
يوم 2 نوفمبر
بقلم: محمد علي الصالح
رُحماكَ ربّي فهذا الجَمْعُ من مُضَر | يَدعوكَ فَالطُفْ بهِ يا خيرَ مَنْ يُجِرِ |
---|---|
إنّا أتيناكَ نَرْجو نُصْرةً وعُلاً | كي نَرْتَقي فوقَ هامِ الأَنْجُمِ الزُّهُرِ |
لا باركَ الله في ذا اليومَ إنَّ بهِ | يا آلَ قَحطانَ "وَعْداً" واضحَ الضَّرَرِ |
قد قام "بلفورُ "فيما تعرفـونَ ولم | يَعْلَمْ بأنا أُسودُ الموقفِ الخَطِرِ |
تالله لا نقبلنَّ " الوَعْدَ" ما بَرِحَتْ | فينا دماءٌ، ولا نرضاهُ مِن خَبَرِ |
إنّا بنو يَعْرُبٍ شُمُّ الأُنـوفِ إذا | حاقَتْ بِنا حادثاتُ الدَّهرِ في صُوَرِ |
ترتَدُّ أدراجُها ليستْ بقاضيـةٍ | مِنّـا مُراداً ولم تُحْرِزْ على وَطَرِ |
إنّا لنَرفُضُ هذا الوَعْدَ أجْمعُنـا | أهلُ العروبةِ من بدوٍ ومن حَضَرِ |
كما رَفَضناهُ في عامٍ مضى وكذا | في كلِّ عامٍ سيأتينا بلا خَـوَرِ |
لا نَرْهَبُ الموتَ في حقٍّ نطالِبُهُ | هو الصِّراعُ، ولا نخشى شَبا السُّمُرِ |
إنا بنو يَعْرُبٍ قوم ٌإذا استعَرَتْ | نارُ الوَغى خِلْتَنا جِنّـاً على سَقَرِ |
نَغشى الوقيعةَ كالآسادِ إذْ زَأَرَتْ | فننشُرُ الرُّعبَ ،بعدَ القَوْلِ بالبُتُرِ |
لا تَطْمَعَنَّ بني صهيونَ في وطنٍ | إنّا بَنوهُ.. ولا نَنْفَكُّ في حَذَرِ |
فليشْهَدِ الحقُّ.. والدُّنيا بِأجْمَعِها | أنا، على عَهدِنا، ماضونَ كالقَدَرِ |
يا نَسْلَ عدنانَ ما هذا السُّباتُ وما | فيكُمْ ألَمَّ.. ألا تَشْكونَ للضَّجَرِ؟ |
في أيّ شَرْعٍ تُباعُ الأرضُ مُرْغَمَةً | أصحابُها ؟ إنَّها، قَوْمي، من العِبَرِ |
بيعَتْ فلسطينُ في ذا اليوم من رَجُلٍ | قد أنكَرَ الحقَّ( بالصِّمْصامةِ) الذَّكَرِ |
لا تَيْأَسوا من مَبيعِ "العِلْجِ" مَوْطِنِكُمْ | " فَبَيْعَةُ القَهْرِ" لا تُبْقي سوى الضَّرَرِ |
وطالِبوا في عُهودِ العُرْبِ أجْمَعُكُمْ | فالحقُّ للقَوْمِ مَعروفٌ.. مِنَ الأَثَرِ |
الإنتدابُ أضَرَّ العُرْبَ كلَّهُـمُ | فقاوِموهُ ولا تَخْشَوْا أذى الجُدُرِ |
للإتفاقِ بني عمّي.. ألا انتبهوا | فالإتّفاقُ يَقي الأَقوامَ من شَرَرِ |
وليعلَمِ الغَرْبُ أنَّ العُرْبَ ما فَتِئَتْ | تَشْتدُّ.. تدعو إلى استقلالِها النَّضِرِ |
وليَفْهموا أنّنـا حربٌ تِجاهُهُـمُ | نَفدي النفوسَ.. وأنا خيرةُ الخِيَرِ |
يا أيّها القَـوْمُ لا تَسْتَيئِسوا أبداً | من رحمةِ اللهِ، فالأعرابُ من حَجَرِ |
وَطالبوهُم بحقٍّ بيــعَ فـي دُرَرٍ | أليسَ ظُلماً يُباعُ الحقُّ في دُرَرِ؟ |
وشرُّ مَسْعى بني صهيونَ مَطْلَبُها | أَشجارُنا ؟.. دونما ظِلٍّ ولا ثَمَرِ |
إيهٍ بني العُربِ حَيّوا الناهِضينَ بِكُمْ | ما غرَّدَ الطيرُ بلْ حيّوا أُولي الفِكَرِ |
وادعوا إلى الحقِّ أن يُبْقيهُمُ أبداً | حتى يَؤوبوا بِنَيْلِ العِزِّ والظَّـفَرِ |
لا يُهْضَمُ الحَقُّ ما زلنا نُطالِبُـهُ | فالحقُّ أبْلَجُ وضّاحٌ على البَشَرِ |
لكنْ علينا بأن نسعى إلى عَرَضٍ | نبغيهِ مَسعى أولي الإقْدامِ والنّظَرِ |
وأن نكونَ حِيالَ الغَرْبِ في حَذَرٍ | فإنَّهُمْ وَرِثوا مَنْظومَـةَ التَّتَـرِ |
إنّا سَنَحْمي حِمانا بانتفاضَتـِنا | على عَدوٍّ غَريبٍ.. طامعٍ.. أَشِرِ |
ونُنْقِذُ الأرضَ من أنيابِ مُغْتَصِبٍ | ويعزِفُ البحرُ ألحاناً منَ السَّمَرِ |
ونَسحقُ الظلمَ.. نَبْني صَرحَ دولتِنا | وتَزْدَهي القُدسُ في أثوابها النُّضُرِ |
ويكتبُ القَوْمُ ..يا أرضاً مُطَهَّرةً | فُكّي القيودَ ولا تُبْقي ولا تَذَري |
يا قَوْمُ.. وادعوا إلى تحقيقِ مأرَبِكُـمْ | ربّـاً رحيماً يَقيكُمْ فَتْكَةَ الغِيَرِ |
وأخْلِصوا في دعاكُمْ يَسْتَجِبْ لكُمُ | ربُّ الحنيفةِ فادعوا يا بني مُضَرِ |
بقلم: محمد علي الصالح
عن طريق: عبد الناصر صالح