الخميس ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢١
بقلم هديل الدليمي

أخطاء من وحي البراءة

يطاردني الإعياءُ والموتُ كافلي
وتُرهبني الظلماءُ والليلُ داخلي
أيعقلُ أنْ تخشى المنايا هواجسي
وقد ألهبتْ من كلِّ صِنفٍ مفاصلي؟
أعوذُ بلأوائي إذا لوّحَ الهوى
فلا نشوةً ترقى لحبسِ الزواجلِ
أنا لحظةٌ ما دوّنتها عقاربٌ
فمرّتْ ولم تهنأ بصخبِ المراحلِ
أنا غلطةٌ أعيتْ صَوابًا مُضلِّلاً
وأورثتِ الأحرارَ أسمى الشمائلِ
ألا أيها الحزنُ اقترفني قصيدةً
تُمهّدُ أيامي لعدٍّ تنازلي
يرتّبُ ضوضاءَ السكوتِ يقينُها
فتُعتَقُ من أسرِ المرايا أناملي
عسى أن تمدَّ الإحتمالاتُ باعَها
وتسبحُ أحلامي أخيرًا بوابلي
لمحتُ ربيعًا كادَ يُبدي ازدهارَهُ
فأوليتهُ ظنّي الكثيرَ التفاؤلِ
ولم أدرِ حتى اليومِ ما عِلّةُ الثَرى
وهل لينُ قلبي سَوءتي أم تساؤلي؟
وهل كانَ للشمسِ انعطافٌ مخاتلٌ
ليستعمرَ الديجورُ قصدًا مداخلي؟
كثيرونَ نالوا الفخرَ جرّاءَ غيّهم
يصوغونَ عِجلاً من مجونِ المحافلِ
يقولونَ سَمعًا للمخازي وطاعةً
ولم ينتصر للحقِّ غيرُ القلائلِ
بعيدونَ من جرحِ القُدامى نزيفهم
ضمائرهم لا تُشترى بالبواطلِ
تنازلتُ عنّي مُذ كسا الشيبُ طاقتي
وطأطأتُ أفراحي وأخليتُ كاهلي
وسلّمتُ كُلّي للّذي لم يزل معي
قريبًا كـ أنفاسٍ سَرتْ بالكلاكلِ
يبدّدُ تَيهي يصطفيني لزُلفةٍ
يُشنِّفُ ضَرّائي بعزفِ النوافلِ
ويبقى جُناحي في مَدى الصَفحِ ذاهلاً
وعُقبايَ بُشرى أدركتها أوائلي
أغوصُ بهِ بحرًا منَ النورِ كُنهُهُ
يشاطئني صَبري فتنجو سواحلي
أكونُ لهُ غرثى فأقتاتُ فطنةً
تُعبّئُ نقصاني لأحبو بكاملي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى