الاثنين ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم طلال حماد

أنا من هناك

من أين أنت؟
يبدأ السؤال
والرحلة مستمرة
لا يجد اللاجئ الحيّ مستقرّه
واللاجئ الميْتُ لا يعرِفُ قبره

من هُنا يبدأ السؤال
لا من هُناك
أموتُ في الطريق إلى وطني
أموتُ على حدود تُنكِرُني
أموتُ في شوارع مُدًنٍ ليست مُدًني
أموتُ في البرّ في البحْرِ في السما
" لك عما"..
عالَمٌ أعْوَرٌ
عالَمٌ أعْوَجٌ
عالَمٌ أصمٌّ
عالمٌ أدارَ ظَهْرَهُ
للمذبحة
وعبّ كأسه
ونام
بعدما قال للقتيل نَمْ

 من أين أنت؟
 من مكان لا أعرف له عنوانا
(يبدو) تحت الأرض
 هل أنت ميْتْ؟
 لا أعرف بالضبط
لكني أسمع صوت عجلات قطار تطحن رأسي طحنا
 هاها أنت إذن في المترو
قُم
واخرج ما إن يفتح أبوابه
واصعد
لا تتلكأ
تخشى أن يسحقك المترو
فنسأل حين نراك: أذا سُجُقُ؟
أو يبتلعك النَفَقُ
قم. أسرع
ألا تسمع صوت صفير المترو؟ ألا تسمع؟
والآن؟
هل تعرف أين سيأخذك المترو
في أنفاق مثل سراديب البؤساء
تحت الأرض؟
وإلى أن يعثر "فكتور هوغو"
في جولته الأبدية عليك
حاول أن تنجو بنفسك
من بين أسنان المترو
وهي تعضُّ عليك
قلتُ لك: صفر المترو
لكنك غضضت في صلف
سمعك عنه
فتحمّل وحدك
بعد هذا
ما أنت الآن عليه
لكن قل لي
قبل أن يغفو العالم إلى الأبد
على دمك
كأنه يشرب كأسه الأخير قبل النوم
من أين أنت؟
 قلت لك
لكنك لم تسمعني
أنا من حيث
تُشرِقُ فوقك شمسي
فارفع ظلَّكَ عنّي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى