| شِفَاهُ الحَبِيْبَةِ تَلْهُو وَتَلْعَبْ |
|
|
|
وَثَغْرِي يُعَانِي وَيَشْقَى وَيتْعَبْ |
| فَقُبْلَتُهَا حَوَّلَتْنِي صَبِيَّاً |
|
|
|
أُنَاشِدُ أُمِّي لأَنْجُوْ وَأَكْسَبْ |
| تُقَبِّلُ ثَغْرِي، وَتَلْمَسُ صَدْرِي |
|
|
|
وَتَأْكُلُ عَيْنِي بِنَظْرَةِ ثَعْلَبْ |
| فَأَهْرُبُ مِنْهَا، وَتَعْدُو وَرَائِي |
|
|
|
وَقَلْبِي فِرَارَاً إِلى الشَّرْقِ غَرَّبْ |
| تُرَاوِدُنِي نَفْسَهَا دُوْنَ خَوْفٍ |
|
|
|
وَتُهْدِي إِليَّ المَخَاوِفَ مَرْكَبْ |
| تُرِيْدُ المَحَبَّةَ مِنِّي وَتَبْغِي |
|
|
|
غَرَامِي سَعِيْرَاً بِنَارِهِ تُلْهَبْ |
| فَقُلْتُ لَهَا: يَا حَبِيْبَةُ إِنِّي |
|
|
|
فَتَىً، لَمْ أَصِرْ بَعْدُ شَابَّاً لأَرْغَبْ |
| كَعُصْفُوْرَةٍ سَكَنَتْ بَعْضَ قَلْبِي |
|
|
|
وَقَالَتْ: حَبِيْبِي تَعَالَ لِنَذْهَبْ |
| سَنَقْصِدُ دُنْيَا بِلا أَيِّ عُمْرٍ |
|
|
|
سَنَسْكُنُ قَصْرَاً مِنَ النُّوْرِ يُنْصَبْ |
| فَلا أَرْتَضِي بَعْدَ قَلْبِكَ قَلْبَاً |
|
|
|
وَلا أَنْتَ عَنْ دِفْءِ صَدْرِي سَتَرْغَبْ |
| تَعَالَ حَبِيْبِي وَيَتِّمْ شُعُوْرِي |
|
|
|
وَثَكِّلْ وِدَادِي لِغَيْرِكَ وَاطْرَبْ |
| وَعَلِّمْ فُؤَادِي غَرَامَكَ إِنِّي |
|
|
|
أُرِيْدُ وِدَادَكَ كَيْلا أُعَذَّبْ |
| فَصَدْرُكَ أَرْضٌ وَثَغْرُكَ بَيْتٌ |
|
|
|
وَشِعْرُكَ دِيْنٌ وَعِشْقُكَ مَذْهَبْ! |
| فَوَافَقْتُهَا ثُمَّ أَنْشَدْتُ شِعْرَاً |
|
|
|
أُنَادِي بِهِ كُلَّ قَلْبٍ تَغَرَّبْ |
| وَحِيْنَ ارْتَضِيْتُ المَوَدَّةَ مِنْهَا |
|
|
|
مَشَتْ نَحْوَ صَدٍّ فَخِلْتُهُ يَذْهَبْ |
| وَمَرَّتْ لَيَالي انْتِظَارٍ وَشَوْقٍ |
|
|
|
وَدَمْعِي يُسَامِرُنِي دُوْنَ مَهْرَبْ |
| وَلَكِنْ فَتَاتِي حَفِيْدَةُ حَوَّا |
|
|
|
تَمَنَّعَتِ البِنْتُ عَنِّي لأَغْضَبْ |
| فعنَّفْتُ نَفْسِي وَقُلْتُ لِقَلْبِي: |
|
|
|
جَزَاءُ الغَرَامِ صُدُوْدٌ، فَأَضْرَبْ! |
| لَعُوْبٌ فَتَاتِي وَمَيْسَاءُ خَصْرٍ |
|
|
|
تُغَنِّي وَتَرْقُصُ قُرْبِي لأُطْرَبْ |
| وَفي سَهْرَةٍ مَعَهَا صِرْتُ نَجْمَاً |
|
|
|
وَفي جِسْمِهَا زُرْتُ مِلْيَوْنَ كَوْكَبْ |
| أُقَبِّلُ ثَغْرَاً فَتَأْبَى غُرُوْرَاً |
|
|
|
وَأَسْكُنُ نَهْدَاً فَتَمْشِي وَتَتْأَبْ! |
| وَمَا كُنْتُ أَحْزَنُ لَوْلا اشْتِيَاقٌ |
|
|
|
فَإِنَّ الحَبِيْبَةَ أَشْهَى وَأَطْيَبْ |
| وَلا أَبْتَغِي دُوْنَهَا أَيِّ ثَغْرٍ |
|
|
|
فَدِفْؤُهُ أَسْمَى وَرِيْقُهُ أَعْذَبْ |
| وَلا أَرْتَضِي غَيْرَهَا كُلَّ عِشْقٍ |
|
|
|
فَإِنِّي سِوَاهَا هَوَىً لَسْتُ أَرْغَبْ |
| وَلَوْ تَعْلَمُوْنَ بِحُزْنِي وَشَوْقِي |
|
|
|
لَكُنْتُمْ تَعِيْشُوْنَ مِثْلِي وَأَكْأَبْ |
| فَقَدْ أَصْبَحَتْ تَرْتَضِي مَوْتَ نَفْسِي |
|
|
|
فِدَاءً لِيَوْمٍ بَدَتْ فِيْهِ تَعْتَبْ |
| وَتَرْفُضُ حُسْنِي وَآفَاقَ حُبِّي |
|
|
|
وَتَطْلُبُ أَقْلامَ رَسْمٍ لِتَلْعَبْ |
| فَتَاتِي غَدَتْ بَعْدَ أَنْ بِتُّ شَابَّاً |
|
|
|
كَبِنْتٍ سَتَرْضَعُ حُزْنِي وَتَشْرَبْ! |
| سَأَمْشِي بَعِيْدَاً وَأَنْسَى اشْتِيَاقِي |
|
|
|
وَأَمْحُو ضَرَاوَةَ حُبٍّ سَتُكْتَبْ |
| وَأَرْثِي غَرَامِي بِشِعْرٍ عَتِيْقٍ |
|
|
|
وَأَهْجُو جَفَاءَ اللَّيَالِي وَأَعْتَبْ |
| فَكُلُّ النِّسَاءِ تَمَنَّعْنَ عِشْقِي |
|
|
|
وَهُنَّ وَرَبِّي لَمِثْلِي وَأَرْغَبْ |