إلى التي خطرت بالبال
| إلى التي خطرت بالبال تســــــــــألني | قصيـــــــــدةً عذُبت منها قــوافيهــــــا |
| رقيقةً من شـــــــــــغاف القلب تسكبها | بديعةَ القــــــــدِّ قـــد رقّت حواشيهــــا |
| شفت غلائلها عن حســـــــــــن فاتنـةٍ | يُحيّـــــــرُ اللــبَّ باديها وخافيهــــــــا |
| كمثل شعـــــــــــركَ أيام الصبا دَنِفــاً | قصائداً مـن بنات الشــــــوق تُزجيها |
| أيام كان الهـــــــــوى والشوقُ أغنيةً | وكنــــــت مطـربها حيناً ومُشجيهـــا |
| فقلت فاتنتي: رفــــــــــــقاً ومـــعذرةً | إنّ القـوافي تُوافــــــي من يوافيهـــــا |
| ومن يهيم بها صَبًا يذوب هـــــــــوًى | ومن بجمر الجـــــوى والوجد يذكيها |
| ذاك الذي تذكــــــرين الأمس صبوته | قـــــد شيّبته البراري وهــو يطويهــا |
| ليس ابن ستين من غرٍّ يفيضُ هــوًى | ولا الليالي التـي شــــابت نواصيهــا |
| من بعـــــــد أن ذرعَ الدنيا وعـاينها | وطـــاف بالأرض قاصيها ودانيها |
| يا حُلوتي، خَلِّ هذا القلب في سـكنٍ | دعي الدمـوع الغوالي فـي مآقيهــا |
| ما نفعُ أن نســــــأل الدنيا وننشدها | عَـودًا لما فات مـن أحلى أمانيهـــا |
| وليس يَرجع ماضٍ لـــو حلمتَ به | وهامت النفس فـي أغلى أمانيهــا |
| فاقنع بما جادت الأيام مـن كـــرمٍ | فليس للنفسِ غيــر الذكر يُحييهــا |
| أما رأيتِ ورود الروض إن ذبُلت | يظل عطر شــذاها كامنًا فيهـــــا |
| تظل صفصافةٌ تعلـو وقـد علمت | غاض الغدير الذي قد كان يرويها |
| رأيتها شــمخت مــــزهُوةً وعلت | لم تدرِ أي ُّ الســواقي كان يسقيها |
| هي الحياةُ فما أعطت وما أخذت | حلواً ومُرّا سقتكَ الكأس من فيها |
