الأربعاء ٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم فاروق مواسي

يارا

إلى يارا تميم الأسدي

وصل إلي أكثر من استفسار كتابةً ومخاطبةً عن اسم ( يارا ) وكيف وفد إلى الأسماء العربية ؟
فإلى يارا تميم سعود الأسدي هذه الجولة :

أقول ثمة أسماء كثيرة من أسامينا بحاجة إلى شرح المعنى ، وبداهة فمن الضروري أن يعرف الفرد منا معنى اسمه الذي يصاحبه ليل نهار وفي السراء والضراء ، بل هناك من يحب أن يعرف من سبقه إلى هذا الاسم - إذا أمكن - .

فإذا كان الاسم قديمًا ومن التراث وأعلامه فعلينا - مثلاً - بكتاب الاشتقاق لابن دريد ، فثمة شرح لمعانٍ مثل : هشام ، لؤي ، سفيان وعثمان ....إلخ

وهناك مصادر حديثة عربية تتناول معاني الأسماء ، أذكر منها :
 موسوعة أسماء الناس ومعانيها ( جزءان ) – إعداد جمال مشعل .
 موسوعة الأسماء لحسين بركات .
 معجم أسماء العرب بإشراف جامعة سلطان قابوس – 1991 ( جزءان ) ، وقد أعده محمد بن الزبير ، بالتعاون مع الهيئة العلمية المؤلفة من: السيد محمد بدوي ، فاروق شوشه ، محمود فهمي لحجازي وعلي الدين هلال .

لنأت إلى الاسم يارا :

ذكر حسين بركات أن الاسم مستحدث لا أصل له . لكن " معجم أسماء العرب ". فقد استقصى المعنى ، ورأى أن الاسم هو فارسي الأصل – من كلمة ( يار ) - المادة الأصلية للمصدر الفارسي ( يارَستَــن ) : بمعنى قدرة واستطاعة وتمكُّن . وقد أُلحقت به اللاحقة الفارسية ( الألف ) التي تفيد اسم المعنى . وتبعًا لذلك فلفظة ( يارا ) محرفة عنها . ومعنى ( ياره ) في لغتهم : سوار ، طوق ، جرأة .

وقد بحثت في معجم فرهنك فارسي – عربي لمؤلفه محمد حسن بوذجمهر ( دار نوفل ، بيروت – 2002 ) فوجدت أن ( يار ) تعني صديق رفيق مساعد محب ، وأن ( يارا ) و( يارئي ) و (يارﮝــي yargi ) تعني كل منها : العزم والجرأة .

وهناك اللفظة التركية ( يارا ) بمعنى الجرح ، وأنا أستبعد ذلك .

ومن يدري فقد تكون التسمية محرفة عن ( أيار ) ، وهو في الأصل لفظ سرياني سمي به شهر الربيع المعروف لنا ، بل المعروف لدى العرب قديمًا ، فهذا أبو العلاء المعري ينشد :

تشتاق أيار نفوس الورى
وإنما الشق إلى وِرده

فهل تبغي فتاة أجمل من هذا المعنى ، ويرى من يدعوها أنها شهر الربيع ؟!

غير أن الاسم ( يارا ) عرفناه اسمًا لديوان شعري أصدره الشاعر اللبناني سعيد عقل سنة 1960 – دعا فيه أولاً إلى الفينيقية ، وثانيًا إلى الكتابة بحرف لاتيني . وفعلاً صدر ديوانه بحرف لاتيني مع أن الكلمات عربية – وقد يكون ظنًا من الشاعر أننا نلحق بذلك العالم الغربي المتحضر ؛ وظنًا كذلك منه أن هناك ضرورة لتغيير الحرف العربي بسبب كثرة أشكال بعض الحروف ( نحو الهاء ) .
وخابت التجربـــــة غير مأسوف عليـــها !

( ملاحظة في هذا السياق : أبحث عن كتاب " يارا " لضرورة بحثية قصوى ، فليتني أحصل على تصوير له ، وليكن الثمن مهما يكن ! ) ، فأرجو ألا يضن به من يملكه .

أما شهرة الاسم ( يارا ) فقد تأتــــت – حسب تقديري – مؤخرًا ، وذلك بعد أن غنت فيروز أغنيتها الرائعة ( يارا ) ، وهي أغنية عذبة في كلماتها وفي غنائها .

وإليكم الأغنية التي كتب كلماتها سعيد عقل ( وبحروف عربية ) :

يارا
يارا الجدايلـــها شقر
الفيهن بيتمرجح عمر
وكل نجمة تبوح بسرارا

يارا
الحلوي ، الغِفي عا زندها خيا الزغير
وضلت تغني والدني حدا تطيـــر
والرياح تدوزن أوتارا

يارا
الحلوي الحلوايي تعبو زنودها
ونتفي واصفروخدودها
وبإيدها نعست الاسواره

ولمتن أجت يارا
تحط خيا بالسرير
تصلي : " يا ألله صيّروا خيّــي كبير " !
وللسما ديها ، هاك الدين الحرير
انلمت الشمس وعبّت زوارا

إلى يارا تميم الأسدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى