الثلاثاء ٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥
بقلم رأفت دعسان

وأخيرا بدأنا

وبدأ الحلم يتحقق، حلم شعب بأكمله، بل حلم أجيال عاشت وماتت في انتظار اللحظة التي يدرك فيها هذا الحلم معنى الحقيقة.

نعم لقد كان حلما ليس كالأحلام، ففيه تلامس الجنة بجسدك الملقى على هذه الأرض وتتنفس أريجها دون أن تراها، فيه ترى السعادة تعانق الحياة، وموجات اللذة تجتاح شواطئ النفس، لا تدرك له كنها، فهو أمل وهو غاية وهو قصد هذه الحياة.

إنني في حالة ذهول بل حالة سكر، أحقا سيتحقق ؟ أحقا سيتحقق ؟ لا، لا، أظنكم تضحكون علينا، أحقا بعد هذا العمر الطويل المليء بحكايا الوالد الحزين عن الوطن وعن قريتنا وعن كروم العنب وعن جدي الذي ترى من تقاسيم وجهه أسطور الحزن الأزلي الذي يعيشها شعبي المظلوم.

أحقا سنرجع، أحقا سيكون لنا وطن، أحقا عندما أقول أني فلسطيني فذلك يعني أن هناك شيء على الخريطة يدعى فلسطين ذا حدود ودولة وجيش وشعب ككل بلاد الدنيا.

أتراني أحلم أن حلمي يتحقق، أأكون قد لمست طرف الجنون في هذا العمر، أتكون تلك الحكايات قد خلقت لي دنيا أخرى أعيش فيها لتعيش معي بعيدا عن بشاعات هذا الواقع.

إن كان حلما لا أريد أن أفيق، لا لا، لا أريد أن أفيق، أتركوني أعيش في هذا الحلم أو يعيش في الحلم.

ولكن ها هو التلفاز يبث بكل قنواته مشاهد انسحاب قوى الاحتلال من أراضينا المقدسة وها هو يحمل رذائله بعيدا عن أرضنا.

إذن أنا لست بحالم وإنما أنا في الواقع، ياه كم أنا سعيد بل كلمة سعيد لا تنفع ولا أعرف لغة في العالم تصف مشاعري أو حتى تلامسها، فأنا في نشوة لا أستطيع لها وصفا فكل ما في هذه الدنيا جميل، فإني الآن ألتمس الجمال في كل شيء حتى في البشاعة ذاتها.

نعم هو حقيقة لا بد أن نعيشها ونستمتع بكل لحظة فيها وندع خيالات التشاؤم ترحل من مخيلتنا وتتركنا في لحظة الفرح ببدء تحقيق الحلم نعم تحقيق الحلم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى