السبت ٢١ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم حسين أبو سعود

نص جاف من زمن الكورونا

قد يبيد الكورونا ثلاثة ارباع البشر، ثم يموت الفايروس متعبا من الرقص على جثث الموتى، وتشرق شمس جديدة ويأتي أناس جدد قد يهمهم معرفة سبب الإبادة وسبب الكارثة التي اودت بحياة اسلافهم، ولكن هل سيفهمون لغتنا ام ستولد معهم لغات جديدة.

كنا أقواما لا نستوعب الدرس
نتبادل الأقنعة حد الإدمان
نستعرض بالأخلاق كما عارضات الأزياء
صداقاتنا مؤقتة
الاصدقاء يستبدلون بعضهم كل أسبوع
نبيع الوهم المغلف للعابرين
لا نصدق أنفسنا
ولا نريد تسليم الأمانة
نغني خلف الكواليس للحروب
نتعانق في النهاية من الخلف
بعضنا ينظر نحو الغرب
وبعضنا ينظر نحو الشمال
الجدران عارية داخل المباني
والمتحركات عارية داخل الهياكل
ينتابنا نعاس شديد امام لوحة امرأة عارية الذراعين
ترمق العشرات الذين يتناوبون النظر اليها
النياشين والأوسمة تخلت عن عظمائها الذين تحولوا الى تراب وتماثيل
في المقابر وفي المتاحف
كنا لا نفتقد ابتسامات المقعدات على الكراسي المتحركة
ولا نفعل شيئا
لم نكن نعرف كيف يفكر الأطفال
لم نكن نعرف ماذا نريد
لم نكن نستحق الحياة
فهاجمنا الكورونا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى