الثلاثاء ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

كله العالم جاء

قصيدة تستدر ساكن السمع وتنثر في أرجائه قطرات سرور نادرة .. الكلمة عند هذا الشاعر تمددت وغطت عدة عوالم ولم تعد هي تلك الكلمة المحصورة في النطاقات الضيقة ..

(جئتِ أنتِ
فإذا العالم جاء..
كله العالم جاء
المدارات.. خطوط الطول والعرض وخط الاستواء..
جئتِ أنتِ
وبحار العالم الخمسة جاءت
ومجرات السماء..
جئتِ أنتِ
فإذا المريخ والزُّهرة
جاءت وعطارد..
ونجيمات الثريا عشنا شكاً أبديا
بين ومض وانطفاء..
جئتِ أنتِ
فأتت كل الفصول
بين صيف وربيع وخريف وشتاء..
جئتِ دفئاً وغماما
جئتِ برداً وسلاما
ورذاذاً وضياء..
جئتِ أنتِ خطوك الواثق
إيقاع الجياد العربية
شعرك الرّحال ليل
في الصحارى المغربية..
جئتِ كنزاً من أساطير القرون الآسيوية
جئتِ رمزاً لصلاة الحب للرب بقلب العدوية..
إنني أبصر تمثالاً ولغزاً
عاش مجهول الهويّة
إنني أقرأ في صدرك
تاريخاً وعزاً
حيث ترتاح القباب الأموية
وارتعاشات على كتفيك كانت عفوية
أرهقتني
أغرقتني
مزقتني
أحرقتني
أوقدت في قلبيَّ المشتاق
نيران المجوس..
أشعلت حولي الهواء
سيَّرتني مثل خط الاستواء
وعيون في سواد الأبنوس وصفاء الأبنوس
فعلت كيف تشاء
جعلتني كأثينا غرقت في صلوات
دعوات وطقوس
تطلب الرحمة من عند زيوس..
 
جئتِ أنتِ
فإذا العالم جاء
كله العالم جاء
كلها الأرض تغنت والسماء
أنتِ في طول وعرض
وفي عمق المحيط الأطلسي
إن في عينيك سحراً نرجسي
وملايين المرايا
وهوى الأندلس..
إنني أقرأ في عينيك آية
وأحاديث صحابة
إن في عينيك للعشق رواية
عن يزيد وحبابة
وحكايا في ليالٍ رضعت ثدي سحابة
وغماماً وسلاماً وتحايا
وحنيناً وصبابة
وحكايات إلى ما لا نهاية..
جئتِ أنتِ
فإذا العالم جاء
كله العالم جاء..
جئتِ فرحة
رسمت في قلبيَّ المشتاق لوحة
فأنا أبصر طوفاناً
ونوحاً والسفينة
أنا من كف المسيح أراك مسحة
كفكفت دمع الملايين الحزينة
صفحةً أفتح في عينيك
أقرأ بعض صفحة
من تراجيديا أثينا..
إنني أسمع إنشاداً وصيحة
زينت صبح المدينة
لرسول الله كانت أغنيات
رددتها الفتيات
أيها المبعوث فينا
جئت شرفت المدينة
جئتِ فرحة
أطلقتِ في القلب صيحة..
أنتِ يا من عشتِ فينا
جئتِ شرفتِ المدينة..
يوم جئتِ
يوم كان اللقاء
قام قلبي وقعد
وصحت فيه رسالات السماء
شدّه الحُسن بحبل من مسد
فتروى بالعطاء
كل ما في داخلي صلى لله وسجد
للرسالات وبعث الأنبياء
فرأيت الفجر لما أن ولد
بيت لحم
جبل الطور
انبثاق النور من غار حراء
يوم جئتِ
أنتِ حل، أنتِ في هذا البلد
ولذا العالم جاء
وأنا أهواك دوماً للأبد
فإذا بالأرض نادت والسماء
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد)

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى