كلمة مجلة ديوان العرب
الاخوة والأخوات الأعزاء
أعضاء لجنة التحكيم
ضيوفنا الكرام من شتى أقطار الوطن العربي
باسم مجلة ديوان العرب نرحب بكم في هذا الاحتفال الذي نقيمه في مصر ديوانِ العربِ الثقافي والحضاري، لتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة القصصية للعام 2004 التي أقامتها المجلة بهدف تشجيع الكتاب العرب الشباب وفتح آفاق رحبة أمامهم للتنافس والإبداع في وقت يعانون فيه من الإهمال وعدم توفر الدعم الكافي لنشر إبداعهم والأخذ بأيديهم للأمام.
هذا الاحتفال المتواضع نسبة للأهداف الكبيرة التي نسعى لتحقيقها يعتبر خطوة هامة نسعى أن ننجح بجهودكم جميعا لترجمتها الى خطوات أكبر تساهم في خدمة الثقافة العربية والأخذ بيد مبدعينا العرب في كل مكان لمزيد من الابداع ، مزيد من المعرفة ، مزيد من القراء حتى يعود العرب لموقعهم الطبيعي روادا في العلم والمعرفة والثقافة والإبداع والإختراع والتأليف ، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون .
احتفالنا هذا الذي يجمعنا معا مصريين وغير مصريين يؤكد اننا أصحاب حضارة واحدة مطموسة بحاجة لمن يزيح الغبار عنها ويعيدها إلى أصالتها التي تستحق أن نعمل من أجلها ونضحي من أجل خدمتها لأننا بالرفع من مستواها إنما نبني مستقبل ابنائنا وبناتنا
ضيوفنا من الدول العربية يستحقون الشكر لتحملهم مشقة السفر لإنجاح هذا الإحتفال ، وأجيز لنفسي ان أرحب بهم جميعا باسم مصر وشعب مصر فانا وإن لم احمل الجنسية المصرية اعتبر نفسي مصريا ، فأنا وأبناء جيلي القدامى تشربنا الثقافة العربية من مصر وكنا روادها المدافعين عنها باستمرار .
عندما ترعرعنا صغارا قرأنا لأحمد شوقي ، وعلى محمود طه وطه حسين ، والرافعي ، والعقاد ، وإبراهيم ناجي ، وعلى الجارم ، وحافظ إبراهيم وخليل مطران ، وغيرهم الكثير ، وعندما كنا نريد الاستراحة من عناء المطالعة كنا نلجأ لام كلثوم ، وعبد الحليم حافظ ، وفريد الأطرش ، وكارم محمود ، شادية الخ من الفنانين المصريين . ولا زلت أذكر تماما عندما كنت في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية ، كنا ندرس أو "نذاكر" في رواق المسجد الأقصى بجانب قبة الصخرة المشرفة ، وكنا نستمع لأدلاء السياحة العرب وهم يتحدثون للسياح الأجانب عن قبة الصخرة وعن بانيها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، الذي كان له الفضل في صك أول عملة إسلامية عربية وأول من عرب الدواوين بعدما كانت تكتب باليونانية والرومية ، لكن الذي عرفته فيما بعد ولم يقله أدلاء السياحة العرب إن قبة الصخرة المشرفة بنيت بأموال مصرية ـ بخراج مصر لمدة سبع سنوات ـ .
بأموال مصرية وبعرق أجداد المصريين بنيت قبة الصخرة المشرفة فكانت أحد الروابط المقدسة التي ربطت مصر بفلسطين وبالعرب أجمعين فلم يكن غريبا بعدها أن نشاهد ونسمع طلائع الفنانين العرب المصريين وهم يغنون معا القدس حترجع لنا ، فقد كانوا أوفياء ليس فقط لعروبتهم وثقافتهم ولكن لأجدادهم وتراثهم لقد كانوا ب القدس حترجع لنا يؤكدون على أنهم لم يتخلوا عن القدس التي يرتبطون بها تاريخيا ، ودينيا، وحضاريا ، ووجدانيا ، وهي لا بد ستعود إلى الصف العربي بمقاومة أبنائها ودعم الأشقاء والأصدقاء .
إن الهدف المركزي لمجلة ديوان العرب هو رفع شأن الثقافة العربية وتقديم ما يمكنها أن تساهم به في هذا المجال وهي إذ تشكر جميع الذين أسهموا في إنجاح هذه المسابقة وهذا الإحتفال ـ لجنة التحكيم وأسرة التحرير الذين سهروا الليالي لإنجاح هذا العمل ، وكتاب المجلة الذين يقدمون إبداعهم الأدبي والفكري لنشره على القراء العرب .
وتقديرا منا لجهود المبدعين العرب من كتاب وشعراء ومفكرين فقد قررنا بمشاركتكم الإحتفال معا بتقديم عدد من الدروع التقديرية لعدد من الذين ساهمت مؤلفاتهم في خدمة الثقافة العربية .
إن إختيارنا لتكريم من سنكرمهم اليوم ليس تمييزا عن مبدعين آخرين أسهموا بهذا الدور ، فنحن بتكريم من نكرمهم إنما نكرم كل مبدعينا وشعرائنا وكتابِنا ومفكرينا العرب في كل مكان ونأمل أن تتوفر الإمكانيات المالية مستقبلا لنحتفل معكم بعدد أكبر من كتابنا ومبدعينا وعلمائنا وصانعي مستقبل أجيالنا القادمة .
نشكركم جميعا لحضوركم ونخص بشكرنا أعضاء لجنة التحكيم لما تحملوه من مشاق العمل في تقييم جميع المشاركات القصصيةرغم انشغالهم .
نرحب بكم مرة اخرى والسلام عليكم