الخميس ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم ماجد مهنا عليان

مقتل غادة

نارٌ وألسنَةُ الْحَريقْ
وحِجارَةٌ وَسْطَ الطَّريقْ
وفراخُ أطفالٍ تصيحُ
ووابلٌ صُلْبٌ يسيلُ
على الرُؤوسِ فتستفيقْ
سيّارَةٌ فيهاوسائقُها غَريقْ
صفّارةُ الإنذارِ تعلِنُ في الْفضاءِ
تَفرَّقوا !!!
الزّجاجُ مُحَطَّمٌ
بحْرٌ مِنَ الدَّمِ سالَ داخلَها
يَتجمَّعونْ
يتقدَّمونْ
وثلاثُ طَلقاتٍ تُدوّي في الْهواءِ
تَفرَّقوا !!!
يَتجمَّعونْ
يتقدَّمونْ
هُرِعَتْ نِساءُ الْحَيِّ هَبَّتْ صِبيَةٌ
لإغاثةِ المَلهوفِ كالعادَةْ
والشَّمْلُ فُرِّقَ عندما
سَقَطَتْ على أحبابها غادَةْ
والنَّسْرُ حَلَّقَ في السَّماءْ
وحَمامَةٌ بَيْضاءْ
ويلُ الضَّعيفِ مِنَ الْقَوِيِّ
وللصِّغارِ مِنَ الْكبارْ
الدَّمْعُ وامْرَأَةٌ وَأطْفالٌ صِغارْ
يَبْكونَ، أُمّي يا غَدي المِعْطاءَ
يا زيتونةَ الْحَقْلِ الّتي
قَدْ كُسِّرَتْ أغصانُها
وجُذورُها في الأرضِ
تقْطُنُ في الْقَرارْ
لن تَذْبُلي يا جَنَّتي
سَنَظَلُّ بعدَكِ ثورَةً تُحيي الدَّمارْ
وحِجارَةً وَسْطَ الطَّريقْ
وفراخَ أطفالٍ تصيحُ
ووابلا صُلبًا يسيلُ
على الرؤوسِ فتستفيقْ
وَنَظَلُّ بعدَكِ شُعْلَةً من نارْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى