ينتصف الليل
وتنسدل أستاره
وآراه بنافذتي
كروان يشدو
تسبقنى لهفتى إليه
وأخاف منه الجنون
مسافات ُ بينى وبينه
تختزل بالهمسات
وأدنو من قمرى
حيرانة الفؤاد
فقد أدمنت اللقاء
بليلى أنت نجم
غير قابل للأفول
وورود حمراء
تأتينى كل مساء
لا تعرف الذبول
أصارع خجلي
وأغلق نافذتي
وأحتمي منك بهمسي
ويلفني الليل
يضمني بستائره
وأتلمس وجودك
عبق حروفك
خجل عيونك
ويأتينى الكروان
بالورود كل مساء
وأهمس ..
آملاك أنت أم إنس أم نوع من الجان؟؟
أم حائر ُ..عالق بنافذة تتلهف اللقاء؟
يجيبنى ..عصفور الهوى ..أنا.
جئتك يا بنت السلطان
من بلاد الملاك والجان
بيدى الورود والزيتون
وآرانى أحببت .. الإنتظار
لعيون كاحلة ساهرة ثائرة
من ُمهرة الليل
أود الإقتراب
الهمس .. الكلام
الإنسجام بلوحة بنت السلطان
مللت الوحدة والإغتراب
والحنين للذكريات
زخات المطر على الأبواب
دقات الساعات
أتوق الهمس فيكى
والعزلة بواديكى
والإنتماء..لأحضان الهمسات
خذينى من حطامى
لملمى بقاياى
يا غيداء الكل يهواها
والويل لمن يعصاها
بعشقك مجنون
وفى حبك تنعانى الطيور
أخشى النطق بالهوى
ولكنى أرسله بوردة حمراء
تنطق بالجوى
وتختلط همساتى
بأنفاسى
وأذوبُ بصمتى وسكونى
أغلق نافذتى
أهربُ ..وأكتب همسى
وأجيبه
يا منية النفس
أجيبك..يا ملاكى
يا نجم هبط ذات مساء
ولمس الأوتار
بأعذب الألحان
بالخريف لا نغنى الحب
بل نلامسه همساً
وإن أشعل بالصدور ناراً
فبقطار الرحيل
نمضى
تاركين الهمس والخفوق
ناسين الهوى والمجون
ولحظات الجنون
لطيور الربيع
يا ملاكى
غربة القلوب
تفوق غربة الدروب
كم تمنيت..الإبحار بهواك
والنهل من فيض هواك
كم ..وددت
سماع ألحانك
وعذب أمنياتك
وغربة أوطانك
همسى ..يدعوك
حلق بسمائى
ولتكن المرسى هضابى
وأحصد بذور الشوق
بشهد الرضابِ
فالليل الآن لنا
فلننسى الجراح وآلام الفراق
ولنفتح صفحات الأشوق
ونخط عليها..لحظات
ونرسم أمنيات
لكروان تسلل يوماً للديار
يغنى لبنت السلطان
فتمايلت .. الورود للآلحان
وغردت الطيور بالأوكار
وينام شهريار
فقد لاح الصباح
وتفيق بنت السلطان
تفيق شهر زاد
من الهمسات والأمنيات
وتسكن الالحان
فالأحلام
ستذروها بعد حين الرياح
فهكذا يكون..الحب بزمن الرحيل
يكون مثل
همس الخريف
الخميس ١١ أيار (مايو) ٢٠٠٦
