الاثنين ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم
مائدةُالخطايا
الى.. دلال..التي تأكل بجسدها
المدينةُ البحرترشق الجثة بخطاياهاالجثةُ ساكنةٌفوق بقعةٍ كونيةٍمن الصديد الداكنتتلقى..مستسلمةًو لامباليةًإرادةَ الأمواجِ المجنونةوسيلَ الدنسِ المرتفعتنافسٌ عضليٌّ باذخٌعلى التفسخ الشديدركلٌ وشتائمأيتها الجثةُ الشهيةُمارأيكِ بي؟قولي أحبكَ!!ضجيجُ بحارةٍ قدماءعلى مركبٍ في عداد الموتىالأشطان تنزلقالمجاذيف تمخر روح الموجيد المدينة البحرتشد الجمعالى القرار السحيقمنتهى الجثث والفحولةوحطام السفائنفي المحيط الأسودالهائج أبداً!تنبّأَ القبطانُليلةَ المحاق والعصفأن الجثة التي رآها بمنظارهطافيةً في تيارات المحيط...مشؤومة !!و أنها جلبت النحسَ للمركبو أنه..رأى رؤياتوجب الإنتقامَ من الجثة العائمةأوصلته خبرتهبأسرار النجاةالى أن افتراس شيء منهاقد ينظِّفُ أرواح البحارة البائسينو يشحنهم بالشجاعة اللازمةلمواجهة البحرو أنّ لحم الغرقى المتفسخكفيلٌ بأن يُطفيءَ فيهمكلَّ أحاسيس الدونيةوالسادية..والعقد الأخرى..الفاظٌ عملاقةٌأقنعةٌبلهاءتفضحها..سهولةُ التساقط !!ملامح متشظيةٌيعيد التخبطُ لملمتهاو يلصقها على الأقنعة ثانيةًبالصديد المتوفَّر جداالمدينةُ الشرهةتقضِمُ بخُيلاءيتمرّغُ لسانها الأفعوانيفي الدم الخاثرتنغرز الأسنانتُقضقض الطين المتفسخَمعدة المدينةمازالت خاويةًيحلم جوعهابجثةٍ أفضلَ حالاً!البحارةينظفون أسنانهم وأظافرهموسيروون لأجيالٍأخبارَ شجاعتهميحمل مدُّ الغثيانبقايا الفريسةِالى مدفنها العاديبينما تتأملُ المدينةُأزبادها المتلاطمةَو بقايا الأنسجةعلى الموج الحجريحالمةًبالمائدة القادمة.....
الى.. دلال..التي تأكل بجسدها