الأربعاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم أحمد عبد الظاهر علي

صور من غزة العزة

يَفرُ الطامعونَ إلى الصوانى
وأجساد سَتَعْرِضُها الغوانى
وألجأ للذى فطرَ البرايا
وساقَ لكلِ نفسِ ما تُعانى
فذلكَ لاعبٌ يمتاز جُهداً
وذلكَ طامعٌ فى الصولجانِ
وهذا مطربٌ ينداحُ شوقاً
وذاك منافقٌ للأُلْعُبانِ
وتلك تصاحبتْ والرقصَ دوماً
لتكشفَ عَنْ مفاتِنها الحِسانِ
فدعْ تلكَ الرزايا واتَّبعنى
أَدُلكَ للنَقياتِ الحسانِ
بغزةَ حيثُ ماجَ النورُ فيها
بأرواح سَتَرْقى للجِنانِ
بأرواحٍ سَمَتْ حتى أناختْ
على بابِ الكريمِ المُسْتعانِ
فباسمِ اللهِ فَاضتْ كُلُّ رُوْحٍ
وحرَّرَتْ الشهادةُ كلَّ عانِ
فلا بأسٌ وليسَ يُضاعُ عُمْرٌ
بحِقِ اللهِ والسبعِ المثانى
وأطفالٌ مِنَ الزهرِ المُوَشَّى
لهمْ عندَ الكريمِ كرامتانِ
براءةُ أنْفُسِ بنقاءِ رُوْحٍ
وتَقْتيلٌ لهمْ قبلَ الأوانِ
سينْعَمُ جَمْعُهمْ بِجِنانِ عَدْنٍ
بأرواحٍ تَطِيرُ إلى الأمانى
وهذا الشيخُ مَجْهودٌ كبيرٌ
يفيضُ مِنَ السماحةِ والحَنانِ
له بنتٌ كرُوْحٍ فى أبيها
يراها بهجةً فى كلِّ آنِ
ولكنْ يَرْفُضُ الفُجَّارُ إلَّا
ضياعاً للحياةِ فيقصفانِ
بقنبلةٍ لها وزنٌ ثقيلٌ
كثقْلِ نفوسِهمْ لو يعلمانِ
يموتُ بجرمِهم خلقٌ كثيرٌ
وتختلطُ المنايا بالتهانى
يهنئُ بعضُ أهل الفضلِ بعضاً
فليس هناك بابٌ للهوانِ
بأى جريرةٍ قصفُ الصبايا
وأى جريمةٍ ذبحُ الأمانِ
وأىُ شجاعةٍ سينالُ فَحْلٌ
عُتُلٌ قلبهُ قلبُ الجبانِ
لِيفْتِكَ إنْ تحصَّنَ بالرزايا
وحينَ الحربِ يحظى بالهوانِ
ويمضى الشيخُ نحوَ البنتِ تهمى
دموعٌ فى العيون وفى الجِنانِ
فروحُ القلبِ راحتْ واستراحتْ
ويبقى ذكرُها عبرَ الزمان
يضمُ حبيبةً، ويَشُمُ وجهاً
ويَلْثمُ جبْهَةً كالأقحوانِ
جروحٌ بالجبينِ تفوحُ مسكاٍ
ودمعاتٍ تَسُحُ المقْلتانِ
حبيبةَ قلبىَ الموْجوعِ رُدِّى
وأعطينى الإشارةَ بالبنانِ
وتُسلمُها يداه إلى أيادٍ
ويرفعُها الملائكُ فى ثوانِ
وأخرى قد حباها اللهُ رزقاً
ثلاثَ حمائمٍ مثلَ الجُمانِ
عروساتٌ بريئاتٌ صبايا
يُفِضْنَ الحُبَ فى كلِّ المكانِ
ويحفظنَ الكتابَ الحقَ نصاً
ويستطلعنَ أسرارَ المعانى
فيأتى القاصفُ الهمجىُ يرنو
إلى الأطفال فى الغلِّ المُهَان
يصوِّبُ دفعةً ويَصُبُّ أخرى
تمزقُ كلَّ حىِ فى ثوانِ
وينطلقُ الكلابُ إلى جموعٍ
مِنَ الأطفالِ أخرى فى امتنانِ
فسيدُهم سيرضى الآن عنهمْ
هم الأنطاعُ أبناءُ الزوانى
وعلى البسيطةِ أوجهٌ ممسوخةٌ
تحْنو على الذَّباحِ والسجانِ
يعطيهِ ما يرجو ليُفرغَ سُمَّهُ
فبأى أحقادٍ على الإنسانِ
وجنودُ صُهْيونٍ تُقَرِبُ هَدْيَها
قدْ ترتضيهِ بذلكَ العُدْوانِ
فالفاسدُ المأْفونُ يَفْخَرُ بالذى
قَدْ كانَ زَوَّرَ مقتضى الإيمانِ
ما كانَ ربُّكَ ذابحاً أوْ قاتلاً
أوْ كانَ رَبُّكَ صانِعَ الأوثان
فاللهُ ربُّ العالمينَ ورحمةٌ
واللهُ يَدْفَعُ صوْلَةَ الشيطان
ستظلُّ غَزَّةُ ساحةً مفروشةً
بالنورِ والإخلاصِ والإحسانِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى