الأربعاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم عبد الهادي السائح

عيناك ليل غوى

لم تتركي للصّبِّ فيكِ خيارا
قلبي أسيرُكِ و العيونُ أسارى
أشرقتِ يوم العيد في كَنَفِ الضحى
دِفئا وفي عين المدى أنوارا
و تراقصتْ في مقلتيكِ لواعجي
فلآلئٌ نُثرتْ و نبعٌ فارا
نبعان يغرق فيهما ليلٌ غوى
و الحسنُ طوّقه بصبحٍ دارا
أخفينَ أشجانَ الجوى و صبابةً
غارتْ بليلهما و سرًّا غارا
أنا يا عيونَكِ
شاعرٌ عزفَ المدى
سِحرًا و مثلُك يقرأ الأسرارا ..
و لطالَما سافرتُ في سحر المدى
عيناكِ بحري و القلوعُ سكارى
تاهت مرافئكِ الحزينة في دمي
و صبت إليكِ قصائدي أنهارا
أنا عاشقٌ مزج الهوى في نبضهِ
أغنِيّةً نشوى و شوقا حارا
ماذا ترى يا شاعرا أودى بهِ
بحري؟..
أرى شطآنه تتوارى
و أرى ظِلالا فيهما عربيةً
نزلتْ كأطيافِ الدجى أستارا
و أرى غيوما سافرت صوْبَ المدى
و البيدُ ظمأى و الخيامُ حيارى
و هناك أسرابُ المها و ربابةٌ
صبأتْ و قيسٌ يسأل الآثارا
و مدائنًا مهجورةً أطلالُها
كرسومِ طَسْمٍ قد شبعْن دمارا
ثارت على ليل الهوان و عانقتْ
حلما تراءى للمُنى مضمارا
و الحُلْم في زمن العروبةِ آثِمٌ
إن لم يثرْ،
و جريمةٌ إن ثارا
عيناكِ سِفرٌ من غواية عاشقٍ
سكبَ الهوى في نبعها أغوارا
نشوى كألف حكايةٍ غجرية
عيناكِ حين تراقص الأنوارا
و هما قصيدة ثورة أزلية
تهبُ الإباءَ و تلهمُ الأحرارا
أبحرتُ في مدييهما إنّي فتى
أهوى المساء و أعشق الإبحارا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى