الأربعاء ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٨
بقلم جميل السلحوت

«ليلى وليالي الألم» رواية العار

صدرت رواية " ليلى وليالي الألم" للكاتب الإيزيديّ الكورديّ العراقي خالد تعلو القادري عام ٢٠١٧، عن منظمة "روزا شنكل لحقوق الانسان"، وتقع الرّواية في ١٠٠ صفحة من الحجم الصّغير.

وصلتني هذه الرّواية عبر البريد الألكتروني "الإيميل"، حيث أرسلتها لي سيّدة فلسطينيّة تعمل في برنامج تدريبيّ للأمم المتّحدة شمال العراق.

بداية يجدر التّنويه أنّ هذه الرّواية مأساة حقيقيّة كما سردتها ليلى شقيقة الكاتب حول ما حدث لها مع ارهابيّي داعش، الذين اختطفوها وطفليها وآخرين لمدّة ثلاث سنوات، حيث تنقلّوا بها في عدّة أمكنة وسجون للدّواعش في العراق، وبعدها نقلوها كسبيّة إلى مدينة الرّقة السّوريّة، إلى أن اشترت نفسها بمبالغ دفعتها أسرتها عن طريق عملاء داعش، والكاتب يسرد حكاية شقيقته المأساويّة كما سمعها منها؛ لتكون شاهدا على الجرائم التي ارتكبها ارهابيّو داعش أينما حلّوا وأينما ارتحلوا.

تتحدّث الرّواية بألم يبكي الصخر عن المأساة التي حلّت بالإيزيديّين والمسيحيّين العراقيّين الذين اجتاح الدّواعش مناطقهم.

ورغم الأخطاء اللغويّة التي وردت في الرّواية، ورغم المضمون المأساوي إلا أنّ عنصر التّشويق فيها يرغم القارئ على متابعتها، متحمّلا آلاما قد تصل إلى حدّ البكاء على الانسانيّة المهدورة من قبل داعش التي تتلفع برداء دينيّ، والدّين منها براء.

والقارئ لهذه الرّواية سيشعر بالخجل والعار الذي ألحقه مرتكبو هذه الجرائم بالدّين الاسلاميّ الذي اختطفوه، واعتمدوا في جرائمهم على فتاوي وأحداث غابرة لا علاقة لها بالإسلام الصّحيح.

إن الوحشيّة التي تعاملت فيها داعش مع الإيزيديّين والمسيحيّين في المناطق التي اجتاحوها، تفوق التّصوّر، وتبيّن مدى خطورتهم على الانسانيّة وعلى العرب والمسلمين خاصّة، فلا يمكن أن يتصوّر المرء طبيبا -كما ورد على لسان ليلى السّبيّة – يتّخذ طفلة ابنة عشر سنوات سبيّة له، ويعاشرها معاشرة الأزواج. ولا يمكن أن نتصوّر وحوشا بشريّة يغتصبون امرأة -كما حصل مع ليلى-، ويعذّبون طفليها ويستعبدونهم أمام عيني والدتهم. ولا يمكن أن نتصوّر كيف يعدم الرّجال دون ذنب اقترفوه، وأن تترك النّساء والأطفال أيّاما دون طعام أو شراب أو استحمام.

وداعش وأخواتها من القوى الظلاميّة دمّروا حضارة العراق وسوريا، فقد دمّروا بابل وتدمر والمقامات بما فيها المقامات الدّينيّة، كما نهبوا المتاحف وأحرقوا المكتبات التّاريخيّة، ومن هنا تنبع أهمّيّة محاسبة الدّول التي دعمتهم وسلحتهم ودرّبتهم وموّلتهم لأنّها هي الأخرى شريكة بالجرائم ضدّ الانسانيّة التي ارتكبتها داعش وقوى التّكفير الظلاميّة الأخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى