السبت ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

أبو پريسا

أبو پريسا (1)

تشكّى من قلة الحصة البنزينية التي حصصتها الدولة منذ أن حكم البلاد محمود أحمدي نجاد، وقال إن الحصة الشهرية لا تكفيه لأسبوع واحد.

ثم وكأنه ندم على ما قال:

لكن الدولة على حق، لديها مسؤوليات كثيرة، عليها أن تنفق في مجالات عدة: التعليم، الصحة، التنمية ...

ثم أراد أن يصدّق كلامه فسألني:

أليس كذلك؟

أجبته: نعم يا أبا پريسا.

نظر نحوي مستغربًا ثم قال مصححًا: بل أبو هيفاء.

لم أقل شيئا، ودعته ومشيت.

كنا قبل عشرة أعوام صديقين، وحين رزقه الله ببنت استشارني في اختيار اسم عربي جميل لها، فاقترحت اسم (هيفاء).

لكني فوجئت أنها تتراطن بالفارسية ولا تجيد لغة اسمها (هيفاء).

فصُدمت ثم ندمت على اقتراحي آنذاك وغيرت ذلك الاسم العربي الجميل إلى اسم ثان يناسب لغتها الجديدة، اسم (پريسا).

ألست على صواب؟

2014

أبو پريسا (2)

لا تظن أن أبا پريسا شخص أمي لا يقرأ الجرائد والصحف ولا يتابع الأخبار من الشبكة العنكبوتية، بل لديه اشتراك (أي دي إس إل) من شركة الاتصالات وخطه الإنترنت سريع للغاية، لكنه لا يستخدمه لبرامج فتح المواقع المحجوبة التي تتطلب سرعة فائقة؛ هو لا يدخل الفيس بوك أصلا، لأن الحكومة أحجبته ولا يريد أن يخالف ما تقننه الحكومة.
اقترحت عليه مرارا أن يزور المواقع الأهوازية كي يتعرف على الأنشطة الثقافية ويتثقف بثقافتنا العربية، لكنه فاجأني بسؤاله الذي جعلني أشك أنه أمي رغم أنه يحمل شهادة الدبلوم:

وهل توجد مواقع أهوازية في الإنترنت؟

أجبته بمرارة: لا أقول لك أن تجازف بزيارة المواقع السياسية والثقافية التي أنشئت في الخارج، فهاهنا موقع بروال وفلاحيتي وأدب الأهواز وتراث العرب ومجلة إليك أكتب.

وهناك المئات بل آلاف المواقع العربية التي تكتب وتنشر بلغتك وثقافتك.

واعدني أن يزورها كل يوم، لكنه عدل عن قراره بعد يوم واحد وعاتبني قائلا:

أتريد أن تورطني مع الاستخبارات؟!

ألا تدري أنهم يراقبون جميع المتصلين بالإنترنت؟

ضحكت من قوله ثم حزنت لجهله وجبنه وقلت له:

صحيح أن الحكومة لا تدعمنا ولا تسمح لنا أن ننشر صحفا عربية، لكنها لا تمنعنا من أن نقرأ بلغتنا الصحف المجازية.

لم يقـتـنـع من قولي واقترح علي أن أتابع الأخبار السياسية والاجتماعية والثقافية... من موقع جريدة (كيهان) الإيرانية كما هو يفعل كل يوم.

توادعنا بعد أن بدأت الشمس تلسعني وبدا له أنه كسب معركة حوار اليوم!
فكيف لي أن أدني أبا پريسا القاصي عنا وعن ثقافته إلى أصله وعروبته؟!
2014

أبو پریسا (3)

لا مفر لديك من أبي پریسا ، أينما اتجهت ستجده، فهو إما أن يكون من أقربائك وإما أن يكون زميلا في محل عملك، وإما أن تصابحه وتماسيه وهو جارك، وإما أن تراه مدعوًا في مناسبة تكون أنت قد دعيت فيها أيضًا. ليس لديك بد من أن تراه وتسمع وجهة نظره.

اليوم عندما التقيت به صافحته بحفاوة وحاولت أن أتباحث معه حول لغة ابنته هيفاء التي تبلغ من العمر عشر سنوات حاملا في جعبتي اقتراحًا جديدًا ظننته سيقنعه؛ ثم كنت سأوصيه أن تتابع ابنته قناتي جيم (الجزيرة للأطفال سابقا) وبراعم اللتين أوصيت معظم أصدقائي أن يتابعهما أطفالهم لالتزامهما بحـبـيـبـتنا الضاد.

لكنه وبعد أن سمع اقتراحي طرح قضايا خطيرة جدًا، بدا لي أنه متبعد منا إلى أقصى حدود البعد، ما يتطلب مني أن أبذل قصارى جهودي لاسترجاعه.
ولكي تعرفوا مدى عمق الحفرة التي واقع فيها وصعوبة نجدته من دهاليزها، إليكم ما دار بيني وبينه من حديث:

قدمت له تمرتين من التمر الذي أحمله كل يوم في حقيبتي وخاطبته في رفق:
دعك يا أبا هيفاء من القومية والعروبة، ما رأيك أن تعلم ابنتك بدل اللغة الواحدة، لغتين؟
لقد علمتها الفارسية، هذا جيد؛ من الآن فصاعدًا، علمها لغة ثانية. أنت وزوجتك عربيان وتتكلمان العربية بطلاقة، فحاولا أن تتكلما معها بلغتكما في البيت، ولا شك أنها ستتعلمها بكل سهولة.

أجابني بلا اكتراث:

وما جدوى العربية ونحن نعيش في إيران؟!

قلت له مغيرًا نبرتي:

وكأنك تعيش في طهران! لا تنس أنك عربي تقطن في بلد عربي، سكانه عرب.
تابع بتحد:

عن أي بلد عربي تتكلم ومدارسنا فارسية، دوائرنا فارسية، اللغة الرسمية فارسية، ولهذا علينا أن نعلم أبناءنا هذه اللغة حتى لا تبقى في لسانهم لهجة عربية تؤثر سلبًا على لهجتهم الفارسية.

ثم تابع حديثه بحماس:

ما فائدة العربية وكل الأهوازيين يفهمونك إن تكلمت بالفارسية، تعلم لغة إن لم تتقنها واجهت مشكلة، فأية مشكلة ستواجه ابنتي إن لم تتعلم العربية؟!

لو أنك اقترحت علي أن أعلمها الإنكليسية لكان اقتراحك مقبولا ومنطقيًا، لأن الإنكليسية لغة سوف تحتاجها هيفاء في الإنترنت، في الجامعة، هي لغة عالمية ولها أهميتها في الحياة؛ أما العربية فلا جدوى منها ونحن نعيش هنا يفهمنا (لو تكلمنا بالفارسية) جميع الذين يحيطون بنا.

قلت في شيء من العنف:

ولكن هذه لغتك ولغة آبائك، هذه لغة كتاب الله، لغة أهل الجنة!

هز رأسه بعناد وقال:

ابق بعيدًا من العصبية، كلنا مسلمون، وسوف يدخل الجنة من كان مؤمنًا تقيًا، لا من كان يتكلم باللغة العربية.

ثم هز رأسه ضاحكًا وتابع في شيء من السخرية:

وكأن العرب الذين يتكلمون العربية ممسكون القرآن ويقرؤونه ليلا نهارًا!

هدأت من روعي وخاطبته بكل هدوء:

أنت عربي والعرب ...

قاطعني مستهزئـًا:

عن أي عرب تتكلم؟! العرب الذين كنت تظنهم متحضرين متقدمين باتوا يقتلون شعوبهم بالطائرات والصواريخ ويتقاتلون فيما بينهم، انظر إلى سوريا وما يفعله بشار الأسد بشعبه!

انظر إلى العراق واحصي الموتى الذين يسقطون في كل يوم على أيدي إخوتهم العراقيين وغير العراقيين من العرب!

انظر إلى اليمن وليبيا واحكم على حالهم بعد ربيعهم العربي!

انظر إلى مصر ...

قاطعته بضيق:

لقد دمر براعم الربيع من ضيعوا أنفسهم وباعوا قيمهم ولم يهتموا بعروبتهم وتراثهم وثقافتهم.

قال وهو يبتعد:

امرأتي حامل، سوف نسمي ابنتنا الثانية (آزيتا).

أخشى أن ما قاله أبو پریسا إنما قاله عن قناعة تامة!

وبصراحة بدأ كلامه يقلقني، ولقد حرت أشد الحيرة في أمره!

ابتعد عني وهو يخطو بخطوات متسارعة،

وأنا أنظر إلى نجمة عالية، أمد يدي نحوها لألمسها... تتلامع وكأنها تبتسم.
2014

أبو پریسا (4)

أبو پریسا لم يخرج من صدع الأرض، ولا هو مقطوع من شجرة، بل لديه رهط وأنساب وأصهار.

يزورهم ويزورونه، يؤثر فيهم ويتأثر بهم؛ وهذا التفاعل لا يقتصر في تبادل الأفكار فحسب ولكنه يتأثر عن طريق التصرفات والسلوكيات أيضًا.

البارحة شقيقته طلبت من زوجها أن تزور أخاها أبا پریسا، لكن زوجها رجل ملتزم بهويته ولغته، فرفض أن يرافقها في هذه الزيارة.

قالت: وهل تريدني أن أقاطع أخي؟ّ!

قال: بل تواصلي معه، فهذا من حقك؛ ولكن بدوني. فأنا لست على استعداد لأجلس مع شخص أهانني.

سألته في دهشة: أهانك؟! كيف أهانك؟ ومتى؟ هو يكنّ لك احترامًا فائقـًا.

قال: عندما أهان لغتي واحتقرها فقد أهانني. وإلا ماذا تقولين عن شخص عربي طمس هوية ابنته وتراطن معها منذ الصغر وأبعدها عن لغة أمها؟

ماذا تقولين عن شخص عجّم فضاء بيته بعد أن كان يفوح من أرجائه أريج الضاد؟!
كيف تحل البركة في بيت هجر لغة القرآن وتكلم بغيرها وهي لغته ولغة آبائه؟ وكيف تفهم ابنته المسكينة آياته بعد أن تكبر؟

قالت الزوجة وهي تثير حميته: إن لم تذهب معي ماذا سيقول الناس؟! وحيدة؟ أرملة؟...

لكنه لم يرافقها.

وانغرست بذرة الشقاق بين الزوجين وحل الغيظ والغضب مكان الألفة والسكينة المعهودتين.

اليوم عندما رأيت أبا پریسا حييته بتحية صباحية، وتلوت له آية من سورة القصص:
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنـَةِ فـَلـَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فـَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلـُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلـُونَ (القصص 84)

سألني: وهل هناك أية علاقة بين هذه الآية التي تلوتها وبين الالتزام بالعربية التي لا شك أنك تريد أن تكلمني عنها.

قلت: نعم. وسأبقى ألح على حقانيتها حتى أثبتها لك ولمن هجرها جهلا أو قصدًا.
سأل مستغربًا: وهل نطقي بالفارسية مع ابنتي يعتبر سيئة يحاسبني الله عليها؟! أليست هذه من ضمن خصوصياتي الشخصية؟!

غضضت من صوتي ثم خاطبته عن قرب:

ابتعادك عن لغتك سببت مشكلة في بيت كان أهله يعيشون بتفاهم وسلام، ألا تعتبر هذا سيئة؟!

ارجع إلى لغتك وجئ بالحسنة يا صديقي،

تكلمْ مع هيفاء بلغتها العربية، اللغة التي معترف بها عالميًا، لغة رسمية لـ22 دولة،
يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص في العالم،

لم يفت الأوان يا صديقي بعد، لا تضيع الفرصة عليها.. وإن فعلتَ ظلمتها ظلمًا ما بعده ظلم وضياع.

لم يقل شيئـًا، نأى بجانبه عني، وراح يتمشى على مهل؛ لا يبدو هذه المرة أنه مُعرض.

بدا لي وكأنّ ضميره يؤنبه.

لكنه كابر وأصرّ على كفره فأسرع في الابتعاد!

وتركني متعثرًا بأزرار الحروف العربية المنقوشة على لوحة حاسوبي.
14-3-2016

أبو پريسا (5)

في كل مرة أحاور فيها أبا پريسا حول ابنته التي أنساها لغتها العربية تؤسفني حججه الداحضة، لكنك تراني أسيطر على أعصابي طمعًا في هدايته؛
أقول لنفسي : سيهتدي، إن لم يكن اليوم فغدًا.

أسمَعه يجاهر بعداوته ضد لغته، فأحب أن أصرخ في وجهه:

يا رجل، من استخدمك ضد نفسك؟ وكم يعطونك لهذا الحقد المتقد ضد عروبتك؟!
ولكني لم أفعل، طمعًا في هدايته.

له مواقف تثير الدم في وجهي من شدة الغضب، سأروي منها موقفـًا:

عندما توفت أمه، حضرتُ لمواساته و لقراءة الفاتحة.

وجدت على حيطان بيته لافتات تعزية كثيرة كتبت باللغة الفارسية، وكأنك في طهران أو اصفهان أو شيراز، وكأنك لست في الأهواز العربية!

هل يا ترى كل أصدقائه وزملائه عجم؟!

فأسرعت نحو السوق أجلب لافتة عزاء عربية، أعطيتها للشباب ليلصقوها على الحائط، ففعلوا.

تفاجأت بعد ساعة باختفائها!

قال أبو پريسا: أتريدُ أن تجلب نظر الاستخبارات نحوي؟!

وهل تدري لو عرف مسؤول أمن دائرتنا بهذه اللافتة ماذا سيحصل لي؟!

ثم تابع معاتبًا: أتريد أن تقطع رزقي؟!

ضحكت من شدة حزني وسخطي (وشر البلية ما يضحك). أنا يا أبا پريسا؟! وبلافتة خـُطت أحرفها بلغة القرآن؟!

فلو كتب الله لك رزقـًا، لا أنا ولا مسؤول أمن دائرتك ولا أكبر ولا أصغر منه لا يستطيعون أن ينقصوا منه بقدر قطمير.

الرزق بيده وحده ... قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سبأ 36)

فيا صديقي يا أبا پريسا، انتمِ لذاتك ولكيانك العربي، وإلا فكيف تتوقع للآخرين أن يتقبلوك؟

وبأي عين يرونك وأنت ألغيت انتماءك وأنسيت ابنتك لغة إسلامها؟!

ألا ينظرون إليك بعين الضعف والاحتقار؟

يا زميلي يا أبا پريسا، نوّع شخصية ابنتك ولكن لا تلغ انتماءها، وإلا فسوف تـفـتـقـد بهاءها وجمالها الحقيقي؛ وهل للمزيف قيمة وجمال حقيقي؟!

علمها الفارسية، ولكن لا تخسّرها بالمقابل لغتها العربية.

يا عديلي يا أبا پريسا، العربية ليست لغة فحسب؛ ولكنها هوية وشعائر ووجود. فهل ترضى أن يُمحى وجودك؟

يا جاري يا أبا پريسا، أرأيتَ إن إصابك سوء حزنتُ عليك، إن تعرضتَ لحادث، أو مرضتَ، أو سرق بيتك سارق... واسيتك واكتربت لك وأخذت بخاطرك؟

فها أنا أرى مكروهًا قد حلّ بأسرتك؛ ولا يسمح لي التزامي ولا حق الصداقة ولا الجوار ولا المزاملة أن أترك هذا المكروه ينهش بكيان أسرتك حتى يفقدها انتماءها.

ويا مثقفينا، أيها الأهوازيون الذين تحملون على عاتقكم مسؤولية دوام استقرار واهتداء هذا الشعب؛ لا تبعدوا القصور عن أنفسكم حيال ما تعرض له أمثال أبي پريسا من استخفاف وارتباك، وتلصقوا التهاون والتراخي بهم وحدهم...لا مراء أنكم مُعاتبون أيضًا.
من ترك جاره يضيع وهو يتفرج على ضياعه ويكتفي باللوم، فليس بجار.

من رأى أحد أقاربه ينحرف عن الصراط السوي ويكتفي بالتأنيب، فلم يراع حق ذوي القربى.

كن في مجتمعك الأهوازي قدوة مؤثرة وأسوة حسنة، فإن وجدت زميلا مخدوعًا بالثقافة الغالبة معرضًا عن ثقافته الإسلامية بما فيها لغته العربية، لا تكتف بالتنديد والتوبيخ فحسب، كن دليلا ونورًا يرشده إلى إصالته.

بالنسبة لصديقي القديم أبي پريسا فقد استنفدت جميع ما في وسعي من طرق ولم يهتدِ، ولكني لن أفقد الأمل، ولا تثبط عزيمتي، فسأرسل أم شروق إلى أم پريسا لتحاول أن تهديها وترجعها إلى مجدها العربي التليد.

ستدعوها إلى الأمسيات الأدبية العربية التي تقام بين الفينة والأخرى، إلى مسرحيات كاظم القريشي، إلى رقصة أشبال ميسان...

ستـتواصل معها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وترسل لها ما يعزز ثـقـتها بعروبتها ولغتها، ما يضيء لها طريق رجوعها إلى أصلها؛ ما ينذرها مما يحاك لضياع ابنتها.

فإن استجابت فسأقترح أن تهدي لها قاموس المصطلحات اليومية لمؤلفه ناجي عبود، أو قاموس عارف العاشوري، أو أي قاموس يضاهيهما، وأن ترسل لها ما يكتبه الأستاذ ياسر زابيه من مصطلحات وأمثال عربية.

فهل يا ترى نستطيع أن نهدي هذه الأسرة إلى الصراط المستقيم؟ ونرجع پريسا إلى هيفاء؟ عسانا أن نستطيع...

قال الله في كتابه الحكيم:

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (آل عمران110)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى