الخميس ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم كيرلس سمعان شهدي

نقد أدبى لروايات يوسف زيدان

كتابات زيدان عندى تتلخص فى جملة واحدة لؤلؤة لمعت بين دشت كثير، إنها رائعته عزازيل وما كتبه سواها لهو الدشت بالنسبة لها. تعلمت منها كيف يمكن أن تُسكرك الكلمات، فعدت لها مرارًا وما زلت لم أفقْ بعد، إنها قنينة خمر الأدب المعاصر، موسيقى الجوقة الملائكية التى عزفت مدونة موسيقية من ابداع إبليس كما صورت رواية دون كازمورو، بالنسبة لله هذا ابداع حقيقى لكنه نابع من إبليس المحروم، أرتئت رحمته أن يُعزف وأرتئت عدالته أن يكون هذا خارج حَرم السماء لذا خلق الله هذا الكوكب مسرحًا.

أما عن التصوير فلنا أن ننظر لوصف لقاء هيبا بمرتا "وضعت يدىّ على طرفى خصرها. جذبتها برفق نحوى، فمالت حتى لمست مؤخرتها صدرى. وَضَعَتْ هى باطن كفَّيها على ظاهر كَّفىَّ، وأخذتهما ليلتقيا عند سُرَّتها. ضغطتْ على يدى، فضغطتُ على بطنها.. ارتفعتُ بيدَىَّ وقد غطَّتهما يداها، حتى لمستُ صدرها بباطن كفَّىَّ. عصرتْ بيديها يدىَّ، فعصرت ما تحتهما.. لحظتها، اندفعت أنهارى الكامنة كمثل شلالٍ آتٍ من أزمنة سحيقة، ليروى أرضاً تشققتْ جفافاً عشرين عاماً." مشهد مكثف جرَّ مخيلتك لتجاريه إلى حافة منحدر تخاف أن تُسرع معه فترتطم بالقاع بشدة، أو تقاوم فتنسى لذة الحدث وستقع فى الأخير أيضاً.

نفشل عن فهم حياتنا فنبتدع الأدب، أما عزازيل فلم تفهمها حياتنا لذا اعتبرناها بدعة وأى بدعة. فهى البدعة التى تبرَّرت بها بدعة نسطور نفسه، هى الحرم الذى تسلمته البشرية فى خطية أدم، وهى الحل الذى تناله مع كل نظرة إلى ما هو محرم.

وباقتباس من أحد الأفلام، فلنقل إن كاتب ومترجم عزازيل أثبتا لى إن معرفتى عن جودة التصوير والتخيل فى السابق كانت بالغة التواضع. فى عالم تُتهم فيه الكلمات بالفعل الفاحش ستدان ولا شك عزازيل، وهذا عالم لم يأتِ بعد، فلتنتظره الجموع المتدينة إذن وتتركنا نحيا عالمنا فى عزازيل.

ولن أتحدث عن آخريات زيدان، وبغض النظر عن الملل الذى تخلل رواية النبطى، ورواية "محال" التى جاء عنوانها خير وصف لها. ومع ذلك سأوصيك عزيزى القارئ الوصية المقدسة، ألا تذهب لمخدعك قبل أن تتلاقى مع عزازيل ولو بصفحة ستجد فيها فيض من الآى كما فى كتابك المقدس لو كنت إمتلكت واحدًا يومًا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى