الأقصى وداعاً....
| أشقى بكَ الفِكْرُ ما أَرْزى بكَ الزمن ُ | |
| عَينٌ تُحاذِرُ ، أخرى هَمُّها الوَطَنُ | |
| عاصرتَ فَيْضاً وَدارَ الحقُّ دَوْرَتَهُ | |
| جِرابُ حظِّكَ في غُدواتها الإحَنُ | |
| يا مسجدَ اللهِ لَمْ تُنْصِفْكَ وارِثَةٌ | |
| وَلَمْ تخَُيَّرْ وأَمضَتْ حُكْمَها السُّنَنُ | |
| غُثاءُ سَيْلٍ وَلوْ كابرتَ مِنْ جَزَعٍ | |
| إمّا انتظرتَ فَسلوى نِصْفُها الشَّجنُ | |
| كُفَّ النّداءَ فما خلفَ التِّلالِ يدٌ | |
| وَنِصفُ أيـدٍ يُلَهيّها به الوَثَنُ | |
| حتى الشّكاةَ وندبَ الحالِ أعْوَزهمْ | |
| جَديدهُ الصمتُ قبرٌ ما لهُ كَفَنُ | |
| يا بن الكرامِ عيونٌ لمْ تعدْ حفراً | |
| أصابها الطَّمسُ وانشقَّتْ لهمْ أُذنُ | |
| يُبسُ الوجوهِ وما في الصَّدرِ مرتجفٌ | |
| أمّا اللِّسانُ فيخشى طردَهُ السَّكنُ | |
| لا يحسنونَ سوى ذلٍ وَمعذرةً | |
| فكيفَ تُطلقُ زهراً هذهِ الفَننُ | |
| لولا بَنيكَ منَ القُربى غَدوتَ بها | |
| ذِكرى وَتشدو لِدَوْراتٍ بهِا المُدُنُ |
| حُرّاسكُ الصّيدُ إنْ لاحيلةٌ قويتْ | |
| وتأكلُ اليومَ جُلَّ الحيلةِ الفِتَنُ | |
| بعضُ العصيِّ بأيدي ثلّةٍ مرقتْ | |
| على ظهورِ حماةٍ ساقَها الخَونُ | |
| ويزعمونَ بأنَّ الرأيَ في خططٍ | |
| سلاحُها الوردُ أوْ شمعٌ لهُ حَننُ | |
| إنْ كانَ لا بدَّ ألقواْ بالصّدورِ بهمْ | |
| عرياً تُجرَّبُ في أجوائها المِهنُ | |
| ما بينَ قنّاصَ فيهم ما يُجرّبهُ | |
| صيدَ الطفولةِ شاهتْ تلكمُ السِّحنُ | |
| أمّا السّلاحُ فصادروا لمنْ غَيْلةٍ | |
| زُلفى الصّهاينَ والطاغوتُ يمتحنُ | |
| متى بربّكَ كانَ الدَّفعُ طوْعَ هوىً | |
| نيلُ الأمانيِّ موقوفٌ لها المؤنُ | |
| هيَ الخيانةُ والتفريطُ بادئُها | |
| أو ذا فسادُ الرأيِ ظنّهُ الحسنُ | |
| هذا يهدّدُ بالمحتلِّ مُنتشياً | |
| وذاكَ صالَ بأرزاقٍ لها حَزنُ | |
| خانوا العهودَ وباعواْ واستوواْ عصباً | |
| للمعتدينَ بيـاناً سرُّهم علنُ |
| إنْ كنتَ ترقبُ منْ عُميانهمْ بصراً | |
| أشقيتَ نفسكَ فاربأ أيها الفَطِنُ | |
| إنْ قُلْتُ أني على أَمْنٍ منَ العُقبى | |
| خَدعتُ نفسيَ أوْ مادتْ بيَ السُّفنُ | |
| ومثلُ ذلكَ قولُ القاعِدين بها | |
| للبيتِ ربٌ وَيحلو بعدها الوَسَنُ | |
| ولو تلاها لِسانُ الأمسِ ما سلمتْ | |
| هُ الذّوائبُ أوْ شاختْ بهِ المُتنُ | |
| يا ويحَ أمّكَ ربُّ البيتِ أمَّنهُ | |
| فهوَ الوصيّةُ دسَّاها بكَ الجُبُنُ | |
| واسيتَ نفْسكَ ما أصدَقْتها خبراً | |
| وَكلُّ حالٍ لهُ منْ جِنْسهِ ثمنُ | |
| وسوفَ تحصدُ ما وسّدتهُ عملاً | |
| وأولُ الدَّينِ في الدنيا هيَ العرُنُ | |
| تراهُ منكَ وداعاً أيّها الأقصى | |
| قدْ ضّيعوكَ وما قامتْ لهمْ جُفُنُ | |
| إنْ قدَّر اللهُ فاشفعْ ما حفظتَ بهِ | |
| أنا برآءُ وفي أََعناقِهم شَطنُ | |
| لولا التطيّرُ ما استوْدَعتهُ لغدٍ | |
| قدْ أغرقوها وأودى بالورى السَّفَنُ |
