الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨
مستويات طاقية يعيشها جندي سوري
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

مقاوم ما بين موت روحه و فناء جسده!

عندما تحكي حكاية لجندي سوريّ عن الموت تعرف أن روحه تحيط بنا و تخيِّم علينا لا لنخافه بل لنسعى إلى إدراك غموضه بما قبله و ما بعده!

نتساءل بعيداً عن اللاهوت و باعتبار الروح طاقة تسري في جسدٍ قائمٍ على التفاعلات التي في الكثير منها نجهل ماهيتها و الحرارة التي تحتاجها لتحصل و الوسائط التي نستخدمها في كثيرٍ من هذه التفاعلات مما يجعلنا محاطين بغموضٍ إثر غموض!

و إذا ما اعتبرنا أن الطاقة الخارجة من الجسد ألا و هي الروح تغادر إن أصيبت في أيِّ مركزٍ من مراكز تنظيمها و إرسالها و تسبب مقتل أغلب التفاعلات مما يصيب الجسد بنهايته المحتومة أو بتلف بعض أعضائه نتيجة فقدان قدرتها على التفاعل الطاقي المطلوب لترميمها و استمرارها!

و هنا سنمضي بمسار الروح وفق ثلاث فرضيات:

الفرضية الأولى:الطاقة تفنى أي الروح تتلاشى كما الجسد و هذه نظرية تدحضها تحولات المستويات الطاقية

الفرضية الثانية:الطاقة المسماة بالروح تقف عند مستوى معين أي ذات كمية محدودة تتم مداورتها في الكون و تدور في الأرض بين الأحياء و الأموات بشكل متوازن حينما تخرج من جسد و تعود إلى جسد آخر بشكل طاقي جديد وفق ما يتأقلم مع بنيته و مع ما يحتاجه من تفاعلات لها ماهيتها و طاقتها و وسائطها الخاصة

و عليه ما يجري في ثقب الأوزون مثلاً هو فقدان كميات من الطاقة يسبب اختلال بنية الحياة و الموت وفق اختلال كميات الطاقة المحدودة ذات الدورة المغلقة!

الفرضية الثالثة:انتقال الروح إلى مركز تجمع طاقي مجهول يسمى بالمفهوم العقائدي عالم البرزخ و هذا الافتراض ممكن لأنَّ المجرة تحوي مستويات طاقية مختلفة مما يرجح وجود مركز لتجمع طاقي جديد ربما يساهم في التوازن الكوني أو في انفجار كوني قادم يؤهلنا لمرحلة ما يسمى اليوم الآخر أو يوم القيامة بالمفاهيم اللاهوتية العقائدية

لكنَّ ما يخلقه الجندي السوري بجسده و روحه و كلنا كشعوب جنود في جيوش الفقراء من مستويات طاقية يفوق كلَّ تصوُّرٍ و كلَّ معتقد إذْ كيف لجنديٍّ سوريٍّ أن يحتمل ما يحتمل في ظلِّ نقص الماء و الغذاء (الفرقة 15 أنموذجاً) نتيجة فساد الفاسدين و إحباط المحبطين ضمن مؤسسة جيشٍ وطنيّ لم و لن يحبطه تكالب العالم الاستعماريّ بأسره عليه!

و المضحك المبكي أنَّ من يتعرضون لمحاولة هز طاقاتهم هم من يحتلون الصفوف الأمامية في مواجهة داعش و من لا ينالون إجازاتهم إلا بعد وصولهم إلى حافة الانهيار الطاقي مادياً و معنوياً و حالياً هم في تلول الصفا ذات الجغرافية التي تحتاج أمماً من الطاقة لمقاومتها و بدلاً من دعمهم و رفع مستوياتهم الطاقية إلى أعلى درجات المقاومة لا يؤبه بهم بل و يُعمل بقصدٍ أو من دون قصد على إضعافهم كي يكونوا فريسة فقدان طاقاتهم لتدور في مجال أعدائهم , و الأدهى من ذلك أنَّ الحكومة السورية ما زالت تحوِّل مقولة "على الباغي تدور الدوائر" إلى حقيقة "على الفقير تدور الدوائر و النوائب و الفرائض" بينما من يبتلعون الأرواح و لا يأبهون حتى بالنوافل الوطنية ما زالوا ينعمون بالأفراح و اللصوصية و الليالي الملاح و هم يقولون سورية تستحق التضحية و نحن نضحي بالانسحاب و التنظير و التورية!

دمتم دام عزكم يا وزراء مكافحة الليرات الجائعة و كم بينكم و منكم من حيتان الدولارات الساطعة!

لا نريد أن نقول حرروا جيشنا العربي السوري من لصوصه قبل أن نحرِّر سورية من لصوص العالم أجمعين!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى