الخميس ٢ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم
لا..
قُـمْ يا ابنَ هذيْ الأرضِلَملِمْ ما تَبقّى مِنْ عِظامكَو اكْسُها غَضَبَاً،و أَنْشِئْ مِنْكَ خَلْقاً آخَراً،حُرَّاً،جديراً بالــــوطنْ!انفُضْ غُبارَ الصّمت،واسْتعمِلْ لسانكَ، قُلْ لهُمْ:قلْ للّذينَ يقامِرونعلى ابتسامةِ طفلكَ الظَمآن: لاقُلْ للّذينَ يُؤثثونَ قُصورَهُمْ ذَهَباًببيعِ فُتاتِ خُبزِكَ: لاتَجرّأْ، قُلْ لَهُمْ:قُلْ للّذينَ سَيترُكونَكَ، عارِياًفي بابِ قَبركَ،لَوْ ظَلَلْتَ بِبابِ قَبْرِكَ، راضِياًمُتَغاضِيَاًعَنْ دَمْعِ طِفْلَتِكَ الّتي نامَتْ بلا كَأْسِ الحَليْبو قِصّةٍ عَنْ " عَدْلِ رَبّكَ ": لا و .. لا!قُمْ يا ابنَ جُرْحِيْ،و اسْتَعِذْ بِكَ مِنْكَ،و اذكرْ إسمَ حَقّكَ في وُجوهِ السّارِقينَ، السّابقينَ، التّابعينَ، اللاّحِقينَ، القادمينَ، الفاسدينَ، المُفْسدينَ، الحاكمينَ،اكتُبْ " أُريدُ دَميْ "!!هُمْ مِنْ دِمائكَ يَصبُغونَ رُؤوسَهُمْ وَعُروشَهُمْ،هُمْ مِنْ دمائكَ يَشْربونَ و يسكرونَ على نُهودِ قحابِهمْ،هُمْ مِنْ دمائكَ يَغسِلونَ ستائرَ الحمّام!قُـــمْ،قمْ يا ابن أمّكَ، يا ابنَ أُمّيْ،خُـذْ دماءَكَ،قُمْ فَأوردةُ الشُّعوبِ تَجِفُّ إنْ خانَ الزّمــنْ!لا تَحْلِبِ السُّحْبَ التي مرّت على عَجَلٍ،فلنْ تُــمْطِرْفالسُّحْبُ قَدْ سُحِبتْ إلى برَكِ القُصورِوقدْ أتتْ حتى تدّلكَ – مِنْ هُنَا- للدّربِ، دربِ الظلمِ، دربِ القَصرْلا تَنْتَظِرْ،فالمَاءُ يَفْسُدُ مِثْلَمَا فَسدَتْ أَغانِي النَّصرِ بَعْدَ الخُسْرْ!لا تَنْتَظِرْ،فالمَوْتُ يَدْنُو،كُلَّما طَالتْ طَريقُ العُمرْقُمْ يا أَبَ الأَطْفَالِ،عَلّمهُمْ رُكُوبَ الرّيْـــح،عَلّمْهُمْ فُنونَ الحَقّ و الغَطْسَ الشُّجَاعَ إلى لآلئهمْ،وعلّمهُمْ،رمايةَ رأْسِ مُـلّاك الــوَطَنْ!قُمْ يا أَخَ السَّمْرَاء،لا تَغْمِسْ لسَانكَ في التُّراب،كَما النَّعامة،صُــنْ لسانكَ، فاللِّسَانُيُصَانُ بالنُّطْقِ الّذي يُنْجِيهِ مِنْ عُهرِ السُّكوت،فَـصُنْ،،، و صُنْ!لا تنتظرْ،رُسُلَ السَّمَاءِ وَ وَحْيَها، نُزُلاًفقد خُـتِـمـوا،وكـــنْ أنت السّماويَّ، المُخلّصَ، و الرّسولَ،وكنْ،، و كـــنْ!لا تنتظرْ،خبراً يُطمئنُ قلبكَ المَثْقُوبَ،لنْ يأتي..وَلَنْ يأتي إذا لمْ تَرتُقِ الثُّقْبَ المُسَافرَ في فُؤادِكَ صَرْخَةٌ مَجْنُونَةٌ،مِنْ عُمْقهِ، هُوَ لا سواه،فَــــــلَـبِّــــــهِ،واصْــرُخْ، و جُــــنّْ!قُـمْ يا ابنَ هذيْ الأرضِلَملِمْ ما تَبقّى مِنْ عِظامكَو اكْسُها غَضَبَاً،و أَنْشِئْ مِنْكَ خَلْقاً آخَراً،حُرَّاً،جديراً بالــــوطنْ!