الأربعاء ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩

أراجيح الزمن

بقلم: تحسين عباس
أيا ناري كفاكِ بيَ اتقادا
فانَّ هواكِ أغراني رمادا
فلا دنيايَ تبسمُ لي عشيقاً
ولا مالاً لديَّ ولا جوادا
ولكني أصارعها صراعاً
ولا أرضى على نفسي الشدادا
سلوا شعري فقد ملَّ القوافي
لشكواها فأخلدَها تِلادا
فعانقها وقاربها تقاة ً
وحاورها وأرضاها ودادا
معاناتي بلا وترٍ حزين ٍ
تناغمُني بأضلاعي سُهادا
وتمسكُ شارداتِ البوح فناً
وتنساها على قلمي مِدادا
ويلبسني شعوري في غيابٍ
فينعاهُ العتابُ جوىً حِدادا
فلا أدري متى ادري اعتباراً
لكي أتجنبَ الشكوى مهادا
تزحلقَ مرقصُ الأحزان مدّاً
على شعري وأنغامي وسادا
فكيف اجمعُ الأفكار طوعاً
وقد رحلت أناملها اعتمادا
ألا حظي كمجنونٍ يقودُ
بأعمى وهوَ مرعوبٌ رشادا
فليلى تشتكي حباً وتدري
ولبنى تشتكي نأياً رقادا
لكانَ عليَّ أهون في مداها
ولا أشكو من الحبِّ افتقادا
ويعتذرُ من بلائي كل باكٍ
ويعجزُ كلُّ شعارٍ سدادا
وتمزحُ في رهانٍ ذي شجوني
لانَّ الحظَّ معروفٌ حيادا
فظنَّ الدجى أني الليالي
فتاهَ يقينهُ بحثاً وعادا
فيا لكَ من وقودٍ دام ناراً
ويا لكَ من رمادٍ منكَ زادا
ويأنسُ قصَّتي ألماً فؤادي
فينتحرُ الهوى مني ابتعادا
طغى نمرود حظّي في جحودٍ
فخفت عليه موتا وافتقادا
تطاردني قصائدها جنوناً
فتلقي غمّها عندي عنادا
فكيف أناظر المترادفاتِ
وقد شاخت علاءاً واشتدادا
وأين افرّ من قدر عقيم
يخاف السعد يرتعد ارتعادا
فلا شعري يآنسني مقالاً
ولا فنّي يناغمني اجتهادا
مقالاتي بأفواهٍ تدورُ
وقد جهلوا مشيدها عمادا
جراحي لا تخاف الملح فيها
قد اعتادت ولا ترجو نفادا
كما اعتاد النبيّ الصبر صبراً
وقال كلي من الرزّاق زادا
انا عبدٌ فقيرٌ للمجيد
تعالى جلّ ربيّ إن أرادا
لشيءٍ قال كن فيكونُ فوراً
إليه شكوتُ فعلا واعتقادا
فما ليَ غيرهُ والٍ يجيبُ
وما ليَ غيرهُ كافٍ ينادى
بقلم: تحسين عباس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى