وَجْهٌ ..ليْسَ لِي
1
المرآةُ الكَاذِبَةُ
تشطِرُنِي نِصْفَيْنِ
وَجْهٌ يفتح شُبَّاكَ القَصيدة
يقودُ معنَايَ
وآخَرَ يَنَام غَرِيبًا
عَلَى كتفِ الضَّوْضَاءِ
يقولُ لِي: (مساء الخير)
ويَتْبَعُ خُطَاي.
2
أصابِعُ الشِّتَاءِ تقُودُ عينَيَّ
أحدِّقُ في اللاَّشَيء
وحدهُ الظلام يُلَوِّحُ لقطارٍ بعيد
هيَ المحطةُ إذن؛
تطيرُ فِيهَا عصَافيرُ الخَريفِ
وحَوْلَهَا حقائبُ امرأةٍ تُغَطِّيهَا الغُيُوم
تُداعبُ قيثارةً غَجَريَّةً
تَصِيرُ نغمَاتُهَا بلونِ السحابْ.
3
أمسح المرآةَ مرَّاتٍ
أبحثُ عن طريق للرجوع
وحدها الاستعاراتُ التي تَنْمُو مثل العشبِ
تركضُ بِي في حقول النهار
أسحب يَدِيِ من جَيْبِ الرِّيحِ
ألمسُ مَلاَمِحِي
لكنَّ ضُلوعي الظامئة
تَسْقُطُ في صَلَصَالِ اللُّغَة
تَتَشَكلُ ظِلًّا من ماءْ.
4
أُوغِلُ في المسَافَاتِ
أمْسِكُ بالتَّفَاصيلِ الصغيرةِ
أرسُمُ وجْهِي بِفُرشَاةِ القَصَائِدِ
يَتقدَّمُ اُللَّيْلُ بِنَايِهِ
تَرقُصُ الأرضُ بِلَا إِيقَاعٍ
وَجَعًا...
وعواصفَ مسَمَّرة فوقَ الجِرَاح.
5
يُوقِظُنِي وَجْهِي الَّذِي أَعْرِفُهُ
يرْمِي عَليَّ قَمِيصًا مُفَخَّخًا بِالمَجَاز
لكِنِّي لَمْ أَعُدْ أَرَانِي
غيرَ طيفٍ تَسَاقَطَ مِنِّي ذَاتَ بُكَاءْ.
مشاركة منتدى
24 آذار (مارس) 2020, 22:59
*أنظر في المرآة...أرى وجهي المتعب*
*أنظر في الماء...أرى صورة النرجس*
*أتلفت حولي...أرى حلمي يلاحقني*
*أدخل في حلمي...أرى طيفها يحاصرني*
تعددت الأسباب...والضحية واحدة
هكذا قال لي داخلي
أسمع هذا الكلام وأدخل في داخلي
فأرى نفسي الصريعة
أدخل في خارجي...فأرى الحقيقة الملوثة
التلوث المقيت
حسنا...لم ينتبه أحد إذا
ولم يدري أحد إذا
سأشعل سيجاري
وأرى دخانه يتصاعد
أتنشق رائحته
أشم أصابعي
أشرب الشاي
أمسح دموعي
وأخاطب طيفها...قتلتني لكني مثلك لا أموت
فيقول لي:لي زمن ولي أبجدية
أقول:إن الزمان زمانك...لكني أشاركك في أبجدياتك فقد فككت حروفها
فيقول وكيف لك أن تفك أبجدياتي...وانا عقدتك وعذابك
فأقول وكيف لا أفكها وقد أتيتني بكل البلاغة وحملتني كل فنون التأمل
وكيف لا أتقن الكناية والإستعارة والسجع المشاع
وقد أورثتني بحة الذكرى على حجر الوداع
10 أيار (مايو) 2020, 02:42, بقلم مُجيد الأسعد
كيف أُشارِك بنصٍ نثري أو قصيدة ؟
أرجو الرد ، جزيل الشكر