اضطرابات تعلّم الحساب لدى الأطفال
لا يكاد يخلو قسم من أقسام التعليم الأساسي في مدارسنا وفي مدارس العالم من تلميذ أو أكثر لا يتحسّن في الرياضيات رغم جهود المعلم وحرص الأولياء ورغبة الطفل نفسه في أن يحقق كغيره من الأتراب نتائج تسعده وتسعد أهله . إن هذا النوع من الأطفال يعانون من صعوبة في تعلّم الحساب تتفاقم تدريجيا مع تقدمهم في مستويات الدراسة ، فتراهم في السنة الرابعة و لهم من العمر عشر سنوات يعجزون عن إنجاز عمليّة حسابيّة بسيطة كالتعرف على حاصل عددين أو المقارنة بين رقمين ...
إن هذه الصعوبة التي يلاقيها بعض التلاميذ وتستمر معهم بعد ذلك حتى الكهولة. فتراهم عاجزين عن تحديد المتبقي من مالهم بعد شراء حاجياتهم وتحديد المقدار الذي يجب أن يدفع لهذه السلع أو تلك . وهؤلاء يطلق عليهم بالفرنسية : les dyscalculiques وما يعانون منه هو :
" التعثر الحسابي" وهو ترجمة لـ: la dyscalculie .
1ــ تعريف " التعثر الحسابي ":
" التعثر الحسابي" اضطراب في القدرة على تعلم البنى المنطقية والرياضية . وأول تعريف "عصبي نفسي" له قدمه الباحث (kosc 1974) على أنه "صعوبة في مستوى القدرات الرياضية الناجمة عن قصور موجود في أجزاء الدماغ المسؤولة عن إدراك الحساب دون أن تكون مرفوقة باضطرابات في الوظائف الذهنية العامة .
وقد تبنى الدارسون هذا التعريف وإن ظهرت تعريفات أخرى مشابهة له لا يسمح المجال بالتوسع فيها . وتمّ الإجماع على أن ملامح هذا الاضطراب يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط :
● صعوبة تعلم الحساب .
● هذا الاضطراب من خصوصياته أنه لا يشمل باقي القدرات الذهنية لدى الشخص .
● احتمال أن التعثر الحسابي ناجم عن خلل وظيفي في الدماغ .
وقد تحدث الباحثون في أثناء تناولهم لهذه اضطرابات عن نسبة إصابة الأطفال به خاصة في العالم الغربي و الولايات المتحدة لوجود إحصائيات دقيقة بين الأطفال الملتحقين بالمدارس . وقد جاء في الإحصائيات أن النسبة تتراوح بين 2% و 6% و عدد الإصابة بين الفتيات مساوية لها عند الفتيان ولا فرق بين الجنسين في هذا الباب وقد أشار بعضهم إلى أن 17% من الأطفال الذين يعانون من التعثر الحسابي يعانون وقتيّا من اضطرابات أخرى كـ"عمى الحروف"
الذي يظهر في شكل صعوبة متفاوتة لدى المصابين به في تعلم الكتابة لعدم قدرتهم على تحديد أشكال الحروف و التمييز بينها . وهذه الإحصائيات
الثانية تتعارض جزئيا مع تعريف التعثر الحسابي الذي قيل أنه لا يمسّ باقي وظائف الدماغ وتفسير ذلك أن هذا الاضطراب لم يحظ بالدراسات الأكاديمية والميدانية الكافية لتجعل منه اضطرابا معروفا ومحددا . وظهر في إحصائيات أخرى أن النسبة هي 5% من الأطفال ، وقد يكون التعثر الحسابي مصحوبا باضطرابات وقتية كعدم القدرة على التركيز أو الإفراط في الحركة .
2ــ مظاهر التعثر الحسابي لدى الطفل:
جاء في دراسة لـ"إيملي لومير أوكلار" أن التعثر الحسابي يشخّص عند الطفل إذا ما توفّرت فيه كل أو إحدى الظواهر التالية:
1ـ صعوبة قراءة الأعداد العربية (1-2-3-..)
2ـ صعوبة في إنجاز تحوّل من النظام العربي إلى النظام اللغوي
3ـ عدم فهم المصطلحات الرياضية كالرموز و اللغة الحسابية
4ـ صعوبة إنجاز العمليات الحسابية حتى السهل منها
5ـ صعوبة تغيّر الأعداد إنتاجا وفهما
6ـ قلب ترتيب الأعداد
7ـ صعوبة كتابة الأعداد الكثيرة (آلاف مثلا) بالأرقام أو بلسان القلم
8ـ سوء تنظيم الفضاء
-9 ترتيب الأعداد ترتيبا سيئا إبان إنجاز العمليات الحسابية
10ـ ضعف استراتيجيات الحلول للمشكل الحسابي
11ـ صعوبة الاهتداء أو التفكير في إمكانات الحل للمشكلة الواحدة
12ـ صلابة في التعلّميّة
13ـ صعوبة الانتقال من مهمة (الجمع مثلا) إلى أخرى (الضرب)
بسرعة بمعنى ـ بطء الإنجازـ
14ـ غياب/حضور محدود للإصلاح الذاتي و المراجعة أثناء إنجاز
التمشّي الحسابي
15ـ صعوبة إنجاز العمليات الحسابية الذهنية
16ـ عجز على مواصلة المراحل المنظمة
17ـ صعوبة حفظ الجداول (جدول الضرب مثلا)
18ـ عدم فهم المعطى أو التعليمة
وقد فصّلت "إيملي لومير" ما لخّصه الدارسون في هذا المضمار .وقد يظنّ الأولياء أو المربون عند الإطلاع على النقاط السابقة أن طفلهم قد يكون مصابا بالتعثر الحسابي لأن فيه بعض الملامح مما سبق ذكره فيصابون بالهلع . ولكن رغم غياب الإحصائيات الدقيقة في مدارسنا للأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلا أن الطبّ المدرسي كثيرا ما يتولى أمر بعضهم بعد تنبّه المعلمين له. وما يلاحظ أن عددا كبيرا من الضعاف في مادة الحساب لا يكون السبب هو التعثر الحسابي بل هناك عديد الأسباب كـقلة التركيز أوعدمه ، أو الإفراط في الحركة بحيث لا صبر للطفل على متابعة ما يلقى عليه من دروس أو أنه ببساطة لا يجد الدافع للتعلم فيُعرض عن الدروس بما في ذلك درس الرياضيات .
وقد تنضاف إلى كل ما سبق بعض المشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل، هذا إذا استثنينا من التلاميذ من كان مصابا بتخلف ذهني ما ولتحديد هذا الاضطراب وللتأكد من أن الطفل يعاني منه، لا بدّ أن ينتبه المعلم لتلاميذه ويراقبهم في تعاملهم مع مادة الحساب و لا يكون الأمر هينا إلا إذا كان المربي نفسه يعرف هذا النوع من الاضطراب ليعلم الأسرة والطبيب المدرسي حتى وإن شكّ مجرد شكّ . والطبّ المدرسي ناجع في هذا المضمار لأن وحداته تضمّ اختصاصيي النطق واخصائيين نفسيين لهم القدرة على تحديد مدى درجة إصابة الطفل من هذا الاضطراب أو ذاك . وتنحصر مهمة الأسرة التربوية والعائلة في بداية الأمر في ضرورة الانتباه إلى الطفل لأنه كلما اكتشفت الاضطرابات في وقت مبكر كانت إمكانية السيطرة عليها أكبر ...
وقد يصاب الأولياء بذعر بعد تشخيص هذا الاضطراب لدى أبنائهم ويرون أن مستقبلهم في خطر لاسيما وأن عائلاتنا التونسية ترى أن الرياضيات "سلة الخبز" وأن لا مستقبل لمن لا يمتاز منذ السنة الأولى في الرياضيات . ولكن هذا الاضطراب وإن كان متشعّبا ومرهقا إلا أنه في الإمكان التقليل من أعراضه ومنح الطفل الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع المسائل الرياضية .
3ـ تطور المعارف الحسابية عند الطفل حسب "بياجي" والباحثين العرفانيين :
يرى "بياجي"( 1896ـ1980) وهو عالم سويسري أن الطفل في تعلمه للحساب يمرّ بمراحل :
● المرحلة الأولى: وهي المرحلة الحسيّة الحركية تبدأ من الولادة وتستمر إلى السنة والنصف أو السنتين يتعلم فيها الرضيع معرفة العالم من خلال الأشياء التي يستعملها .
● المرحلة الثانية:تبدأ من العام الثاني ويصبح الطفل فيها قادرا تمثّل بعض الأعمال والأفعال دون أن يتمّها ،إنها مرحلة اللعب الرمزية التي تتمثّل في اكتساب اللغة .
●المرحلة الثالثة:ينتقل الطفل نحو السنة السابعة أو الثامنة من عمره إلى مرحلة العمليات الحسابية ويكون للمدرسة التأثير الكبير فيها.
● المرحلة الرابعة:حين يبلغ الطفل عامه الحادي عشر أو الثاني عشر ينتقل إلى العمليات الذهنية.
وتختلف هذه المراحل من شخص إلى آخر بتأثير من قدرات الطفل الذهنية والوراثية وتختلف وتيرة هذه المراحل ومدتها باختلاف الأفراد.
وقد تعرض نموذج "بياجي" المتعلق بالتطور الحسابي للنقد بالاستناد إلى ما توصل إليه العلم الحديث من نتائج تتعلق بإدراك الرضيع للفضاء حتى قبل أن يتمكن من إدراك الأشياء. ومما عيب عليه كذلك إهماله للمحيط الثقافي والاجتماعي والمدرسي ، وهي تسهم كلها في تنمية قدرات الطفل الحسابية والذهنية على وجه العموم .
4 ـ ما يجب أن يعرفه الطفل ليتمكن من انجاز عملية حسابية:
إن إنجاز عملية حسابية مهما كانت بسيطة هو عملية معقدة ذلك أنها تقتضي مراحل متتابعة تتمّ داخل الذهن كما تقتضي معارف وأدوات وقدرات جسمية (سلامة الحواس...) وقدرات نفسية (الرغبة والتركيز...) وأخرى ذهنية .
وقد ضبط علماء التربية المراحل التي لا بدّ أن تتبع في تعليم الطفل بنجاح . ومنهم "بياجي" الذي يرى أن الطفل لا يمكن أن يتعلم ما لم يكن قادرا على بناء تصوّر يسمح له باستيعاب المعارف المنقولة إليه. ومن هنا وجب تدريس الطفل ما يتناسب مع قدراته مع احترام مراحل نموّه المتتابعة. ولتعلّم الحساب وضعت شروط تضمن تملّك القدرة الحسابية :
أـ معرفة سلسلة الأعداد.
ب ـ معرفة اسم كل عدد لاعتماده مرّة لا غير أثناء إنجاز العملية الحسابية .
ج ـ تناسق النشاطين السابقين الأمر الذي يحدد بدقة حدود ما حسب وما لم يحسب بعد .
ونستنتج مما سبق أن التمكن من عملية جمع بسيطة يستند بالأساس إلى مفهوم الجمع وإلى معرفة الأعداد وتسلسلها وإلى ما خزن في الذاكرة من جدول الجمع .
وتوجد نظم تراتبية من السهل التعرف عليها في تطوير المفاهيم الرياضية من ذلك أن الأطفال لا يمكنهم البتة أن يعدّوا بعد 10 إن لم يكونوا قد تمكنوا من العدّ حدّ10 .
أما الأضعاف فهي الأسهل في العدّ 6 +6 من غيرها 6+7 . وهم أقدر على التوصل إلى النتيجة النهائية 8+3=؟ من البحث عن العدد المفقود 8+؟= 11 .
إذن إن تطور المعارف الحسابية يتمّ غالبا بالاعتماد على القواعد التراتبية ، بمعنى
أن اكتساب مهارة ما يستند بالضرورة إلى اكتساب مهارة سابقة.
وتضيف "فاليري كاموس" وفريقها إلى ما سبق أنه لا يكفي التمكّن من المراحل السابقة بل لا بدّ أن يكون الطفل متمكّنا من تحديد الفضاء وله البراعة الحركية العادية ليستطيع استعاب الحساب . إذن لا يكفي أن تكون للطفل قدرات ذهنية تجعله يبرع في المرحلة السابقة التي ذكرناها لأنّ الطفل الأرعن: «أي الذي تكون حركته غير منظمة،» أضعف في الحساب من الطفل الذي يعاني من صعوبة في اللغة وإنه من الصعوبة بما كان أن نحدّد بالضبط وللوهلة الأولى الأسباب التي تجعل بعض الأطفال لا يفهمون الحساب أو لا يرتقون في تعلّمه ترقّيا مأمولا لأن عدّة أسباب تتدخل فيعسر على المعلم والأبوين معرفة العائق لذلك تتأكد ضرورة عرض الأطفال على أهل الاختصاص.
ولكن يبقى للأسرة و للمعلم الدور الأهم في إعانة من يعاني مشكلا في التركيز فهو وإن كان استوعب سلسلة العدّ وفهم معنى الجمع مثلا فإن تشتت ذهنه ساعة إنجاز العملية أو المسألة يجعله يبدو غير مدرك للمطلوب أو مهملا لترتيب المراحل أثناء الإنجاز لأن ذهنه يشرد بين عدد وآخر ... وهو يحتاج بدوره إلى تأهيل معيّن يساعده على تركيز انتباهه .
5 ـ نتائج الاضطرابات على الأطفال:
إن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات (عمى الحروف| التعثر الحسابي...)
تؤثر على مردودهم الدراسي هم أطفال يتألمون ألما نفسيا كبيرا لشعورهم بالعجز، ويضاعف ألمهم أن الأسرة تضغط مطالبة بالتحسن وهي لا تفهم أن طفلها في مأزق، ثم إن الطفل نفسه لا يفهم ما الذي حلّ به . أما في القسم فكثيرا ما يتبرّم المعلم من التكرار والتوضيح ولفت الانتباه ... وهذا من شأنه أن يثير لدى التلميذ الصغير شعورا بالإحباط تزيد من حدّته سخرية زملائه في الفصل. و التعثر الحسابي من أسباب إصابة الأطفال بالاكتئاب الذي يتمظهر في شكل عنف يمارسه الطفل على زملائه أوفي شكل إهمال تام للحساب وحتى لباقي المواد والتي يكون التلميذ فيها عادة مرضيّا أو متوسّطا إلا أنه يتجاهلها إذ ترسّخ في ذهنه وعلى امتداد الأشهر والسنوات أنه لا يفهم و لا قيمة له لأنه يعجز عن إنجاز ما ينجزه غيره من الأتراب. وجميعنا يعلم أن مجتمعنا التونسي يولي الرياضيات أهميّة كبرى فهي تكاد تكون أهم المواد في الذهنية التونسية ومع المقارنات بين الأبناء في صلب الأسرة أو التلاميذ في القسم فإن هذا الطفل لا ريب سيكون كهلا غير واثق من نفسه يرتاب في إمكانياته الذهنية. ولهذا انعكاس على المجتمع بأسره .
6 ـ ما الــحــــــلّ؟
إن الحلول لهذا الاضطراب ليست كثيرة ولكنها مع الإصرار والمواظبة يمكن أن تحدّ منه وقد تقضي عليه (حسب بعض الدراسات). وقبل كل حلّ ممكن تكون مرحلة التفطن إلى إصابة الطفل ، فكلما كانت مبكرة كان التغلب على الصعوبة أنجع وأسرع. وكلما كان الاهتمام بالتلميذ نفسيّا أدقّ كانت إمكانية التجاوز أوفر حظا . لذلك عند ملاحظة أن الطفل يعاني من صعوبة فهم الحساب لا بدّ من تحديد نوع اضطرابه عند مختصّ في علم نفس الطفل أو اختصاصي نطق (والذي لا يهتمّ بالنطق فحسب كما يظهر في التسمية إذ اختصاصه أوسع وأشمل) ، ومعرفة نوع الاضطراب (مفرد أو مركب) تساعد في تعيين طرائق التأهيل . وقد تعدّدت المدارس التي تهتمّ بالاضطراب الحسابي (في أوربا في السنوات الأخيرة ) وهو اضطراب لم يحظ بما حظيت به الاضطرابات الأخرى من درس وتجريب كاضطراب "عمى الحروف" الذي شرعوا في دراسته منذ 1973 .
ولكنّ الفِرق التي تتناول التعثر الحسابي بدت فِـرقا جادّة لاعتمادها على أطباء أعصاب واخصّائيين في علم النفس التربوي ... حتى تكون دراستهم شاملة وقد وُضعت مقاربات كثيرة سأورد منها مقاربتين فرنسيّتين :
أ ـ المقاربة القائمة على التأهيل ويدعمها فريق GEPALM :
“فريق الدراسات النفسية المرضية للأنشطة المنطقية الرياضية”
وهذا الفريق يعوّل في عمله على أعمال "بياجي" وهي أعمال تقوم على تقنيات تأهيل أساسها المنطق والمستند الواقعي .
1 ـ النظم الترتيبية وتستخدم فيها الألعاب العائلية .
2 ـ النظم التحويلية (ترتيب الأشياء حسب حجمها) .
3 ـ الكميّات ونسق تكوّنها في الزمان والمكان.
وهذه الطرائق الثلاث تجعل الطفل يستعمل يديه في لمس الأشياء وربطها بالأعداد إذ لا بدّ للطفل في مرحلة أولى سواء أكان عاديا أو يعاني من الاضطراب الحسابي من حاسة اللمس كمستند فعلي للإدراك لأنّ اليد والأصابع تمكّن من المقارنة والإضافة والإنقاص والقسمة ...
و يشتغل فريق (GEPALM) على مشروع تأهيلي لفائدة الأطفال ما بين (8 ـ 10
سنوات) الذين يعانون من تعثر حسابي ويقوم عمله على التمرين المكثّف لحمل الطفل على إدراك مفهوم الكمية بواسطة برامج تعتمد الحاسوب وتكون شبيهة بلعبة معروفة (لعبة الإوزة) والطريف أن هذا البرنامج التعليمي رغم جديّته فإنه يعتمد على الألعاب ترغيبا للأطفال ...
ب ـ المقاربة القائمة على التدبّر والتنظيم :
وهي مقاربة تقوم على الاهتمام بالطفل في الفضاء المدرسي وقد تشمل تلاميذ المرحلة الثانوية وتهدف إلى تذليل صعوبات بعينها يعاني منها الطفل مع إخضاعه لمتابعة اختصاصي النطق. وهي طريقة تساعد الطفل ولكنها تتعرض للنقد باعتبار أنها لا تقضي على المشكل نهائيا.وتنهض هذه الطريقة على نشاطات العدّ والتجميع والتسلسل والاحتفاظ ، وتهيّئ للمرور من الملموس إلى المجرد، وتهدف إلى تعويد الطفل تكوين قدرات خاصة به واستراتجيات شخصية ناجعة في حل المسائل الحسابية.ولدعم قدرات الطفل الذاتية يُعتمد على تدخل مختص في علم النفس التربوي.
وقد ظهرت محاولات شتى لمساعدة التلاميذ عموما على اكتساب قدرات رياضية وذلك بتوخي طرائق عملية تنهض على الممارسة اليومية وقد ذهبت الباحثة "بولين ديسروزييه"إلى أن إنجاز ألعاب جماعية تعوّد الطفل في الحضانة وحتى في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي على تحديد الفضاء بالنسبة إليه وإلى الأشياء وبالنسبة إلى الأشياء في ما بينها،وهو أمر يسهم في الانتقال من الملموس إلى المجرد عند الطفل وبالتالي في استيعاب النظم التسلسلية والتراتبية ...وأول ما يعاني منه الطفل المتعثر في الحساب هو أنه لا يستوعب الاتجاهات لذلك لا يمكنه أن ينجز عملية بسيطة محافظا على نظام ترتيب الأعداد على سطر واحد .
ويرى سالم قويعة ضرورة أن يتعلم الطفل الحساب في سنته الأولى تعلما بطيئا ولكنه دقيق:"إن أخطر مرحلة في تدقيق مختلف المعاني الحسابية في عقل الطفل هي تلك التي تبدأ من العدد 1 وتنتهي بالعدد 20 فإذا ما أحسنت استعمالها ...ولو قضيت فيها سنة من عمر التلميذ تكون قد بنيت عقلا وأنشأت تفكيرا ووضعت معلم الطريق."
إن الرياضيات ليست عسيرة في حدّ ذاتها ولكن تعليمها لطفل أرعن أو لطفل يعاني من اضطرابات في اللغة أو التركيز ..يصبح من أعسر الأمور لذلك لا بد من مساعدة الطفل مساعدة نفسية وتربوية للتغلب على هذا العسر.
الهوامش:
*التربية الحركية في الفصل:بولين ديسروزيه/ميراي توزيان.عن مطبوعات جامعة لافال.
*اللعب من أجل اللعب:جوزيف لايف ولوسيان برينالl
*المعجم اللساني والعلمي العام :دار الكتاب لبنان ط 4 لسنة 2006
دار الكتاب لبنان الطبعة 4
*أصول في التربية النظرية والتطبيقية :سالم قويعة ط/مكتبة النجاح للنشر والتوزيع تونس
*راجع السيد منذر بوفادة أخصائي النطق مادة هذا البحث العلمية .
مشاركة منتدى
11 كانون الأول (ديسمبر) 2014, 12:25, بقلم الاء الرحمان العابد
في الحساب في الجمع في عدم التركيز
16 كانون الأول (ديسمبر) 2020, 09:58, بقلم لقاء الصادق
اعانيمن نوع ما من العسر الحسايي و لا اعرف نا هو و احاول حله و ابحث فعليا الان عن حل لان المشكلة ليست مشكلة حساب فقط و انا عشرينية شكرا كان المقال مفيد