قصبة بني عمار زرهون

كيف نقرأ مسارا من العطاء والتحول؟ كيف نقيم جملة من التدخلات والمبادرات التي مست الكثير من المناحي الاجتماعية؟ وكيف نطمئن أو لا نطمئن للتجربة في تألقها وانكسارها؟ كيف نقرأ الثابت والمتحول في فضاء جمعية تصر على الانتماء والعمل؟

الطريق إلى سؤال الكيف يكون مواتيا عبر قارة التفكيك العلمي، وأساسا من مدخل البحث السوسيولوجي، لهذا تصبو هذه الدراسة إلى اكتشاف آراء ومواقف المبحوثين من فعاليات وتدخلات جمعية قدماء تلاميذ بني عمار التي راكمت تجربة محترمة في العمل الجمعوي المحلي بالمغرب، ولهذا فهذه الدراسة تهفو بالأساس إلى:

–  اكتشاف الملامح العامة للمستفيدين من فعاليات الجمعية والمتابعين لها
–  قراءة مواقف المتتبعين والمستفيدين من الأنشطة الكبرى للجمعية
–  اكتشاف نواحي القوة والقصور في عمل الجمعية
–  اكتشاف البدائل والاقتراحات الممكنة على درب تجويد وتنويع الأنشطة
–  قياس درجة الحضور والتجذر الجمعوي في المنطقة

ذلك أن دراسة التمثلات والآراء والمواقف، تحوز أهمية علمية وعملية في آن واحد، فهي تساهم قصدا في توسيع دوائر النقاش العلمي حول الأداء الجمعوي ومستويات النجاح والإخفاق فيه، كما أنها تساعد في فتح آفاق ومسارات جديدة في أسئلة المقاربة والاشتغال،.و لهذا فإن أي دراسة في هذا الباب من شأنها أن تقود نحو اختبار مقولات وتصورات جديدة للتعاطي والفعل المحلي، ومن شأنها أيضا إن التزمت خيار النقد والمساءلة أن تفيد في تجاوز الخصاص والقصور الذي قد يعتري الممارسة الجمعوية.

فمن الناحية العملية فإن نتائج مثل هذه الدراسات لا تسمح فقط باكتشاف نواحي الضعف والقوة في المشروع الجمعوي، بل تجدي كثيرا في التخطيط العلمي وبناء التدخلات والمبادرات المستقبلية وفق الحاجيات والتصورات والخطاطات التي يطمئن إليها من يفيدون مباشرة من أعمال الجمعية، وذلك عبر الاهتداء بنتائجها في التغيير والتجاوز. ومنه نصل أخيرا إلى التأكيد على أن الأهمية العلمية والعملية لهذه الدراسة كانت داعيا قويا لإنجازها والانخراط في أتونها بكل إيجابية.
...