الأحد ٢٦ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

الأسير

أخي أيها الأسير، مساء الخير؛

وأدري أن الوقت في زنزانتك مساء!

أدعو لك في كل فجر أن يفك الله قيدك فتتمتع بحريتك.

وتعيش بين أبنائك وعائلتك، فتشم رائحة اللقاح في نيسان، وتتلذذ بطعم الرطب فی تموز وآب.
فنخلتنا الظمآنة سوف تثمر أشهى الرطب احتفاء بك وشكرا.

ومن الأجدر منك بالشكر وأنت ضحيت بشبابك لأجل بقائها؟!

ولا تحزن من طول سجنك وتعذيب سجانك، واصبر واصطبر؛ وبشر الصابرين.

واعلم يا صديقي، أن معظم الذين يتوهمون بالحرية، هم المسجونون حقا؛ وأنت الحر.

أولئك مسجونون في سجون متداخلة ومختلفة، في ظلمات بعضها فوق بعض:

هذا مقيد بقيد طمعه، وذاك أغلال حب الدنيا في عنقه؛

هذا أضاع لغته وهويته، وذاك خسر كرامته وشهامته.

هذا باع أرضه بخضوع وذلة، وذاك خان أهله بغدر وألس.

ما أنت يا أخي ويا صديقي، رفضت أن تكون جبانا، غدارا، طماعا، خاضعا ...

فهنيئا لك وأنت مسجون لقضيتك العادلة.

فأنت الحر رغم أنك مكبل وراء الأبواب، وهم المسجونون حتى وإن كانوا يتمتعون بقليل الدنيا وزينتها.

فتحية لك أيها الحر، وتصبح على خير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى