مجازر مدارس الفاخورة وتل الزعتر وبحر البقر جرائم حرب واحدة
يتواصل عدوان الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة منذ السابع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، والمتواصل حتى الآن. حيث ارتكبت فيه قوات الاحتلال العديد من جرائم الحرب والابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية غير مسبوقة بحق شعبنا.
وفي تصعيد جديد ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجازر جديدة يوم السبت الماضي 18/11/2023 خلفت المئات من الشهداء والجرحى والمصابين في صفوف المدنيين العزل، وذلك بقصفه مدرستي الفاخورة وتل الزعتر، شمالي قطاع غزة.
ويذكر أن مدرسة الفاخورة هي أكبر مدارس مخيم جباليا، وكانت تضم آلاف النازحين من أهالي غزة الذين تركوا بيوتهم من جراء غارات الاحتلال العنيفة، التي أدت الى تدمير منازلهم فوق رؤوسهم. وكانت هذه المدرسة قد تعرضت للقصف أكثر من مرة في السنوات الماضية، ففي عدوان العام 2009، قصفها الاحتلال ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 شخصاً، وفي عدوان العام 2014 عاد الاحتلال لقصفها ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، وعاد لقصفها خلال عدوانه المتواصل على غزة.
وتعتبر مدرسة الفاخورة ومدرسة تل الزعتر من أكبر مراكز الإيواء في القطاع، وهي من المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة "أونروا" حيث تعرضتا للقصف الإسرائيلي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في اطار عمليات قصفه المتواصل لمناطق قطاع غزة، دون تمييز بين مستشفى، ومدرسة، ومركز إيواء للنازحين، أو دور للعبادة، ما يؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، في كل ساعة وفي كل يوم، أمام بصر وسمع العالم، دون أن يحرك أي رد فعل عملي ورادع قادر على وقف العدوان، ما يؤكد عجزه وقصوره عن القيام بمسؤولياته القانونية والانسانية.، وهذا ما يشجع قوات الاحتلال على الاستمرار في الارتكاب المزيد من المجازر، وجرائم الحرب غير المسبوقة في الحروب التي شهدتها البشرية على مدى العقود والقرون الماضية.
وتذكرنا مجزرة الفاخورة وتل الزعتر بالمجزرة الصهيونية ضد مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، التي تقع بقرية بحر البقر المصرية، وهي قرية ريفية قائمة على الزراعة تقع بمركز الحسينية، محافظة الشرقية ، شمال شرق القاهرة، شرق منطقة الدلتا، حيث كانت تتكون المدرسة من دور واحد وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير، وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاماً، ومن حسن الحظ يوم العدوان على هذه المدرسة كان عدد الحضور 86 تلميذاً فقط.
وفي صباح يوم الأربعاء 8 نيسان/ بريل عام 1970. حلّقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز فانتوم الأمريكية على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة، بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا لتدمير المبنى بالكامل.
وهرعت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا، وهذا للأسف لم يتوفر في قطاع غزة، بسبب منع قوات الاحتلال لعمليات الاسعاف والانقاذ من القيام بدورها الانساني. وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً تفصيلياً بالحادث، أعلنت فيه أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و 11 شخصاً من العاملين بالمدرسة.
أعلنت قوات الاحتلال انكارها لهذه المذبحة، وفي مساء يوم المذبحة صرّح المتحدث العسكري من تل أبيب «أنهم يحققون في الأمر»، ثم أعقبه بتصريح آخر بعد ساعة: «أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهدافا عسكرية في غارتها على الأراضي المصرية». وعقب الحادث صرّح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها ليتحدث إلى راديو “إسرائيل” قائلا: “المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري”، وادعى قائلا أن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريين يضعون الأطفال فيها للتمويه. وقد اتضح كذب الاحتلال الاسرائيلي، بعد أن اعترفت قائدة أحدى الطائرات الاسرائيلية التي شاركت في قصف المدرسة، بأنها كانت تقود إحدى الطائرات التي قصفت المدرسة، وذلك بعد اسقاط طائرتها في حرب تشرين الأول/ اكتوبرعام 1073.
حيث أكدت مصادر الإعلام المصرية - بعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي المصرية، طائرة فانتوم إسرائيلية فوق بورسعيد، وكان من بين الأسرى الإسرائيليين كابتن طيار تدعى «آمي حاييم» اعترفت أنها شاركت في القصف كما جاء في أقوالها، وأقرّت بأنهم قصفوا المدرسة عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية.
هذا هو الاحتلال وهؤلاء هم قادته العسكريون والسياسيون، يرتكبون المجازر والمذابح، وينكرون ارتكابها، أو يدعون أنهم يستهدفون أهدافا عسكرية، انهم يكذبون ويكذبون ويكذبون باستمرار ليصدقهم العالم، وهذا ما يجري في عدوانهم على قطاع غزة.
الجناة هم أنفسهم الذين يرتكبون المجازر والمذابح والجرائم سواء بحق شعبنا، أو بحق الشعوب العربية، كما يحدث في قطاع غزة، وهم أنفسهم الذي ارتكبوا المجازر والمذابح في عدوانهم على الدول العربية، وعلى شعوبها، كما حدث في مذبحة مدرسة بحر البقر المصرية. فمن ارتكب مجزرة الفاخورة ومدرسة تل الزعتر، هو نفس الجاني الذي ارتكب مذبحة مدرسة بحر البقر، فالى متى ستبقى "اسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال فوق القانون، والى متى يبقى مجرمي الحرب فيها يفلتون من العقاب، والى متى يبقى العالم صامتا على هذه الجرائم.