الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
أريد الذي لا تريدون
يكبرُ الليلُ فوقَ زنديينضجُ قليلاً قليلاً كمذاقِ القهوةِويسكبُ على قميصي همّهُ..والروحُ تهذي حينَ الليلُأو تخفي سرّها عندهُ..كلّ سماءٍ تحتملُ أسراراً بقدر نجومهاوساذجٌ من يعلّق على ليلِ السّماءِ حلمَهُ..أو يكتفي بقليلٍ من دمعِ الغيمِويخافُ المطرَ الرّعديَ قلبَهُ..والهزيمةُ لا تفرّق بين السّاذجِ والمعتزّ بنفسهِهي انتحارٌ للرغبةِ إن اعترفتَأو تيهٌ لمن يعرفُ..تعبتُ من الرملِ الباردِولا أرى في هذه الصحراءَ غيريأتأخرتُ؟أم أنّي أولُ الواصلينَ؟كم انتظارٍ على الرّوح أن تستوعبَوالعقلُ صار ساعةًوالقلبُ بَرَدْ؟أتعرفُ يا من تعرفُإنّ في الانتظارِ متعة للهذيانأو في الصفنة لمن يجيدهاولذّةً أخرى في تملّقِ الرّوح للجسدْ..تهذي بأسمائي الأخرى من ليست تعرفنيوتستفيقُ على حلمٍ بليدٍلينقطعَ الوحيُ عن القصيدةِأو تنخرسَ أجراسُ الروح يوم أحدْ..وماذا بعد؟أأنتظرُ سنةً أخرى كي يستقيمَ المعنى؟أو امعن في معنىً آخر للسرّأأنتشي بلذّاتٍ جديدةعلّ الرقم القياسي في الصبر بعد أيوب ينكسر؟خذ هذه اللذّاتِ عنّي وانصرفألا يكفيك كلّ هذا العبث؟ألا يكفي كلّ هذا الانتظارِ لتشبعَ رغبتكَ للأبدْ؟سئمتُ الصحراءَوالسّماءَ المتحوّلةِسئمتُ سماعَ الصّدى في روحيحين أفكّرْ ..سئمتُ من التقدّمِ هروباًوالفرارْ..سئمتُ من الخبزِ اليابسِوالحبّ اليابسِمن قصصِ العشّاقِ تشبهُ بعضهاوالتكرارْ..سئمتُ الصمتَ حين العجزسئمتُ الترجّيوالشكّ ساعةَ معرفةٍوالانتظارْ..سئمتُ التبدّل حين الحاجةِوردّاتِ فعلِ الماءِ حين الظمأسئمت الوقوفسئمت الحروفسئمت التخلّيوالنّدم حين الخطأسئمت التفرّدسئمت التمرّدوأريدني..أريد الذي لا تريدون..حلماً قمحاً لا يذبلُ!يضيقُ الوقتُ من ارتشاحِ الحزنِ على القلبِفيتّسع المنفى..وأهذي باسمكِ كلّما ترجّل الفرسانُ عن صهوةِ أجسادهمومات الفدائيّ مرةً أخرىيا ربّ كيف للرّوح أن تموتَ مرّتين في الولادةِ الأولى للأمل؟كيف يمكن للذئابِ أن تنبحَ كلّما مرّ كلبٌأو ضاق جبل؟يا ربُّ: إنّي اهتف باسم الفقروالجموع التي تنتميومن يناضلفرحاً لمن عشقوا وهجّروا من ترابهمعودةً أخرى..وأريد بحراً ، قارباً للمنفيينيأكلون الحديد شوقاًأسرى..حلماً كاملاً بالعتقِتنظيف الوسخاعتناق الاملانكسار المللانتحار المخلّص الأيقونةارتباك الذاكرة حين اليأسوالجدل..أريد ايمانا بالجدوىانتشار الوعي بالعدوىوأريد الشعلة درباتسليح الأقلام الى أقصى استيعابهاانتصار مقاومةٍانسحاب الحرّاسضرب الأجراسوفرطٌ بطيء لخيوط المؤامرة..وأريدنيأريد الذي لا تريدونوطناً يعرفني، ويخضرّ باشتياقي!وأهذي باسمكِ كلّما مرّ طيفٌ من جهةِ العراق يشبهكِ!يا قلبُ: ألا يكفي هذا الترابُوأنصافُ الأصابعَ لتكتملْ؟يا قلب اتسع قليلاًهي تفرد يديها حين تصحو فجراًويكتمل اللون البري في عينيّ لحظةَ اغفاءةٍواشتباكُ الأصابع حين الصحووالمطر..يا قلبُ ارتحلْ..ذاك درجٌ بسلمتينِوجنديّا واحداً خلفَ البابِلا تحذر من الأسلاك الشائكة قد عهدتهاولا من نسيانكفالذاكرة بلدْ..آهٍ يا وجعي يشبه هذا البابوالمسافةُ تكبرُ بين روحي والجسدويرجعُ الصّدىلا أحدْ!