلوا ممن دُعُـوا بنذيره |
فأتاهمُـو مما رأوا من عارضٍ | في صَيْبه ريـحٌ عَتَتْ تَذري به |
أفَلَم يسيروا في الدنـا فلينظروا | حُكْمَ المعقِّب، لا مَـردَّ لحكمـه |
من قبلهم بـادوا بِعَاقِب أمرهـم | فاقـرأ لهـم بـ (محمدٍ) آيٍ به |
الهـاديِ الأمـيِّ رحمـةِ ربـه | وشفيعِنـا يوم الحسـاب بإذنـه |
فعليه صلـوات الإله وزِدْ بهـا | ما كان يومُ (الفتحِ) فاتحَ نصره |
ولقدرِه (الحجراتُ) أعظمُ شاهد | شهِـدتْ له آيـاتهـا في قدره |
فاقرأ بها (لا ترفعوا أصواتكم) | واقرأ بها(لا تجهروا) تعرِفْ به |
واعصِمْ بها (قٌ) حديثَ مجالسٍ | ما كان من خوض الحديث وسَوْئه |
وقل الرقيبَ على امرئ، فهُنا به | مُتلقِّيـان لمـا اجتـراح بِلَسْنه |
و(الذارياتِ) بما حوت فاقرأ بها | (فِرّوا إلى الله) العظيـم وجنته |
وكذا ففي (الطورِ)الجنائنُ هُيِّأت | و(النجمِ) فيهـا ما أراه لعبـده |
وبسورة (القمرِ) انشقـاقٌ بَيِّنٌ | بـدلالة الإعجـاز فيه بِبَـدره |
للخـالق (الرحمنِ) تسبيحٌ بما | كـانت لـه آلاؤه في كونـه |
هي في وصوف(الواقعهْ)دَلَلٌ له | وبها (الحديدُ) وما به من بأسه |
ومن(المجادلةِ)استقِ الحكمَ الجلي | وادرأ بـه ذاك (الظِهار) لقبحه |
و(الحشرُ) فارقةُ المـآب ومثلها | في(المُمتَحَنْ) منظومة تُلِيتْ به |
و(الصفُّ) جامعةُ البيانِ بلاغِه | كـ(الجمعةِ) انتثرت فكنّ كدرّه |
وبه من السور اجتبى في لفظه | كـ(منافقون)بما جرت في وصفه |
وبها (التغـابنُ) يومَ جمعٍ بائنٍ | فارقَبْ له يوماً ولات مجيئـه |
وبها (الطلاقُ) وما به من حكمه | وكذا بها (التحريمُ) ما في شأنه |
فتبـارك الرحمـن في تنزيله | في(المُلْكِ) و(القلمِ)الجرير بسطره |
فاكتب به ما (الحاقّةُ)اقتربت به | واكتب به عَرْجَ(المعارجِ)باسمه |
و(بِنوحَ)فاسأل كم قضى في عمره | بدعائه من قد طَغـوا من قومه |
وبسـورة (الجنِّ) الرشادُ سبيلُه | لمن ارتضى منه الهدى في قلبه |
وهـو الهدى برسـوله في قوله: | (يـا أيهـا (المزمِّلُ)) اقترنت به |
أو رَوْعِـه (المدَّثِّر) انطلقـتْ به | (قـمْ أنذرِ)الأمرُ انقضى من ربه |
فاتبع له واجنَبْ بـه يومـاً تَرى | فيه (القيـامةُ) ما حكت من هَوْله |
في بعثِه (الإنسـانِ) ساعة نشره | من بعد ما جُمعت أضالعُ عظمه |
و(المرسلاتُ) بما أتتْ صدقاً له | ميعـاده سبحـانـه في وعـده |
وشهيده (النبـأُ) العظيم ومثلُهـا | في (النازعاتِ) لآيةٌ في شـأنه |
واشهدْ بها (عَبَسَ) الشهـادةَ آيُها | تحكي كمـا أخواتُهـا تحكي به |
يوماً به (التكويرُ) وصفُ مشاهدٍ | و(الإنفطارُ) إذا السما انفطرتْ به |
فادرأ بنفسِك عن شَفَا جُرُفٍ هوى | واعصِمْ لسانَك ما جرى من لَسْنِه |
واذكرْ بـآي (مطفِّفيـنَ) مآلَهـم | (ويلٌ لهم) بَدأت بمـا نزلتْ بـه |
و(الإنشقاقُ) كذا إذا انشقَّتْ بهـا | ذاتُ (البروجِ) وأرضُها من قَبْضِه |
و(الطارقُ) القَسَمُ النذير فَصالُهـا | فاشهدْ له (الأعلى) بما في فَصله |
واشهدْ بآي (الغاشيهْ) عِظمـاً له | في قَـدره متبـارَكاً في خَلقـه |
وخذِ العظات بسورة(الفجرِ)انطوت | في النفس عُقباها الرضى رضيتْ به |
والحِلُّ بـ(البلدِ) العتيـقِ شغـافه | مَسعَى الفـؤادِ بما هوى في سعيه |
و(الشمسِ)وضُحاها ضُحىً من نوره | و(الليلِ) إذ يغشـى كـذا سرٌ بـه |
وبها(الضُحى) في آيها أسلى بها | تبيـانُه نُزُلاً بـه فـي سَلْـوه |
هي للرسول المصطفى فيما به | وكذا هي(الشرْحُ)الشَراحُ لأنُسه |
أوَليسَ أحكمَ حـاكم شهدت به | في(التينِ)ما شهدتْ له في حكمه؟ |
وبعلمـه أولم ترَ (العلقَ) ابتدت | في آيِها (اقرأ) ما أتاك بِوَحيه؟؟ |
و(القَـدرُ) ليلتُهـا تَنَزُّلُ أمـرِه | فيهـا السلامُ منزَّل من عنـده |
و(البيِّنهْ) تبيـانُهـا كتب بهـا | صحفٌ مطهَّـرةٌ بِقَيِّـم ذكـرِه |
واعملْ بآيِ (الزلزلهْ) عملاً ترَ | مثقـالَه بالخيـر أو شـرٍ بـه |
أفما ترى بـ(العادياتِ) قضاءَه | و(القارعهْ)إنْ يقضِ ما يقضي به |
فاجهَدْ ليـومٍ أن تقـوم به غداً | ألهـاك عنه من (التكاثرِ) مُلهِِه |
ولتعتبرْ من سورة (العصر)التي | ألفى بها الإنسان ما في خسره |
وخذ اتعاظاً آيَها (الهُمَزَه) ولا | تغفلْ بمالك عن رضىً لم تبغِه |
قد كان قبلَك كبرُهم أودى بهم | فاقرأ بآي (الفيلِ) ما جُعلوا به |
وإذا تلوتَ(قريشَ)قل حسبي بها | إيلافُهـا من طُعمـه أو أمنـه |
ولنا و(للماعونِ) ما جاءت بها | (أرَأيتَ) بالويل اجتنـابَ مآله |
و(الكوثرُ) المرجوُّ ذلك حوضه | تهـوى إليه النفسُ سُقيـا نهره |
وعد من الديَّـان لا ريبٌ بـه | آيـاتُه صِدقٌ لـه في وعـده |
و(النصرُ) شاهدةٌ له في وعده | فبـها فسبِّحْ من أتاك بنصره |
واعصمْ يداً من سورةِ(المسدِ)التي | ذُكرتْ بها من أُنزلت في لعنِه |
هي (تبَّتُ) ابتدأت بها آياتهـا | ثم انتهتْ مَسَداً بهـا في لفظه |
وتذكَّر (الإخلاصَ) وافهمْ آيَها | فهي العقيدة فحوُها في قـوله |
وبـ(قلْ أعوذُ)فسورتان هما لنا | في(الناسِ)و(الفَلَقٍ)الأمانُ فَعُذْ به |
هذي هي السورُ التي أتممتُها | يُسـراً من اللـه الكريمِ ومنِّه |
إنْ كنتُ أبغي بالقصيدِ نظمتُه | فلـه رجـائي كلُه أدعـو به |
ودعاؤنا تلك الصلاةُ ومثلُهـا | ذاك السلامُ على الحبيب وصحبه |