الجمعة ٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم علي بدوان

معركة كتابة التاريخ

(نبش في الذاكرة)

يأتي الحديث المُتعلق بشأن تفكيك وكالة أونروا، وإحالتها على التقاعد، في سياقات اللعبة القديمة/المُستجدة، التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ودولة "الإحتلال الإسرائيلي" تمريرها في مسار العدوان الفاشي الهمجي على شعبنا في قطاع غزة.

وكل ذلك، من أجل وأد وإنهاء معنى ومضمون أونروا واستمرار مهامها. فوكالة أونروا شاهد تاريخي وقانوني وأممي على نكبة فلسطين، وشاهد ايضاً على عملية الترانسفير والتطهير العرقي الذي جرى بحق شعبنا الفلسطيني.

معركة الدفاع عن إستمرار عمل ومهام وكالة اونروا، تُمثّل في الجانب الهام منها معركة الرواية الفلسطينية في وجه التزوير الصهيوني الأمريكي البريطاني وبعض الغرب لنكبة فلسطين. إنها بالفعل معركة كتابة التاريخ الذي يحاولون تزويره.
إنَّ بقاء وكالة اونروا على رأس عملها يأتي طبقاً لقرار تأسيسها الرقم 302 في الثامن من كانون أول/ديسمبر 1949، وربطاً بالقرار الرقم 194 الصادر في الحادي عشر من كانون أول/ديسمبر 1948، والخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة. فاستمرار وكالة اونروا في عملها لاينتهي إلاّ بعد تنفيذ القرار الرقم 194 الخاص بحق العودة، وانطلاقاً من ذلك يتم كل ثلاثة سنوات تجديد ولاية الوكالة، وكان أخر تجديد في حزيران/يونيو 2023 الماضي.

في هذا المجال، أعود في ذاكرتي الشخصية لأنبش دفتراً من دفاترها المُختزنة، فقد كنت في المرحلة الإبتدائية تلميذاً في مدرسة ذات دوام نصفي (صرفند + النقب)، بجوار مدارس (الفالوجة + سخنين)، و (صبارين + نمرين). وقد قام المفوض العام للوكالة عام 1971 وكنت في السادس الإبتدائي، وأحفظ اسمه تماماً في ذاكرتي، وهو الأمريكي (لورنس مايكلمور)، بزيارة سوريا، وتفقد مؤسسات الوكالة، ومنها مدرستنا أثناء الدوام، عندما تقرر أن نكون كتلاميذ جاهزين في باحة المدرسة مع وصول المفوض العام. وتم تكليفي كتلميذ بإلقاء كلمة قصيرة جداً من عدة أسطر، ساعدني بكتابتها الأستاذ عادل أبو خميس (من المجيدل قضاء الناصرة)، وكانت تترجم له من خلال موظفة فلسطينية برئاسة الوكالة بدمشق.

أهم ماورد بالأسطر القليلة التي القيتها بسنوات بدايات فتوتي:

شكر للمجتمع الدولي على تبرعاته السخية للوكالة، ودورها في رعاية شعبنا.

ونحن على عهد التحصيل العلمي.

كما ونحن بانتظار العودة الى فلسطين.

ونطلب الإسراع في تنفيذ عودتنا الى ارضنا واهلنا وشملنا في فلسطين.

دارت السنوات، ليقوم الأمين العام للأمم المتحدة عام 1999 (كوفي عنان) بزيارة مخيم اليرموك، ومراكز الوكالة، ومنها مدرسة الفالوجة، ليستقبل من قبل المعلمين والمعلمات... ومن ثم يبدأ بمصافحة بعض بنات المدرسة من التلميذات ومنهم ابنتي دانيا، التي حاولت الحديث معه بكلمات انكليزية قبل أن تتقنها بشكلٍ جيد.

(ملحق : صور لنا في الصف الأول الإبتدائي في مدرسة صرفند والنقب، وخلفنا استاذ الصف المرحوم احمد ابو العينين من بلدة سَلَمة قضاء يافا، وبجانبه مستخدم المدرسة المرحوم أبو وليد دواه الصفدي، والمدير محمد عطية ويضع نظاره وهو من لوبية قضاء طبريا).

(كذلك صورة للمدرسة بعد دمارها في المحنة السورية)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى