| باسـم الذي قد أنزلت من عنـده |
سور الكتاب على نواصي عبـده |
| وأعـوذ باللـه العظيـم بحفظه |
من شر فتنـة غـاسق أو نفثـه |
| أمـا وبعد، أخي تلـك قصيـدة |
جمعت بهـا سور الكتاب بحوله |
| هـو ذاك فرقان الأنام ونهجهـم |
منظومة فيمـا حوى في فحـوه |
| متحدياً في لفظـه (فأتـوا بـه) |
أو سـورة أو آيـة من مثـلـه |
| فتبـارك الرحمـن في تنزيلـه |
وتقدسـت أسمـاؤه فـي آيِِـه |
| سـور طـوال والمثاني تلوها |
ومئينهـا قد فصلت سـوراً به |
| أولاها (فاتحة) الكتـاب تنزلت |
أمّـاً لـه تبيـانهـا وَضَحٌ به |
| أعظِم بها من سورة أحصت بها |
(إيـاك نعبدُ) ما دعا في شرعه |
| وبسورة (البقرهْ) ابتدت آياتُهـا |
إعجـازُها في أحرف من غيبه |
| شرعت لنا جلَّ الفرائض مطلقاً |
ومقيداً بِشَـراح صفـوة خلقـه |
| و(بآلِ عمرانَ)الدورسُ مشت بها |
أحكامهـا اكتملت بـوافِرِ فضله |
| فهما الفضـاء لَذِكْرِنا وَسِعَـا به |
والزهْـرَوانِ من الكتـاب بزَينِه |
| ولهنّ ما قَسَمَ الكتـاب نسـاؤنا |
تبيـانُ ما تقضي (النساءُ) بعدله |
| مـا جارَ في حقٍ لهنّ وما قضى |
في قِسمةٍ ضِيـزى لهنّ بقِسْمِـه |
| ولنا القَـوامة في الحياة سبيلُهـا |
سَكَنُ لنـا، نِعْمَ المطـاب بِسُكنِه |
| و(المـائدةْ) اجْتثّتْ مُحَلّلَ أُكْلنـا |
للطيبيـاتِ لـذائذاً مـن أُكْلـه |
| وعن الورى وضعتْ خبائث أُكلهم |
مـا سـاءَ عبداً أو يجرُّ لِضرِّه |
| والبُهْمُ (فالأنعـامُ) فُصِّل حكمُها |
لشحـومها ولحـومها في فحوه |
| وبهـا الرَكوبُ مطيّةً، ولصوفها |
دفءٌ لنـا ومنـافعٌ كـانت به |
| وبسورة (الأعرافِ) يحكي ربنا |
عن حال من ظلوا اقتضاءةَ أمره |
| قيل ادخلوا(لم يغنِ عنكم جمعكم) |
تلك الجنانَ، فقد قضى في حكمه |
| يا من له (الأنفالُ) حين تساءلوا |
كانت لـه فيما قضى ورسـولِه |
| لبيـه تِبـراءَ (البراءةِ) مَطلَعـاً |
من غيـر بَسْمَلةٍ تُسجّى باسمـه |
| قد كان فيها ما قضى(سيحوا بها) |
وأَذانُـه صَدَقـا له في وعـده |
| لبيه (يـونسَ) قومَـه إن آمنوا |
مـا كان كَشْفاً عنهمو من خزيه |
| لبيه (هودَ) ومن خلا من إثـره |
في حـاله حـالُ الذي من قبله |
| هم تلك عـادٌ قد عَتَـوْا بِعُتلِّهم |
واستكبروا في رِيعهم وعَثَوْا به |
| لبيه (يـوسفَ) حلمُه عن إخوة |
كادوا المسيءَ بما رمى من سَوْئِه |
| حتى إذا ألْقـوه في الجُبِّ الذي |
غيبـاته تحكي بمـا أُلقـى بـه |
| جـاء البشيـر له فخرّوا سُجّداً |
مِـن بعد ما كـادوا له بقميصه |
| يا من تسبحه السماء وما حوت |
والأرض من فيهـا بِعَالي جَدّه |
| ويسبح (الرعدُ) العظيـم بحمده |
والبرق فيمـا يحتـويه بضوئه |
| واقرأ بـ(إبراهيمَ) حسن دعائه |
في آيِِهـا ممـا دعـاه لنسلـه |
| فاجعلْـه بَلَـداً آمنـاً في حِلِّـه |
واجْنُبْ بَنِيه من الضلالة واحْمِه |
| و(الحِجْرُ) إن تُلِيت فهُم أصحابها |
قد كذّبـوا رُسُـلَ الإلـه وآيِه |
| فاصطصبحوا في صَيْحةٍ أخذت بهم |
واللـه يقضي لا مَرَدَّ لحكمـه |
| و(النحلُ) سبحان الذي صفّى به |
من شهده كان الشفـاءُ بمـا به |
| فاشهدْ لـه الرحمنُ أحسنَ خالق |
واشهد يقينـاً لا شـريكَ بمُلكه |
| إنْ كـان في إعجـازه آيٌ لـه |
كانت له (الإسراءُ) إحـدى آيه |
| سبحـان من أسرى بها حدثاً له |
في ليلـة الإسـراء تلـك بعبده |
| وأنام أهل (الكهفِ) في غارٍ لهم |
لَسنينَ عَدَداً في الرقِيـمِ بحَولـه |
| وعن الأُلى حَدّتْ بـ(مريمَ) نفخَه |
ما أحصنتْ فَرْجاً لهـا من رُوحه |
| فجرى لهـا عيسى النبيُّ بلا أبٍ |
ومكلِّـمٍ للنـاس وهـو بمهـده |
| وإذا اصطفى (طه) فحكمتـه به |
مـا ضلَّ متّبِعٌ لـه في هديـه |
| هـو أسـوةٌ و(الأنبيـاءُ) تحفّه |
مثلَ الكواكب قد سَرَت من حوله |
| أكرِم بهم!! رُسلَ الإله وصفِـوه |
والمصطفِينَ من الأنـام لخلقـه |
| و(الحجُّ) للبيـت العتيـق سبيلُه |
ما اسطاع ذو سَعَةٍ إليه بِمَلكـه |
| هـو ذاك فرضٌ قائم أعظِم به!! |
بشعـائرٍ مِيـزت به في فَرضه |
| وإذا سُئلتَ عـن الفـلاح وأجرِه |
فـ(المؤمنونَ)من الورى من أهله |
| أحصـاهمُ اللـه العليـمُ بآيِهـا |
بكتـابـه في سـورةٍ تُلِيتْ بـه |
| فله الثنـا و(النـورُ) تشهـد أنه |
نـورُ السما والأرضِ جلَّ بنوره |
| هـو منزلُ (الفرقانِ) في أحكامه |
يُلقى على خير الـورى وحياً به |
| لا من كلام الإنس ما عَجِزوا به |
أو من فَمِ (الشعراءِ) كان بلفظـه |
| فانظـرْ لـه واعجَبْ له ببيـانه |
في (النملِ) إعجازاً له في وصفه |
| ما ضـاق إحصـاءً لـه بكبيرةٍ |
أو مثلِه بصغيـرة دُرجـت بـه |
| وبه من السِيَرِ العِتـاق مـدارجاً |
يحكي بها كلاً لـه في عَصْـره |
| أمماً مضت وتعيدها(القصصُ)التي |
يطوي بهـا تأريخهـا في صَفحِه |
| ذهبـوا مع الأزمان لا تدري لهم |
غيرَ الـذي يُحكى بـه في ذِكره |
| فكفـى بـه متحديـاً فـي آيِـه |
من كان مجترحَ الهوى من كِبره |
| أن شُبِّهوا بـ(العنكبوتِ) وبيتِهـا |
وَهِنِ الأسـاس تداعياً من ضعفه |
| في (الرومِ) يستبق الزمان بعلمه |
والـرومُ قد غُلبت، كذا في غيبه |
| وبآيـه (لقمـانُ) أُوتى حكمـةً |
فاقـرأ لـه تلك المواعظ لابنه |
| وإذا تلوت (السجدهْ) من آيٍ بها |
فاسجد لـه مـا مَنَّ فيه بفضله |
| صدقاً له (الأحزابَ) أبلغَ ناطق |
عن وعـده ما كان منه بنصره |
| فهم الرجالُ الصادقون تعاهدوا |
مستمسكين مِـن الوثـاق بعهده |
| لا معرضين كما طغتْ(سَبَأٌ)ولا |
متحدرين إلى الشفـا من جُرْفه |
| في حالها العَرِمُ الخرابَ مشى به |
لجنانهـا ممـا جنى في سَيْلـه |
| يا من دُعيتَ بـ(فاطرٍ)في سورة |
بالحَمْدِ مَطلعُ آيِهـا في فَطـرِه |
| أرسلتَ (يسنَ) الهدى، أكرِم به!! |
فـهو النذيـر، هو البشير بهديه |
| و(الصـافّات) بصفِّهـا أرسلتها |
والزاجـرات وما قضت في زجره |
| لبيـه (صٌ) في الدجى آنـائِـه |
فيهـا وأطرافِ النهـار بذكـره |
| وله من (الزُمَرِ) القضـاءُ بعدله |
مـا للفريقين المسـاقُ بأمـره |
| هو (غافرُ) الذنب الحليـمُ بحلمه |
عـن عبـده هذا المسيء بذنبه |
| بكتـابـه قـد فُصِّلتْ آيـاتـه |
في (فُصِّلتْ) عربيُّـه في لفظه |
| نهـجٌ قـويم للأنـام فسـرْ به |
والأمر بـ(الشورى)أساساً خذ به |
| فكأنمـا و(الزخرفُ) ازدانت به |
فيمـا حبـا كالعِقـد زِين بدُرِّه |
| وكأنمـا فيها (الدخانُ) عجائبـاً |
فدُخـانها تحكي السماء بمـا به |
| عمّـا حكتـه (الجاثيهْ) فالزم به |
واعمل لنفسك صالحاً واغنمْ به |
| وانظر لها(الأحقافُ)في نُذُر لها |
من قد خلوا ممن دُعُـوا بنذيره |
| فأتاهمُـو مما رأوا من عارضٍ |
في صَيْبه ريـحٌ عَتَتْ تَذري به |
| أفَلَم يسيروا في الدنـا فلينظروا |
حُكْمَ المعقِّب، لا مَـردَّ لحكمـه |
| من قبلهم بـادوا بِعَاقِب أمرهـم |
فاقـرأ لهـم بـ (محمدٍ) آيٍ به |
| الهـاديِ الأمـيِّ رحمـةِ ربـه |
وشفيعِنـا يوم الحسـاب بإذنـه |
| فعليه صلـوات الإله وزِدْ بهـا |
ما كان يومُ (الفتحِ) فاتحَ نصره |
| ولقدرِه (الحجراتُ) أعظمُ شاهد |
شهِـدتْ له آيـاتهـا في قدره |
| فاقرأ بها (لا ترفعوا أصواتكم) |
واقرأ بها(لا تجهروا) تعرِفْ به |
| واعصِمْ بها (قٌ) حديثَ مجالسٍ |
ما كان من خوض الحديث وسَوْئه |
| وقل الرقيبَ على امرئ، فهُنا به |
مُتلقِّيـان لمـا اجتـراح بِلَسْنه |
| و(الذارياتِ) بما حوت فاقرأ بها |
(فِرّوا إلى الله) العظيـم وجنته |
| وكذا ففي (الطورِ)الجنائنُ هُيِّأت |
و(النجمِ) فيهـا ما أراه لعبـده |
| وبسورة (القمرِ) انشقـاقٌ بَيِّنٌ |
بـدلالة الإعجـاز فيه بِبَـدره |
| للخـالق (الرحمنِ) تسبيحٌ بما |
كـانت لـه آلاؤه في كونـه |
| هي في وصوف(الواقعهْ)دَلَلٌ له |
وبها (الحديدُ) وما به من بأسه |
| ومن(المجادلةِ)استقِ الحكمَ الجلي |
وادرأ بـه ذاك (الظِهار) لقبحه |
| و(الحشرُ) فارقةُ المـآب ومثلها |
في(المُمتَحَنْ) منظومة تُلِيتْ به |
| و(الصفُّ) جامعةُ البيانِ بلاغِه |
كـ(الجمعةِ) انتثرت فكنّ كدرّه |
| وبه من السور اجتبى في لفظه |
كـ(منافقون)بما جرت في وصفه |
| وبها (التغـابنُ) يومَ جمعٍ بائنٍ |
فارقَبْ له يوماً ولات مجيئـه |
| وبها (الطلاقُ) وما به من حكمه |
وكذا بها (التحريمُ) ما في شأنه |
| فتبـارك الرحمـن في تنزيله |
في(المُلْكِ) و(القلمِ)الجرير بسطره |
| فاكتب به ما (الحاقّةُ)اقتربت به |
واكتب به عَرْجَ(المعارجِ)باسمه |
| و(بِنوحَ)فاسأل كم قضى في عمره |
بدعائه من قد طَغـوا من قومه |
| وبسـورة (الجنِّ) الرشادُ سبيلُه |
لمن ارتضى منه الهدى في قلبه |
| وهـو الهدى برسـوله في قوله: |
(يـا أيهـا (المزمِّلُ)) اقترنت به |
| أو رَوْعِـه (المدَّثِّر) انطلقـتْ به |
(قـمْ أنذرِ)الأمرُ انقضى من ربه |
| فاتبع له واجنَبْ بـه يومـاً تَرى |
فيه (القيـامةُ) ما حكت من هَوْله |
| في بعثِه (الإنسـانِ) ساعة نشره |
من بعد ما جُمعت أضالعُ عظمه |
| و(المرسلاتُ) بما أتتْ صدقاً له |
ميعـاده سبحـانـه في وعـده |
| وشهيده (النبـأُ) العظيم ومثلُهـا |
في (النازعاتِ) لآيةٌ في شـأنه |
| واشهدْ بها (عَبَسَ) الشهـادةَ آيُها |
تحكي كمـا أخواتُهـا تحكي به |
| يوماً به (التكويرُ) وصفُ مشاهدٍ |
و(الإنفطارُ) إذا السما انفطرتْ به |
| فادرأ بنفسِك عن شَفَا جُرُفٍ هوى |
واعصِمْ لسانَك ما جرى من لَسْنِه |
| واذكرْ بـآي (مطفِّفيـنَ) مآلَهـم |
(ويلٌ لهم) بَدأت بمـا نزلتْ بـه |
| و(الإنشقاقُ) كذا إذا انشقَّتْ بهـا |
ذاتُ (البروجِ) وأرضُها من قَبْضِه |
| و(الطارقُ) القَسَمُ النذير فَصالُهـا |
فاشهدْ له (الأعلى) بما في فَصله |
| واشهدْ بآي (الغاشيهْ) عِظمـاً له |
في قَـدره متبـارَكاً في خَلقـه |
| وخذِ العظات بسورة(الفجرِ)انطوت |
في النفس عُقباها الرضى رضيتْ به |
| والحِلُّ بـ(البلدِ) العتيـقِ شغـافه |
مَسعَى الفـؤادِ بما هوى في سعيه |
| و(الشمسِ)وضُحاها ضُحىً من نوره |
و(الليلِ) إذ يغشـى كـذا سرٌ بـه |
| وبها(الضُحى) في آيها أسلى بها |
تبيـانُه نُزُلاً بـه فـي سَلْـوه |
| هي للرسول المصطفى فيما به |
وكذا هي(الشرْحُ)الشَراحُ لأنُسه |
| أوَليسَ أحكمَ حـاكم شهدت به |
في(التينِ)ما شهدتْ له في حكمه؟ |
| وبعلمـه أولم ترَ (العلقَ) ابتدت |
في آيِها (اقرأ) ما أتاك بِوَحيه؟؟ |
| و(القَـدرُ) ليلتُهـا تَنَزُّلُ أمـرِه |
فيهـا السلامُ منزَّل من عنـده |
| و(البيِّنهْ) تبيـانُهـا كتب بهـا |
صحفٌ مطهَّـرةٌ بِقَيِّـم ذكـرِه |
| واعملْ بآيِ (الزلزلهْ) عملاً ترَ |
مثقـالَه بالخيـر أو شـرٍ بـه |
| أفما ترى بـ(العادياتِ) قضاءَه |
و(القارعهْ)إنْ يقضِ ما يقضي به |
| فاجهَدْ ليـومٍ أن تقـوم به غداً |
ألهـاك عنه من (التكاثرِ) مُلهِِه |
| ولتعتبرْ من سورة (العصر)التي |
ألفى بها الإنسان ما في خسره |
| وخذ اتعاظاً آيَها (الهُمَزَه) ولا |
تغفلْ بمالك عن رضىً لم تبغِه |
| قد كان قبلَك كبرُهم أودى بهم |
فاقرأ بآي (الفيلِ) ما جُعلوا به |
| وإذا تلوتَ(قريشَ)قل حسبي بها |
إيلافُهـا من طُعمـه أو أمنـه |
| ولنا و(للماعونِ) ما جاءت بها |
(أرَأيتَ) بالويل اجتنـابَ مآله |
| و(الكوثرُ) المرجوُّ ذلك حوضه |
تهـوى إليه النفسُ سُقيـا نهره |
| وعد من الديَّـان لا ريبٌ بـه |
آيـاتُه صِدقٌ لـه في وعـده |
| و(النصرُ) شاهدةٌ له في وعده |
فبـها فسبِّحْ من أتاك بنصره |
| واعصمْ يداً من سورةِ(المسدِ)التي |
ذُكرتْ بها من أُنزلت في لعنِه |
| هي (تبَّتُ) ابتدأت بها آياتهـا |
ثم انتهتْ مَسَداً بهـا في لفظه |
| وتذكَّر (الإخلاصَ) وافهمْ آيَها |
فهي العقيدة فحوُها في قـوله |
| وبـ(قلْ أعوذُ)فسورتان هما لنا |
في(الناسِ)و(الفَلَقٍ)الأمانُ فَعُذْ به |
| هذي هي السورُ التي أتممتُها |
يُسـراً من اللـه الكريمِ ومنِّه |
| إنْ كنتُ أبغي بالقصيدِ نظمتُه |
فلـه رجـائي كلُه أدعـو به |
| ودعاؤنا تلك الصلاةُ ومثلُهـا |
ذاك السلامُ على الحبيب وصحبه |