الأربعاء ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠٢٣
بقلم سلوى أبو مدين

نصفُ حكايةٍ

كنا صغارا
نلتف حول مائدة واحدة
نأكل من ذات لصحن
ننام في غرفة ضيقة
يجمعنا سرير واحد
اخر المساء
نحيك الأمل كي نرتديه
في الغد
غرفتنا تعج بالطفولة
والأماني .
مدرستنا تختبئ
خلف أسوارها
شجرة الكستناء
نقتسم الأيام واحداً للضحك
وأخر للبكاء
والبعض دمع ودمع .
ننسج حلمنا تحت نجمها
الخافت
ترهقنا الحياة وتخذلنا
وتهدينا كل مرة عتمتها
ومراراتها
كبرنا
كبرت أحلامنا معنا ..
أصبحنا نحلم
بأشياء أكبر منا
لم تعد تضمنا غرفة واحدة
بل أصبحنا نقيم في
بيوت متباعدة
كلنا يمضي
كان حلماً
نحلم كي نكبر
وحين كبرنا
عاتبنا حلمنا
الذي حقق مآربنا
بتنا نحلم كي نعود
صغاراً
لأن الحياة حرمتنا
متعة مشاطرة
بعضنا بعضاً
حين كبرنا
اكتشفنا أن هناك أموراً
تخيف أكثر
من الظلام
كنا
نحب بعضنا بعضاً
أكثر من أي شيء
زائف وزائل
ابتعدنا وانشغلنا
لم يبق لنا سوى
صورة وذكريات
حين كبرنا
نسينا ما حفظناه
في صغرنا
وتنأى بنا الحياة
وتشيح بوجهها تاركة
لنا خيبة وشجى
بعد أن سلبت جمعتنا
وطفولتنا.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى