الخميس ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠

أزمات الجامعات الفلسطينية وخيارات النخب

سمير دويكات

لا فرق بين ازمة جامعة بيرزيت وبين ازمة مستشفى النجاح الجامعي وما حصل قبل سنة تقريبا في تفريغه من العقول، فالاولى بيرزيت التي نشهد لها والعالم على حياتها التعليمية المليئة بالفكر والتعلم والتحدي ومقاومة الاحتلال ويكفى فخرا لبيرزيت انها خرجت كوكبة كبيرة من المناضلين الاشداء وافضل من قاد الحركة الوطنية الفلسطينية، وكذلك جامعة النجاح ومستشفاها الذي اصبح يقارن بمستشفيات اقليمية كبيرة وحتى على مستوى العالم ومنها ما تم بثه والتعليق عليه اعلاميا بشكل واسع وقت زراعة القلب وبعد ذلك خرجت الادارة وقالت ان العملية لم تكن كذلك ولكنها كانت زراعة شرايين وكانها لم تكن باهميتها، لكن نحن نذهب لهذا المشفى وهو صرح اداري وعلمي وفني كبير تفخر فلسطين به، والذي صاحبه سوء ادارة يتحملها الجميع والتي تقوم على نخب ليس في جيوبها سوى بعض المصالح الضيقة، كذلك جامعة بيرزيت كانت وما تزال صرح اكاديمي عريق لكنها كما يبان انها في تراجع خلال السنوات الاخيرة، وهذا يدلل على وجود ادارة ليس في اهتماماتها المحافظة على الجامعة وان الذي يجري هو مصالح نخب وعائلات تريد ان تبقي هذه المؤسسات التعليمية في جيوبها، لان الوجوه هي نفسها ولم تتغير.

لقد كان لنا وعبر وسائل الاعلام فقط الاطلاع على بعض ما حصل في جامعة بيرزيت فقط وليس لدينا تفاصيل اكثر وهو ما يبان فيه ان خطاب جامعة بيرزيت لم يكن موفقا بدليل ازدياد الازمة وتعمقها وحرمان الاف الطلبة من تحصيلهم العلمي، وهي ليست الاولى وخاصة ان ما ينشر عن طريق الجامعة لا يلبي الحد الادني، وانا هنا وان كنت ارغب في الانحياز لطلاب الجامعة بغض النظر عن مواقفهم لان الطلاب دائما على حق سواء في مطالبهم او في اللغة التي يجب على الادارة مخاطبتهم بها او توعيتهم بها او اللجوء لطرق عقلانية، فان الطلبة ايضا عليهم ان يفهموا انها صرح اكاديمي علمي ويجب تغيير ادوات العمل النقابي لان شعارنا نحن الفلسطينيون اليوم هو شعار العلم واننا نتقدم على الغير في مدى تحصيلنا العلمي وهو اكبر سلاح في مواجهة الة الحرب الصهيونية على مختلف مجالاتها وبالتالي يجب ان يتلاقى الطرفان في نقاط الاتفاق لكي يجلسوا كطرفي اتفاق وليس خصام لمصلحة الطلبة والمجتمع والوطن.

بالتالي فانه ومهما علا شان الطرف عليه ان يتنحى ان لم يقدم اجابات وحلول مقبولة خلال وقت معين، وبالتالي فانه ومع استمرار الازمة هنا وهناك لم نرى مسؤول يتنحى حتى عن ادارة المفاوضات ويقدم من هو اكثر تناغما مع الحلول والخيارات الشبابية وكأن الجامعات خلقت لبعض الناس الذي جاؤوا في حياة شعبنا كوضع طارئ وان نتائجها الكارثية تعطي مؤشرات مقيتة على اداراتهم السيئة، وعلى الجميع وليست مقتصرة على جامعة بيرزيت او غيرها ان يدركوا ان الوطن كله مسلوب وفي وضع كارثي بسبب الادارات الفاشلة.

كما انه وعلى الوزارات المعنية ومن خلال قانون التعليم العالي التدخل وفرض حلول اكثر عملية لمصلحة الشباب والطلاب وان تبقى هذه الجامعات هي الحربة الاولى في مواجهة الاحتلال وتبديد مشاريعه الاستيطانية، وان الخيار الوطني يجب ان يظل في دعم الشباب والطلاب والدفع بهم نحو خيارات وطنية كبيرة وتليق بقضية فلسطين لا ان يظلوا مستسلمين لتوجهات ادارية مقيتة تحول الجامعات من خلالها الى كتل اسمنتية فقط او جموع يائسين، بل يجب ان تظل قلاع ثورية ومعاقل لرفد الحركة الوطنية الفلسطينية بقادة العمل الوطني حتى تحرير فلسطين.

سمير دويكات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى