الجمعة ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٣

نبعُ الصّفاء

خضر محمد أبو جحجوح

في رثاء الأم الداعية مربية الأجيال د. منى حداد يكن

ما كان دمعي بغير الحزن ينثـــالُ!
أدميتِ قلــبي، ونهــرُ الوجــد سيَّـــالُ
تبكي عليكِ، فناحَ الكونُ والآلُ
لما سرَتْ يا مُنى في الكونِ نائـِــحَـــةٌ
من نورها قبسوا، والفيضُ أجيالُ
نبعُ الصفاءِ وكلَّ الظامئيـن روت..
والـدمــــعُ أغـــرقنــا والمـوتُ يـغـتالُ
الحـزن لوّعـــنــــا والـــــــرزءُ ضيـــــــعــنــــا
ما ضمَّنا أمـــلٌ، أو زانـــــنـــا مـــالُ
أواه من زمنٍ يمضـــي بنـــا صُـــورا
مهما زهت شغفا في الروحِ آمالُ
في عمرنا وجعٌ، يبكيك راحـــلـــــةً
أمـَّــــا الجــــنــانُ فيصفـو بينها الحالُ
صرحُ الجنانِ يَصُبُّ الآنَ حرْقَــتَهُ
مصّ الأسى دمها، والروض أطلالُ
هذي ديارك بعد الأنسِ نائحةٌ
من بحرها نهلت أُسْدٌ وأشبـالُ
في حزنها صبرتْ بالنور سامقةَ
بين الأحبّةِ في الــفــــردوس أختـالُ
مدي يديك وقـــولي: الآنَ آمــنــةٌ
يا لائمي زَمَناً، ...ما ظلَّ عــــذّالُ
آن الأوان لأهدي القلبَ عاشِقَهُ
يا بهجـــتــي، ولنا في الحبّ ســربــالُ
حِبــــي يعانـــقنـــي والنــورُ منــــزلـــه
والحـورُ تطربنا، والنبعُ سَلسَـــالُ
والندّ ضمخنا، والطيرُ ظللنا
ما في الضلوعِ هنا همٌّ وبلبال
غنَّى الحَبِيْبُ وزهرُ الحُبّ كلَّلني
كأنَّها مَلكٌ في النورِ تختــالُ
يــا مزنةَ الطّهر، بين الحورِ منزلُها
في بهرة الثكل فوق الآه زلزالُ
وما وفيتك وصفا حين زلزلني
شعَّت، وليسَ يُغَطِّي الشَّمْسَ غربالُ
آيات فضلِك مثل الشمس روعتُها
لمّا تناوشَنِي هــــمٌّ وأهوالُ
أهديتِني قبسا من نور قلعتكمْ
والوجدُ تنزفهُ في البحرِ آصالُ
تبكيك غزةُ مع لبنانَ قاطبةً
وفي الذرا ألمٌ يُدمِي وإعوالُ
والشّام تبكي وفي الزيتون ملحمةٌ
بينَ الأحبَّةِ، والأحبَابُ تَنْهَالُ
مدي يديك وقولي الآنَ أمنةٌ
يا فرْحَ منْ رفَعَتْهُ اليومَ أفعالُ
هذا النعيمُ.. وكلُّ النَّاسِ رَاحِلَةٌ
خضر محمد أبو جحجوح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى