الاثنين ١ آذار (مارس) ٢٠٠٤
بقلم ناصر ثابت

أنا ما أحب..

نبضات استشهادي..
يبحث عن أغلى ما يملك،
لكي يهديه الى فلسطين"
سليماً من الموتِ

جئتُ إليكمْ

لكي أتوغلَ في عمقِ أشجارِكمْ

مثلما يضربُ العسكرُ الخائفون مخيمَنا بالصواريخِ

جئتُ إليكم

بعشقٍ لزيتونة لم تمتْ تحتَ أرجلكم

رغمَ كلِّ الذي تتناقله صحفُ الناسِ عنها

ففي الأرضِ منها جذورٌ

ولي في الدماء التي تترقرق فيها نصيبٌ

وليس لكم غير أفعالِكم

إنني قد سلمتُ من الموتِ

حين ارتكبتُ –بكل اقتدارٍ- شهادتي المستعينةَ بالعطر

حتى انطلقتُ عظيماً

وقلتُ:"سأجعلكم تكرهونَ الزمانَ الذي ساقكم نحوَ أرضِ بلادي"

وقلتُ:"سأجعلكم تذرفونَ الدموعَ.. الدماءَ.. الرؤوسَ.. الأيادي"
فهل ما تزالون حمقى؟

فهل ما تزالون في قلبكم نيةٌ لاضطهادي؟

سليماً من الموتِ

أشرقتِ الشمسُ من وجنتيَّ

وخنتُ التخاذلَ

هل يستطيعُ الجدارُ المطأطيء

أن يمنعَ العاشقين من النومِ في حضنِ سوسنةٍ يفتدون أصابعَها

بالذي ليس يوجدُ إلا على ألسنِ الأنبياءْ

وهذا الذي صارَ يصبغُ كفيَّ ليس سوى حفنةٍ من دماءْ

فإني أتيتُ..

سليماً من الموتِ..

منغمساً في الحنينِ.. بكيتُ

وهل يعرف الموتُ درباً إلى لغة الشهداءْ؟

***

أنا فكرةُ الأرضِ

عندي لكم ما يروق لدفءِ الحكاياتِ

عندي لأطفالِكم دعوةٌ للسلام المعبقِ بالماءِ

أن تخرجوا من ترابي الذي سوف أُدفنُ فيه وأحيا

ولا تلعقوا جرحنَا المتفتحَ فينا بنارِ قنابلكم

سوفَ يبدو لنا البحرُ حلوَ المُحيَّا

وأن تخرجوا من ترابي

فهل في مبادئكم أن نعودَ.. إلى سُكَّرٍ قد تركناهُ غضاً طريّاً

***

عَساكِرُكمْ يَضرِبونَ المساءَ الجميلَ بسوطٍ من النارِ

تاريخُكمْ شاهدٌ أنكمْ كاذبون

فأحزانكم لمْ تكن مرةً من يَديَّا

وأنتم هنا في جيوشٍ من الاحتقارِ

تُحاولُ أسماؤكمْ أنْ تدمرني دونَ أيِّ انتباهٍ إلى دمعتي

ربما تقتلون الذي لا أراه

ولكنكم قد نسيتم دمي.. وضربتم.. فصارَ نديا

***

أنا فكرةُ الخائفين

أنا فكرةُ الفقراءْ

أنا فكرةٌ للذينَ قتلتمْ طفولتهم

حينَ صاروا يتاما

فهل آن للعشقِ أن يَتَساما؟

وهل آن لي أنْ أقولَ لكمْ ما أقولُ

بغيرِ الذي سوفَ أحرقُهُ من تبجحكم

إنني حينما أضرب الآن أعماقَكم.. لا أكون ارتكبتُ الحراما

أنا فكرة البسطاء

فهم لا سبيلَ لهم.. غير صوتي..
وهم لا يصدُّ صواريخَكم عن مخيَمهمْ غير صوتي

وهم ليس يحفظهمْ منكمُ.. غير موتي

ولكنني قد بقيتُ سليماً من الموتِ

بعد انطلاق الذي سوف يأتي..

***

أردنا الذي لا يُرادْ

أردنا أساطيرَنا

والشعورَ الذي طار منتصرا فوقَ ريحِ المروجِ

وفوقَ انكسارِ العتادْ

أردنا الذي لا يُرادْ

وقلتُ أنا.. ما أريد

أريدُ رنينَ الأساورِ فوقَ الزنود

أريد لأطفالنا.. ما نحبُّ لأطفالكمْ

لأحلامنا ما نحب لمن يحلمون

لأسمائنا.. ما يقولُ الذين يشقون صدرَ الحديد

فكم أتمنى..

يداً لا يحاصرها الأسرُ

أو ما تقول القيود

وسوسنةَ تستفيقُ على بوحِ عصفورةٍ لا تطيرُ هروباً من القتلِ

أو ليلكاً لا يدوس هواه الجنود

أريد الذي لا أريدْ

***

سليماً من الموتِ

جئتُ إليكم

أعدُّ الذين قضوا تحت ما تفعلون..

فهذا الذي مات في عينكم مرتين

وهذا الذي لمْ يكن غيرَ معجزةٍ في البراءةِ حينَ كسرتمْ مفاتيحَه واليدين

ألم تجعلونا عبيدا لكم

فاستفيقوا من النصرِ

هاكم طيوراً أبابيلَ ترميكمُ بانتصاراتنا.. فارحلوا قانتين

***

لأن الذي لا تراه مزاميركم صارَ غايتَنا

فانقشوه على وجهِ ذاكرةٍ قد تكون لنا

في ربيعٍ سيأتي علينا ونحنُ له ناظرون..

أنا ما أحب.. وصوتي ضميرٌ يعودُ على الغائبين

أنا ما أحبْ..

5-شباط-2004
كاليفورنيا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى