أعمده من ذهب
في أرضِ خيرٍ
كانت هناكَ عشيره
وخيمة شَعرٍ مرقعَةٍ
عمدانها.. خشب
كانت قديماً
من حريرٍ مطرَّز
بخيوط فِضَّةٍ
عمدانها.. ذهب
مبعثرةٌ هناكَ وهنا
دلال قهوةٍ عطشى
وجمر يجاهد رماده
قطعُ أعمدةٍ غذائه
نخرت بها أرضه*
فتساقطت
واحده تلو أُخرى
فإذا بها حطب
رمادها يذرو
بأنفاسٍ كأنها
في الصور تنفخ
تستجدي اللهب
سيفاً بيمناه
حجّاجها
وسوطاً بيسراه
رؤوسٌ في العشيرةِ
تُقطَع كلما
حان قطافها
وظهورٌ من السوط
زاد انحانها
فالرأس طار
والظهرُ انحدب
سالت دماءٌ غزيرةٌ
وفار التنور صبراً
فيا ويلَ ثاراته
إذا انسكب
الكل يرنو
ويغضَّ طرفهُ
بعيدهم وقريبهم
أعاجمهم
والأشقاء العرب
فحجّاجنا هدد الجبناء
بسوطه المخلي
وسيفه المثلوم
وللطامعينَ
من مال العشيرةِ
قد وهب
أيبقى لسان الصمت
مقطوعاً
يسد أُذناً من عجينٍ
يا عجَب
أرتد طرف البعض
وساورتهُ
من رحمة الرحمن
الرِيَبْ
وارتموا للشيطان
يبغون الخلاص
من ذاك الغضب
فزيَّن لهم أعمالهم
وباركَ جمعهم
نعَم
فخلاصه وخلاصهم
قد وجب
أحضر حصاناً*
حشرَ الجمعَ فيهِ
وتابوتاً
ضمَّ عهداً
وألواحاً ونعلاً
وعُصياً من قصب
الوقتُ قد حان
والجمعُ اقترب
ولعلعَ صوتٌ
ثمَّ طغى صَمتٌ
فالحجاج قد هرَب
والجمعُ قد غَلَب
الخيمةُ بأقلامٍ وألوان***
يتربعُ وسطها الشيطان
تحيط بهِ
أعمدةُ القصب
مجوفه مثقبه
تميلُ وتصفرُ مع الهوى
تعزف للشيطانِ لحناً
مزامير داود
والشيطان في طرب
وللعشيرة كانت العصي
أفاعيَ تسعى
كسحرةِ فرعون
وموسى لم يزل في اليمِّ
وعصاه في وادٍ
ذي شِعب
أرى يقيناً
إنَّ الحساب قد أقترب
وسيُحرَق الشيطان
وأعمدة القصب
وسيكتووا بنارٍ
ذاتَ لهب
ستزول لعنة بابل
وتسكت مزامير اليهود
وتُرفعُ عصا موسى
فيلتأم البحر
على فرعونَ وجمعه
وتُرمى العصا
فتلتهم السحر
ويزول عنا الخطب
سنُطفىء نارهم
ونوقد نار قهوتنا
ونملي دِلالنا
ونشرب
من كأس جمشيد*
ونبدأ من جديد
نطرز خيمتنا
بخيوطٍ من فضةٍ
ونقيمها بأعمدةٍ
من ذهَبْ.
أرضه : نمل أبيض ينخر الخشب
حصان: حصان طرواده
كأس جمشيد: الأسطوره تقول أن للملك جمشيد كاساً إذا امتلأ رأى به كل احداث الدنيا