الثلاثاء ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

تخلّى الجميع

تخلّى الجميعُ فقلت أبيعُ
بلا ثمنٍ فالمبيعُ وضيعُ
وما همّني ما أضعتُ فهذا
زمانٌ به العمرُ هدرًا يضيعُ
ولكنّني لم أجدْ ما يباعُ
لديّ إذ انفضّ عنّي الجميعُ
بوقتٍ به الجهلُ للعلمِ مولى
وعقلٌ ذكا للجهولِ مطيعُ
ولبسُ المغنّينَ فيه حريرٌ
وثوبُ المعلّمِ بالٍ رقيعُ
وعبدٌ علا عند حُكمٍ طغى لِ
أشمٍّ هوىْ مِنْ سُعارٍ شفيعُ
وشعبٌ الى حتفهِ خلف مِرْيا
عهِ فهْوَ ينجو ويفنىْ القطيعُ
ووغدٌ على الشّعبِ نمْرٌ وعندَ
التحامِ الجنودِ خروفٌ وديعُ
ومالٌ يزيدُ وغربٌ يريدُ
وشيخٌ يجودُ وشعبٌ يجوعُ
وليثٌ وحيدٌ عليه الحشودُ
لتحيا القرودُ ويفشو الخُنوعُ
وإرثٌ مجيدٌ ورأيٌ وليدُ
لتُمحى الحدودُ ويبقىْ الرّكوعُ
ورأسُ الفِرنجةِ خلناهُ قِردًا
ولكنّ قولًا هناك يشيعُ
يرى أنّهُ ابنٌ لكلبٍ سقاهُ
حليبَ الحمائرِ وهْوَ رضيعُ
فينبحُ يومًا وينهقُ يومًا
ولله فيما رأيتَ الرُّجوعُ
هنيئًا فرنسا فسِرُّ نهيقِ الْ
كلابِ علىْ من سواكِ منيعُ
وجمعيّة تُنْكرُ اللهَ حتّى
يمنَّ "اليسوع" وتبقى الفروعُ
وإسلامُنا ليس إلا طقوسًا
تُؤدّى لِتسمعَ عنّا الرُّبوعُ
وأمّا الصّميمُ فوحشٌ لهومٌ
يداريهِ وقتَ الصِّيامِ هُجوعُ
وتضطّرُه للزّكاةِ البُيوعُ
وتُخْجِلُه في الصّلاةِ الجموعُ
صلاةٌ وصومٌ وأمّا الجهادُ
ففقرٌ وَلوعٌ ومالٌ جزوعُ
وعرشُ الوفا في القلوبِ اعتلاهُ
الجفا والنّوى يُرتجى لا الرّجوعُ
ونارُ الهوى في قلوبِ المُحبّي
نَ صرٌّ ودفءُ الوِدادِ صقيعُ
وشدوُ العنادلِ فوق الغصونِ
نشازٌ ونعقُ الغرابِ بديعُ
وعرسٌ به العِرْضُ دون رداءٍ
وتحت النِّعالِ حياءٌ صريعُ
فبعْ عاجلًا من تخلّوا ليومٍ
ولا تنتظِرْهمْ إلى أنْ يَبيعوا
فلا خيرَ في النّاسِ إنْ لمْ يصونوا
الذي صانَ من لمْ تصُنْهُ الدّموعُ
وقد شاخَ صبرُ الصَّبورِ وباتتْ
صُراحًا تأفَّفُ منهُ الضُّلوعُ
وأولى لعمرٍ تبقّى الرجوعُ
إلى منْ إذا اخترتهُ لا يبيعُ
عفوٌّ غفورٌ رؤوفٌ رحيمٌ
وليٌّ حميدٌ ودودٌ سميعُ
قويٌّ متينٌ صبورٌ حليمٌ
عليٌّ عزيزٌ غنيٌّ بديعُ
وما كانَ عندَ العبادِ يضيعُ
وما عندَ ربّهمُ لا يضِيْعُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى