الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٣

نبع الصفاء

خضر محمد أبو جحجوح

في رثاء الأم الداعية مربية الأجيال د. منى حداد يكن

أدميتِ قلــبي، ونهــرُ الوجــد سيَّـــالُ
ما كان دمعي بغير الحزن ينثـــالُ!
 
لما سرَتْ يا مُنى في الكونِ نائـِــحَـــةٌ
تبكي عليكِ، فناحَ الكونُ والآلُ
 
نبعُ الصفاءِ وكلَّ الظامئيـن روت..
من نورها قبسوا، والفيضُ أجيالُ
 
الحـزن لوّعـــنــــا والـــــــرزءُ ضيـــــــعــنــــا
والـدمــــعُ أغـــرقنــا والمـوتُ يـغـتالُ
 
أواه من زمنٍ يمضـــي بنـــا صُـــورا
ما ضمَّنا أمـــلٌ، أو زانـــــنـــا مـــالُ
 
في عمرنا وجعٌ، يبكيك راحـــلـــــةً
مهما زهت شغفا في الروحِ آمالُ
 
صرحُ الجنانِ يَصُبُّ الآنَ حرْقَــتَهُ
أمـَّــــا الجــــنــانُ فيصفـو بينها الحالُ
 
هذي ديارك بعد الأنسِ نائحةٌ
مصّ الأسى دمها، والروض أطلالُ
 
في حزنها صبرتْ بالنور سامقةَ
من بحرها نهلت أسدٌ وأشبـالُ
 
مدي يديك وقـــولي: الآنَ آمــنــةٌ
بين الأحبّةِ في الــفــــردوس أختـالُ
 
آن الأوان لأهدي القلبَ عاشِقَهُ
يا لائمي زَمَناً، ...ما ظلَّ عــــذّالُ
 
حِبــــي يعانـــقنـــي والنــورُ منــــزلـــه
يا بهجـــتــي، ولنا في الحبّ ســربــالُ
 
والندّ ضمخنا، والطيرُ ظللنا
والحـورُ تطربنا، والنبعُ سَلسَـــالُ
 
غنَّى الحَبِيْبُ وزهرُ الحُبّ كلَّلني
ما في الضلوعِ هنا هم وبلبال
 
يــا مزنةَ الطّهر، بين الحورِ منزلُها
كأنَّها مَلكٌ في النورِ تختــالُ
 
وما وفيتك وصفا حين زلزلني
في بهرة الثكل فوق الآه زلزالُ
 
آيات فضلِك مثل الشمس روعتُها
شعَّت، وليسَ يُغَطِّي الشَّمْسَ غربالُ
 
أهديتِني قبسا من نور قلعتكمْ
لمّا تناوشَنِي هــــمٌّ وأهوالُ
 
تبكيك غزةُ مع لبنانَ قاطبةً
والوجدُ تنزفهُ في البحرِ آصالُ
 
والشّام تبكي وفي الزيتون ملحمةٌ
وفي الذرا ألمٌ يُدمِي وإعوالُ
 
مدي يديك وقولي الآنَ أمنةٌ
بينَ الأحبَّةِ، والأحبَابُ تَنْهَالُ
 
هذا النعيمُ.. وكلُّ النَّاسِ رَاحِلَةٌ
يا فرْحَ منْ رفَعَتْهُ اليومَ أفعالُ
خضر محمد أبو جحجوح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى