ارتفعت أعينهم إلى السماء
ملت على كتف أخي وقلت:
الخوف يرعش أوصالي
ويقيم الساكن في
فضمني إليك قليلا
لعلي أضمد وجع الروح
******
وفجأة ..
ثار أحدهم .. لم أتبينه
وانتصبت شعيرات رأسه
صرخت حنجرته مرتعدة:
قتلونا كما قتلونا أول مرة
وأغمض عينيه
وغرق في الهذيان
******
حاولت فشلاً
أن أداوي الطائر الجريح
أطعمته غصن الزيتون
وحملت الذنب!
كانني أنا
من اخترع حرفة الصمت
******
يوشك أن يسقط كتف أخي
هو الآخر .. قلت:
يا أخي احمل رأسي معي
ثم ازدردت .. واحمرت عيني
أكتافي لم تعد تحتملني
وقد بلعت الحروب أبي
والصمت ضريح آخر
ولا أدري
*****
أزحت رأسي عنه
ووضعتها بين يدي
ونظرت بلا عين إلى عيني
قلت لنفسي:
يا ليتني مت قبل هذا
أو وأدت قلبي
أو كنت نسياً منسيا
******
حاولت عدما
أن أعقد الطريق
بين قطاع الحريق
والضفة الأخرى من الموت الشريد
فاعترض طريقي شريد آخر
شرعت برصفه
كل الطرق إلى بيتي بها لصوص
لابد أن أنهبها يوما اللصوص!
******
ولم نعد نر الأحجار يا أخي
كلما رجمناهم حجرا
رفعوا سورا
وكلما ارتفع السور
أغلق أمام أعيننا بوابة العبور
******
خرجت مرتعدا من صمتي
وركضت نحو الآخر
- من قال الصمت لا يدوي؟ -
وأحرك وطنا من خارطتي
وأمحو اسم الآخر
كما يحرر شاعر قوافيه
كي تنزع صمته
******
وفي الشمال موت
وفي الجنوب موت
وقد وضعوا مكان الزيتون
شجر التوت
منذ ألغي موسم اللوز
ولم يعد للعاشقين إلا الجلوس
على مقاعد السكوت
******
وأنا مازلت أنا في داخلي
على حصاني
أطوف به الحدود
و أبتغي النجاة الخلود
كي أطرد الجحود واليهود
ما مر يوم وبيتنا ليس فيه يهود
ما مر عام ولم تنقض العهود
حتى أخي آثر الجمود