الأحد ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١

ارتجالٌ جدليّ لصرخة الأنا الفنية

هاشم عبد الكريم شلولة

أنا الآن أطلُّ عليَّ من بعيد، أراني كما أعرفُني، نتيجة لكلّ ما حصل من لقاءاتٍ حميمية بين اثنين كارهين لبعضهما، أراني في كفّي صورةً للأصوات، لمآذن الذنب ومتاريس الأخطاء.. هي الحياة رحلة، وهل أبهى من أن تكون رحلة خسارة معتدلة الوِقع، مُعطّلة لكنها تمضي، تمضي بتوتر المدمنين حين غياب الجُرعة، بفقر الفقراء وتعاسة الحظوظ. رحلة طويلة لم أتوقف فيها عن السُّكر، لمعرفتي سقوطنا في الرغبة غير المرادة بها.

أعرف جيِّدًا بؤسَ هذه الرحلة، لكنّي أيضا راحلٌ كصغيرٍ رموّه في النهر، وقالوا له: البرُّ هناك فجدِّف، لكن الطريق ماء، ماءٌ يبغضُ الصغار ويستعدُّ دائمًا لمعركتهم، يهينُ حقيقتهم التي أفنوا أعمارهم لأجل الوصول إليها أو إلى جزءٍ منها، الماء الذي رسمنا عليه دروبَنا وأحلامَنا، لا يحب الصغار.

فقدتُ أمنيةَ تجاوزِ النهر، ما أطمح له ودًّا من الماء وما يشبهني من أوجه الوصول المُستريحة.. أريد سكونًا مؤقتا، لأتفاهمَ مع أسبابِ هذه الشراسة المُلتصقة بوهم التوازن، وأحقيته في أن يكون صفرًا وراء هذا الواحد الشارد في أسمائه. هل يكون الاسم مأوى بعد ضياع أخوته الأسماء؟.

ظلًّ خيالًا مرسومًا على نفسه، واحدًا وحيدًا لا خلف له، وأمامه زوايا الاانتهاء لكُلِّ مدى عبثيًّا.. واحدًا بين آلافِ الآحادِ من صور الوحشة التي تُصوِّرُها مسالكُ الآخرين، التي يشاهدها هذا الواحد بدقّةٍ وانتباه وتلقائية مُخادِعة..

قال لي أحدهم اسكر، فهل ينفع السُّكر راكضًا؟.

إن لم يركُض يموت دون أن يموت. الرَّكضُ حقٌّ والباطلُ الاستراحة. كُتبَتْ على هذه الأرواح الذِلّة، والغرق وبُغضِها من احتمالات الراحة المُناداةِ صُراخًا وفي الرُّؤى. هل أصيرُ هانئًا خِلسةً حتى أخبر نفسي بالوصول من بعيد؟. آه من غرقي يا نهر!.

حسنًا؛ نموّ الواحد هزيمة وحِدّته سقوط.. لهذا؛ لا تسأل عني ولا تتخفف من ارتعاد شكلي في غيوم عقلك، لستُ مطرًا لكنّي حين أسقط، لا أرتطم بالأرض، أبقى مُعلّقًا كحظّي من الوجود.

دائمًا تكون وصاياي مُعلّقة، وقصائدي مهتزّة فأنا كُلّي مُعلّق من نحري، سكرانٌ وأهذي فلاجدوى.. لا جدوى حقيقية بالمُطلَق.

هاشم عبد الكريم شلولة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى