الأحد ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩

وادي الروح

جمال امحاول

وادي الروحِ، يسيلُ على حافةِ الشفاهِ عذبًا، ينحدرُ نحو القلبِ الطيب بصمتْ… تتوقفُ حشرجةُ النفسِ ونبضاتُ القلبِ عندما تقتربُ من عينيّ تلك النظراتُ التي تحملُ في طياتها مبادئَ الحبِّ والحياة . كلما أمعنتُ النظرَ إلى مُحياها،أُعيدُ في قرارة نفسي نظاما جديدا للشعور، وادي الروحِ هذه المرة يأتي منحدرًا منْ قلب النهر إلى حافة بحر الحب، ليشتعل عند رجليْ كيوبيد

ثم يجثو كبريق الإبريسم على ركبتيه ويعلنَ الولاءَ التام لسلطان العشق يتحرر أخطبوطٌ هلاميٌّ من يدِي بكفالة من روحي، فتتحرر معه كل الأنظمة الجاثمة على أحاسيسي .. تتحرر الزواحف والعِظيات من شكلها القديم لتزحف جذْلى بين الأيْك الملتفّ حول عنقي

تستدرجني روحُ (إيريكا) إلى النزع الأخير،كي أمدها بروحي الخالدة… تلك الومضة التي اشتعلت في إسرائها عندما رأيتها ليلا في أيقونة البياض المشع متجهة نحو هيكل العشق على براق الروح… إشراقُ حروف العشق منْ كلماتٍ نورانيةٍ نزلت مع ألواح النفس على جبل قلبي لتصنع من أبنوسَ الهوى قنطرة لتعرج بها على ملكوت العشق، تختار من الأخُور فرسا تشبه البراق لتسافر بها بين الأشجار المشتعلة عند الوادي المطهر بالمسك حيث تجد قلبي خالعا نعل الصبابة صائما هائما في تلثيم مآزيب الانوار كي لا يظمأ منها أبدا… أخرج يدِي براقةً بباقةِ وردٍ من أعشاب البحر ووادي الكوثر أبحث في عينيّ (إيري) عن بصيص أحمل فيه ما تبقى من حبات الحُب المقطوف من بستان الغرام … أشهق بين الفينة والفينة فتخرج زفراتُ نفسي وتطوف فوق هامتي بالنور الشعشعاني … أدور على كعب رجلي اليمنى حاجلا لأسحق وردة فتفوح عطرا، يترمد ساقها فيتطاير منجذبا نحو العلى كم من تقاريرِ الحروف الأعجمية شئت يا كلمة من بوتقة الروح لأصنع لك لباسا من البهجة وماسا من الحب والباقيات يجرجرن ما ينتهي إليه عشقك نحو السماء كزغرودة رفرفت في الأعالي ولا تعود إلى القلب إلا عند وهج عينيك…

يشتعل الفجر تحت ذقن الزرافة حينما أغازل فيها بجعة الروح … حينما أتصورك يا(إيري) وردة طالعة من رحم الأرض تعزف على أوتار القلب لحن كيوبيد وآخر مقطوعة تركها بيتهوفن لعشيقته التي لم تأت تصورتك يا حبيبتي زنجبيلا يسيل على ربى روحي السابحة في رحموت الله… تحولين هدوئي إلى عبادة متواصلة للفناء… تصورتك من الشمس هابطة لتذوبين في راحة يدي مثل القمر الذي يغوص في واحة الذات… تصورتك أفروديت عادت من مملكتها وفي يدها عرشها، وحيدين بين الأطلال الباسقة… تصورتك صورة من الغزال الهائم على وجهه في أصقاع باردة شاردة الذهن، وحيدة تلتف حولها أدغال من الأيك حينما أغرد للعصافير الثكلى، والعصي الحمقى في وجه الريح تذوب عاصفة الحب على حافتي روحي في المساء، فتثور رغبات الشتاء في موسم الثلج على شفتيك مثل وتر الرباب… سلام لذكراك في الوجه الأبيض، في لوحة سيريالية الشكل تحمل غيمة حبلى بالأمل، تحدثني بموسم المخاض قبل مجيء الصيف… فترسل برقية إلى روحي عند ابتداء الوجود تحبني وأحبها هي التي تهز نياط قلبي فترسم بيديها الثنتين صورة من فانوس أحلامي، من شظايا جسدي النحيل، رأسها الجميل يميل نحو البحر ،نحو الزهر المتفتح، نحو السماء … غبش السديم زحَل عينيها فتطلان من بطنه، لسانه الملتوي كالحلزون فوق قفاه، يبتسم من عينيه!!… كل الوجود بسر جمالك وشطحاته ينصب في قالب روحك المعلق بين جنبي روحي… تلك آخر أغنية غنينها معا، هل تذكرين أحلى قصائدي برفقة عرائس أيْروس؟

الحب يا حبيبتي يصنع من البشر ملائكة يحملون مشعلة الطهر والعفاف نحو الأعلى… الحب كائن هلقمي يلتهمنا متى شاء وكيف شاء، قدر هذا الحب/ العشق أن يسكن الروح بجانب الوادي

جمال امحاول

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى