
لِمَنْ يَبْكِي
بقلم: صقر أبوعيدة
مسن ينادي العالم من خلال وسائل الإعلام أن يرجعوا لِطفلٍ والديه اللذين قتلا في القصف الوحشي
لمنْ يبكي إذا ذَرَفتْ سَجاياهُ؟ونادى نسْمةً ناغتْ دموعاً أثقلَتْ خدَّهْرصاصاتٌ أصابتها فغابتْ عن حَواشيهالمن يبكي إذا ذَرفَتْ سجاياه؟ُوقال: أبي فمنْ يأتي بألعابٍإذا ما عُدْتَ تصحبُنيوأشري دُميةً ضحكتْومن يُلقي بعِطْفيهِ على وجَلي وعندَ مشارفِ الخوفِإذا هدرتْ قذائفُهموأحرقَ صوتُها ثوباً لطائرتيومن يبني عريشَ الخوصِ في بيتي؟أيا أبتيفمنْ يأتي لأصحابي؟بخبزةِ زَعترٍ منقوشةٍ ورداً وبالزيتِإذا وَحْوَحْتُمن يُنْجِي مساحاتي؟يُغَطّيني بِهُدْبِ عباءةٍ كانت لجدٍّ ماتَ بالأمسِألم تُخْبِرْكَ يا أبتي إذا رَجَعَتْفقلْ للملحِ في العينين:لن أعْتِبْأبوسُ الرأسَ والقدمَينِ أُرْضيهاإذا ما جِئْتِ يا أميفلن أغضبْفَعُودي قبل أن نغفُوولَمّا تَخْتفي الدُّلجةْوحين تَعانُقِ الشمسِِأغانٍ كنتُ أرضَعُهاومن عينيك أسمعُهالكي أغفوويا أبتيإذا جاءتْ طيورُ البَينِ تسرِقُنافمنْ يحمي دوالي بيتِنا بعدكْويا أبتيلماذا كلُّ هذا الجَوْرِ من جاري؟فلم أفهم ولن أفهمْأكانت أمُّنا تحشو قنابلَ مدفعِ العسكرْأكانت في مُظاهَرةٍ تُنادي حُرَّةً بَلديفقد كانت تدُسُّ الخبزَ في النارِوكانت تُلْقِمُ الأفواهَ بالزعترْفألْقَتْها رصاصاتٌ بعيداً عن حَواشيهافما ذنبُ البساتين التي غنَّتْ طيورٌ في مراعيهافهل بستانُنا يَخْفَى وفى أشجارهِ مدفعْفيا أبتيتعالَ اليومَ نزرعْ كرمَنا فُلاً على عنبرْونَقْلِبْ سَهلَنا خندقْتعالَ نُرمّم الجدرانَ نرْسُمْها بأجفانٍ وسُنبلةٍوعِشّاً باضَ فيهِ طائرُ القنبرْ
بقلم: صقر أبوعيدة