الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣
بقلم وحيد خيـــون

أختُ هارون

طِلّي لغزّةَ يا عيوني
طَلّاً تفيضُ بهِ جفوني
واسقي السُّفوحَ المُصحِراتِ
المُطْبِقاتِ على الغُصونِ
وتجاذبي التأريخَ مِمَّنْ
يكتبونَ ليكتبوني
فأنا الحقيقةُ والجميعُ
تجَمَّعوا كي يدفنوني
دُوَلٌ تُحاصِرُني وكم
مِن مرّةٍ قد حاصروني
لكنَّ أبناءَ العروبةِ
والعُروبةَ ضيَّعوني
حتى إذا إيرانُ جاءتْ
والعراقُ لينصروني
قلتُمْ تشيَّعْتُمْ إذنْ
ومِنَ المجوسِ حسبتُموني
ولغيرِ أُمتِّكُمْ خلالَ
دقيقتينِ نَسَبْتُمُوني
مِنْ أجْلِ مَنْ بِعْتُمْ دَمي
مِنْ أجلِ مَنْ بعتُمْ عيوني؟
نِمْتُمْ على ضرَباتِهِمْ
ضرباً يَشُقُّ عصا السكونِ
خسِئوا يغيبُ جميعُهُمْ
وأظلُّ مُشرِقةَ الجبينِ
مِنْ بيتِ لحمٍ للخليلِ
لخانِ يونُسَ مِنْ جِنينِ
مِنْ جانِبِ اللَّدِّ القريبِ
لبيتِ مقدِسِنا الأمينِ
يافا أريحا رَمْلَةٍ
مُدُني التي شاخَتْ بدوني
مِنْ كلِّ ناحيةٍ أصولُ
مِنَ اليسارِ إلى اليمينِ
يا مُرجفينَ تعلَّموا
لغةَ الرجالِ وكلِّموني
أنا أختُ هارونَ العفيفةُ
لم أخُنْ بل خُنتموني
عندي دليلٌ فاسألوا
يا أُمّتي هذا جنيني
قالَ انصُروها إنّها
عربيةُ الدَّمِ والعيونِ
عذراءُ مِن قبلي ومِن
بعدي وتبقى كلَّ حينِ
لكنّهم رجَموكِ يا
أُمَّ القَداسَةِ والفنونِ
قتلوا الطفولةَ فيكِ
واجْتثُّوا العفافَ معَ الغصونِ
منعوكِ شربَ الماءِ يا
أُمَّ المنابعِ والعيونِ
منعوكِ حتى الخُبْزَ يا
قَمْحاً ويا خبزَ السنينِ
أنا مريمٌ تحتي السريُّ
يفيضُ بالماءِ المَعِينِ
سأهزُّ جِذْعَ النّخْلِ ذا
رُطَبٌ لآلافِ البطونِ
شكراً لكمْ يا أمّتي
يا أُمَّ مُخْتَلَفِ الظنونِ
مَنْ كانَ مِنّا خائناً؟
مِنْ حَقِّكمْ أنْ تسألوني
فمعَ اليهودِ وجدْتُكمْ
ومعَ الحُسينِ وجَدْتُموني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى