السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم عمرو صابح

أمريكا.... تاريخ عريق من الإرهاب

"الغرور الأمريكى، مش عاوز أى حد يقول لا..أبدا.. أى شئ يقولوه الأمريكان يتقال لهم حاضر يا أفندم.. أمريكا هى قائدة الثورة المضادة فى العالم، ما من دعوة للحرية والمساواة والعدالة إلا وحاربتها أمريكا..

نحن دعاة حرية لذا تحاربنا أمريكا".

جمال عبد الناصر

هكذا وصف الرئيس عبد الناصر السياسة الأمريكية التى حاربت مشروعه القومى طيلة فترة حكمه ، يبدو وصف عبد الناصر معبرا عن السياسات الأمريكية، فالغرور الأمريكى والإرهاب الأمريكى لم يقتصر عليه فقط بل هو ركيزة أساسية فى العقلية الأمريكية.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب منذ لحظة وصول كريستوفر كولمبوس إلى أمريكا، فالولايات المتحدة الأمريكية نشأت كمستوطنة، وملجأ لكل من يستطيع الهرب من أوروبا وعبور الأطلنطي إلى الأرض الجديدة، فكان هناك المهاجرون الأوائل من المغامرين، ثم لحق بهم المنفيون لأسباب دينية وسياسية، ثم وصل لها الباحثون عن الثروات فى بلد متخم بثرواته، ولكن الأرض الجديدة كانت مسكونة بما يزيد عن 60 مليون من سكانها الأصليين، الذين أطلق عليهم كولمبوس مسمى (الهنود الحمر)، وخلال أقل من 200 سنة من الزمان تمت إبادة هؤلاء السكان الأصليين بشتى الوسائل مثل (المذابح الجماعية-الرصاص-نقل الأمراض والأوبئة- التهجير) حتى لم يتبق منهم سوى3 ملايين هندى أحمر حسب أقصى التقديرات.

ولكى تقام الحضارة الأمريكية فى الأرض الجديدة، تم جلب عشرات الملايين من الأفارقة، واستعبادهم للعمل فى بناء الأمبراطورية الأمريكية البازغة، وقد مات معظمهم سواء أثناء نقلهم من شواطئ أفريقيا للشواطئ الأمريكية، أو أثناء عملهم كعبيد بلا حقوق، ولم يصدر إبراهام لينكولن قانون تحرير العبيد إلا بعد استبدالهم بقوة البخار والآلات.

فالعقلية الأمريكية لا تعترف بأى حقوق أيا كان نوعها، الحق الوحيد الذى تؤمن به هو حق القوة المطلقة، فالغاية تبرر الوسيلة مهما كانت وحشية، والقوة هى التى تحقق القانون وليس غيرها.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية عبر التطهير العرقى والإبادة الجماعية،ولها قصب السبق فى ابتكار وسائل متفردة لتنفيذ جرائمها، فخلال الحرب العالمية الثانية أمطرت الطائرات الحربية الأمريكية المدن اليابانية بالقنابل الحارقة، وفى ليلة 9-10 مارس 1945 قامت 334 طائرة أمريكية بتدمير مساحة 16 ميل مربع من مدينة طوكيو بواسطة القصف بالقنابل الحارقة، مما أدى لمقتل عدد يتراوح من 80 ألف إلى 100 ألف يابانى.

يقول أحد قادة الجيش الأمريكى عن تلك المذبحة:

"لقد تم إحراق الرجال والنساء والأطفال اليابانيين وتم غليهم وخبزهم حتى الموت،لقد وصل الماء فى القنوات إلى درجة الغليان،وذابت الهياكل المعدنية،وتفجر الناس فى ألسنة اللهب".
لم تكن طوكيو وحدها هى التى تعرضت لذلك، بل تعرضت 64 مدينة يابانية أخرى إلى هجمات من نفس النوع.

ولم يكتف الساسة الأمريكيون بذلك بل رغبة فى إذلال الشعب اليابانى ولتخويف الاتحاد السوفيتى أمر الرئيس الأمريكى هارى ترومان بضرب اليابان بالقنبلة الذرية، وبالفعل فى يوم 6 أغسطس 1945 تم إلقاء القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما، محت القنبلة المدينة من الوجود وأبيد كل الذين كانوا قرب نقطة سقوط القنبلة بدون أثر، وباقى السكان الأبعد عن نقطة السقوط ماتوا من الانفجار محترقين كليا.

قضى 100 ألف يابانى نحبهم فورا، بينما مات 50 ألف آخرين من التسمم الإشعاعى، وقد تحطمت كل مبانى المدينة، وكعادة الأمريكيين فى تسجيل وتوثيق جرائمهم، فقد التقطوا صورا جوية للمدينة قبل الانفجار تبدو فيه نابضة بالحياة والبشر، ثم بعد الانفجار وقد تحولت لسطح رمادى غير واضح العالم بعد أن غابت عنها الحياة

تمت تلك الجريمة رغم يقين القادة الأمريكيين باستسلام اليابان الحتمى، ولم يكتف الأمريكيون بذلك فرغبة فى إثبات التفوق ودون أى داع عسكرى تم إسقاط القنبلة الذرية الثانية على مدينة ناجازاكى فى يوم 9 أغسطس 1945، ليتم محو المدينة من فوق الأرض، وإبادة 70 ألف يابانى، كل ذلك من أجل ترويع الاتحاد السوفيتى وإرضاء الشعب الأمريكى المتعطش للانتقام من اليابانيين منذ بيرل هاربر.

بحلول عام 1950 كان عدد اليابانيون القتلى جراء ضرب هيروشيما وناجازاكى بالقنابل الذرية، قد بلغ 350 ألف قتيل جراء القصف والأورام التى أصيبوا بها، ورغم ذلك الاستعراض الوحشى للقوة، لم يرتدع الاتحاد السوفيتى بل دفعته قسوة الجرائم الأمريكية لدخول حلبة سباق التسلح والحصول على قنبلته الذرية وقنبلته الهيدروجينية ليضمن عدم تكرار مذابح اليابان معه.
فى الفترة من 1950 إلى 1973، قتلت الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 10 ملايين صينى وكورى وفيتنامى ولاوسى وكمبودى، فقد تم قتل 2 مليون كورى شمالى فى الحرب الكورية، و3 ملايين صينى فى نفس الحرب، وفى حرب فيتنام تم قتل 4 ملايين فيتنامى، وتعذيب وتشويه 700 ألف أخرين، واغتصاب 31 ألف إمراة، وإحراق 4000 حتى الموت،وتدمير ألف معبد وضرب 46 قرية فيتنامية بالأسلحة الكيماوية، وبلغ عدد المفقودين 300 ألف فيتنامى، وفى عام 1972 تسبب القصف الأمريكى على مدينة هانوي فى أعيد الميلاد فى إصابة 30 ألف طفل فيتنامى بالصمم الدائم.

وامتدت الأيادي الأمريكية إلى اندونيسيا ونيكاراجوا والسلفادور وتشيلى وجواتيمالا وأنغولا وموزمبيق والكونجو.

فلم يترك الأمريكيون مكانا على سطح الكوكب إلا ووضعوا بصمات جرائمهم الدامية عليه.
وفى وطننا العربى تعددت الجرائم الأمريكية، وأخطرها جريمة العصر التى تمثلت فى اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها لزرع كيان موالى للغرب فى المنطقة يقسم العالم العربى لقسمين، ويمنع حدوث عملية التنمية والتحديث فى المنطقة الأغنى فى العالم بفضل النفط .

كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى أول دولة فى العالم تعترف بدولة إسرائيل،
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هى التى فرضت حظرا على تصدير السلاح للدول العربية فى ديسمبر عام 1947، بينما كانت معظم الأسلحة التى وصلت للإسرائيليين منذ عام 1945 وحتى رفع الحظر فى عام 1949 قد جاءت عبر الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم تقدير المساعدات الأمريكية لليهود خلال حرب 1948 ب1300 متطوع،ومبلغ يتراوح من 15-20 مليون دولار، وكان قائد جبهة القدس الإسرائيلية هو الضابط الأمريكي دافيد ماركوس، وقامت الطائرات الأمريكية والأطقم الأمريكية بنقل الأسلحة والعتاد إلى الصهاينة طيلة فترة الحرب.

وعندما حققت الجيوش العربية بعض الانتصارات فى بداية الحرب، قامت الولايات المتحدة بدعوة مجلس الأمن للانعقاد من أجل وقف القتال فى فلسطين، وبفضل الضغوط الأمريكية توقف القتال لمدة 4 أسابيع، خرق الإسرائيليون الهدنة 11 مرة فى اليوم الأول لها، وبلغ عدد خروقاتهم عندما انتهت الهدنة 150 خرق، أتاحت تلك الهدنة للصهاينة النصر فى الحرب.

يقول الكاتب الأمريكى "ستيفن جرين" فى كتابه (الانحياز):

"إسرائيل لم تنتصر فى القتال بل كسب اليهود معركتهم بفضل الهدنة الأولى."

وهكذا ولدت إسرائيل بفضل الولايات المتحدة الأمريكية أولا، والتواطؤ الأوروبى ثانيا.

ولم تكن حرب فلسطين هى نهاية الدور القذر للولايات المتحدة الأمريكية فى العالم العربى، فالولايات المتحدة الأمريكية كانت هى السبب وراء نشوب حرب السويس 1956 بعد رفضها تمويل بناء السد العالى، وهى التى فرضت الحصار الاقتصادى على مصر عقابا للشعب المصرى على سياسات الرئيس عبد الناصر المستقلة، والولايات المتحدة الأمريكية شريك رئيسى فى حرب 1967 بالسلاح والتخطيط والاشتراك فى المعارك، فحاملات الطائرات الأمريكية صنعت مظلة جوية فوق إسرائيل طيلة أيام الحرب، والطائرات الأمريكية ضربت المطارات المصرية أثناء المعركة، والأقمار الصناعية الأمريكية صورت الجبهات العربية، والرادارات الأمريكية شوشت على شبكة الاتصالات المصرية، والمتطوعون الأمريكيون حاربوا مع إسرائيل،
لذا وصف الرئيس الفرنسى شارل ديجول حرب 1967 ببصيرته النافذة

"بأن المعركة أمريكية والأداء إسرائيلى "

وبعد الحرب عملت الولايات المتحدة على تثبيت الأوضاع وحاربت مع إسرائيل ضد مصر فى حرب الاستنزاف، وأنقذتها عندما تعرضت للهزيمة فى الأيام الأولى لحرب 1973.

والولايات المتحدة الأمريكية هى التى سمحت لإسرائيل بتدمير لبنان، وطائراتها هى التى أغارت على ليبيا،وهى التى ضربت السودان بالصواريخ، فلا يوجد نشاط مضاد للعروبة إلا وكان وراءه الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت ذروة الإبداع الإرهابى الأمريكى قد تجلت عندما تبنت الولايات المتحدة الأمريكية جماعات الإسلام السياسى فى الوطن العربى ودعمتها وأمرت الأنظمة العربية العميلة لها بدعمها فى حقبة السبعينيات، وهى العملية التى تمثل أعظم عملية استخباراتية فى القرن العشرين - هكذا يصفها زبجنيو برجينسكى مستشار الأمن القومى الأمريكى خلال حكم الرئيس كارتر- عندما ورطت الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتى السابق فى المستنقع الأفغانى ثم دعت الحكومات العربية التابعة لها إلى إعلان الجهاد ضد السوفيت الملاحدة وشحنت آلاف الشباب العربى المسلم بواسطة سفنها وطائراتها وبتمويل عربى إلى أفغانستان لكى يجاهدوا هناك ضد السوفيت الملاحدة، بينما فلسطين المحتلة على بعد قدم منهم وعلى مرمى البصر ويحتلها الصهاينة، ولكن الجهاد فى أفغانستان حلال بأمر الأمريكيين ومن تبعهم من الحكام، حرام فى فلسطين المحتلة.

وهكذا خلقت الولايات المتحدة الأمريكية الوحش الذى مازالت تحاربه حتى الآن، فأمريكا هى التى صنعت أسطورة أسامة بن لادن ورفاقه وحولتهم من إرهابيين إلى مجاهدين ، وبعد أن استغلتهم فى تدمير الاتحاد السوفيتى وكسب الحرب الباردة، تستغلهم الآن فى تدمير العالم العربى تحت لافتة محاربة الإرهاب.

وتبقى الحرب الأمريكية على العراق خير شاهد على الجرائم الأمريكية، فالولايات المتحدة الأمريكية هى التى دعمت الرئيس صدام حسين فى بداية حكمه، وحرضته على شن الحرب ضد إيران الثورة وأمدته بالسلاح والعتاد، وعملت على إطالة الحرب لأقصى مدى ممكن لتدمير العراق وإيران معا، وعندما انتهت الحرب بنصر محدود للعراق وبجيش عراقى قوى مدرب ربما يشكل خطرا على إسرائيل، كان الأمريكيين هم المحرضين للكويت والإمارات للقيام بخنق العراق اقتصاديا واستغلال ضائقته بعد الحرب مع إيران،وكانت السفيرة الأمريكية فى بغداد هى التى أعطت الرئيس صدام حسين الضوء الأخضر لدخول الكويت لكى تحقق الولايات المتحدة حلمها الدفين بوجود قواتها فى قواعد بالخليج العربى.

وعندما حاول الرئيس الراحل صدام حسين الانسحاب من الكويت بطريقة مشرفة تمنع الحرب، كان الأمريكيون هم الذين أغلقوا كل الأبواب فى وجهه ومنعوه من الخروج من الأزمة، وجيشوا الجيوش لتدمير العراق.

فى يوم 16 يناير 1991 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حربها على العراق والتى امتدت حتى 27 فبراير 1991، خلال تلك الفترة أسقطت الطائرات الأمريكية 88 ألف طن من القنابل على العراق، بما يعادل القوة التفجيرية لسبع قنابل ذرية من طراز قنبلة هيروشيما، أى أن العراق تعرض أثناء الحرب للقصف بقنبلة ذرية كل أسبوع توزعت على كل مناطق البلاد.

أطلقت الدبابات الأمريكية ما بين 5000 - 6000 قذيفة يورانيوم منضب، كما أطلقت الطائرات الأمريكية عشرات الآلاف من قذائف اليورانيوم المنضب، وقد تسببت تلك الأسلحة المحرمة فى موت 50 ألف طفل عراقى فى الأشهر الثمانية الأولى من عام 1991 نتيجة الإصابة بالأورام المختلفة.

استخدمت القوات الأمريكية قنابل النابالم الحارقة ضد الجنود العراقيين، كما استخدمت قنابل الفوسفور الأبيض الحارقة، استخدمت القوات الأمريكية بكثافة قنابل الروك آي التى تحتوى الواحدة منها على 247 قنبلة يدوية، وقد ألقتها بدون تفرقة على المدنيين والعسكريين العراقيين، قصفت الطائرات الأمريكية المدن العراقية بقنابل تفريغ الهواء والتى تحدث مستويات شبه نووية من التدمير، أسقطت البحرية الأمريكية وحدها أكثر من 4400 قنبلة عنقودية على المدن العراقية، أسقطت القاذفات الجوية آلاف القنابل العنقودية من طراز بي ال 755 المصممة لتمزيق أوصال البشر إلى قطع صغيرة.

قامت الطائرات الأمريكية بتدمير كل محطات توليد الكهرباء، ومحطات تصفية المياه، ونظام الاتصالات ومحطات التقوية، ومبانى الإذاعة والتليفزيون، ومعامل تصنيع الغذاء، ومعامل الحليب والمشروبات، ومواقع الرى، ومزارع الحيوانات، ومحطات الحافلات ومحطات القطارات وخطوط السكك الحديد، والجسور والطرق ومعابر الطرق السريعة، وآبار النفط ومصافيه ومنشآت تخزينه، وشبكات المجارى، والمصانع، والكليات والجامعات والمدارس، والمستشفيات، والمساجد والكنائس والمواقع الأثرية، فى أكبر جريمة ترتكب فى تاريخ الآثار عبر التاريخ، والمصارف،ودور المعوقين، وملاجئ المدنيين، وتم تدمير حوالى 20 ألف وحدة سكنية حتى المحلات الصغيرة والمطاعم والفنادق والجرارات الزراعية ومعاهد البحوث وسيارات الأجرة لم تسلم من التدمير.

كانت عملية إبادة جماعية ممنهجة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الحروب ولا علاقة لها بخروج القوات العراقية من الكويت، كان هدف الساسة الأمريكيين تدمير العراق كدولة وكنظام اجتماعى، كان الهدف هو محو العراق من الوجود، والعودة به إلى العصر الحجرى، والسيطرة على النفط، والإطاحة بنظام حكم صدام حسين بعد أن أستنفذ الدور المطلوب منه.

كما قامت القوات الأمريكية بتنفيذ مذابح جماعية بشعة خلال الحرب مثل مذبحة ملجأ العامرية فى 13 فبراير 1991، والمذابح المرتكبة بحق الجنود العراقيين المنسحبين من العراق، فقد تم قتل الجنود العزل والمستسلمين وتم دفن ألاف الجنود فى خنادقهم بالبلدوزرات الأمريكية
بعد انتهاء المحرقة الأمريكية على العراق وشعبه، تم تقدير عدد القتلى العراقيين بما يقرب من 158 ألف قتيل خلال المحرقة، وقدر عدد المصابين والجرحى بحوالى 700 ألف عراقى، فى بلد تعداد سكانه 18 مليون تبدو تلك الأرقام كارثية وغير مسبوقة فى تاريخ الحروب.

ورغم ذلك لم يكتف الأمريكيون بما ارتكبوه، بل تم فرض حصار جائر على العراق يمنعه من الحصول على كل السلع الضرورية ليس فقط ذات الأهمية الصناعية والعسكرية، بل تشمل الأدوية ومواد تصفية المياه ومعدات المستشفيات وحليب الأطفال والغذاء، كما تم تجميد الأرصدة النقدية العراقية وحظر بيع النفط العراقى.

كانت عملية قتل بطيئة لمستقبل العراق، وعملية إبادة للأجيال العراقية القادمة
عندما سُئلت مادلين أولبرايت فى مقابلة تليفزيونية فى شهر مايو سنة 1998 عن المبرر لوفاة نصف مليون طفل عراقى بسبب الحصار الأمريكى الذى يمنع الغذاء والدواء والمعدات الطبية عن العراق،أجابت ببرود: ربما تكون وفاتهم ثمن غال، لكننا نرى أن الهدف الذى نريده يساوى ذلك الثمن وأكثر.

بعد كل ذلك التدمير ومقتل مئات الألوف من العراقيين ونصف مليون طفل مازال الهدف الأمريكى لم يتحقق بل ويتطلب المزيد من الضحايا.

وهو ما تحقق بغزو العراق فى مارس 2003 حيث تكررت نفس المذابح بصورة أبشع وتم استخدام أسلحة أشد فتكا،ومقتل مئات الألوف من العراقيين مجددا، وتحويل العراق إلى مرتع للقتلة والعصابات الطائفية.

ما قمت بعرضه فى هذا المقال هو جزء من تاريخ الإرهاب الأمريكى، ولكن كتابة ذلك التاريخ البغيض كاملا يحتاج لمئات المجلدات على أقل تقدير، فالجرائم الأمريكية لم تتوقف منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية، ولن تتوقف.

المصادر:

 كتاب (أمريكا.. الكتاب الأسود) بيتر سكاون

 كتاب (التنكيل بالعراق) جيف سيمونز

 كتاب (الزمن الأمريكى.... من نيويورك إلى كابول) محمد حسنين هيكل

 كتاب (موجز التاريخ الأمريكى) مجموعة من الباحثين

 كتاب (وثائق عبد الناصر) - طبعة الأهرام 1973


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى