الأربعاء ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم جمال القيسي

الانتخابات

عليك ان تنسى هذا الرقم !
رسالة نصية يتلقاها عبر الهاتف الخلوي وقعت عليه وقع المصاب
الجلل .
لقد تورط في كرنفال ترشيح ابنه للانتخابات البرلمانية الى حد بات معه يفقد كل احترام له أمام الناس .
سرح بعيدا وأخذ يحدث نفسه أو يقيس الأمور .
طوال عمري وأنا احتقر هؤلاء الناس ، لم اقدم أي مساعدة لأي منهم وكنت افر منهم فرار المها من ضيغم فاتك .

انني اكرهم ... وأكره فقرهم ... أنا أصلا اكره الفقراء .... وكل الأغبياء
أنا اعتبرهم أغبياء ولو كانوا يملكون قليلا من الذكاء لما بقوا على حالهم فقراء .
اذكر ذلك الشاب _ ابن ابن عمي _ الذي رجاني والده الكريه الحالم بقصور الجنة وانهارها في إحدى المناسبات ، كي أتوسط لتوظيفه، و قد تصادف ان سألني أحد أصدقائي الذي يملك عدة شركات عما إذا كنتُ أعرف محاسباً قانونياً فأرسلت إليه هذا الشاب ، ما أن أمضى معه عدة أيام حتى هاتفني صديقي ، يشكرني و يأسف لأخباري انه قد صرف الشاب من وظيفته فأخبرته انه أتعب نفسه بهذه المكالمة وعليه ان يطرده دون ان يستأذنني أو يعتذر ، ولم أسأله عن السبب، فالمؤكد انه على حق وهذا الفقير الكريه قد يكون سارقاً أو مزورا ًأو مرتشياً !
وبالفعل حين التقيت صديقي سارع و فاتحني بالأمر قائلا ، ان قريبي رفض التوقيع على كشف حساب فيه بعض المبالغة في نفقات مكتب المدير وقال له ان هذه أمور لا يقبلها ضميره ولا يستطيع التوقيع عليها ولما قلت له أنك تستطيع أخذ مبلغ ليس قليلا أبدا لتيسير أمورك و ان تقوم بإمضاء الكشف إلا انه رفض و قال لي ان هذه رشوة . ضحكنا ولعنت في سري اليوم الذي جعلني أحرج أمام صديقي وأرسل اليه بأناس وجوههم ليست وجوه " رزقة "

لكم أكره هؤلاء البلداء .
واستشيط غضبا إذا ما سألني أحد الناس عنهم ، وفيما إذا كانت تربطني بهم علاقة قربى ،إنهم فقراء بطريقة مؤذية ويعتبرون هذا الفقر الذي هم فيه حالة من حالات الابتلاء الإلهي .
أستطيع ان اطلب الى أي منهم ان يحضر اليّ في أية ساعة و اجعله يستمع الى أي كلام أتفوه به و أراه يضحك على أية كلمة إذا اعتبرتها أنا نكتة حتى ولو كانت سبة تنال منه أو من أبيه أو أمه .
بلداء !
لست اجزم اليوم لن يخدعوني بأنهم في انتخابات صرصار!
انهم لا يفهمون حتى لماذا أسميته هذا الاسم، لا يفهمون مجاملتي لأحد أصدقائي الوزراء وقد كان في حالة انتشاء قصوى فطلب مني ان اسمي ابني " صرصار "
لدى هذا الوزير الكثير من المشاريع التي يستطيع بإشارة منه ان يحيلها الى مكتبي ،أحالها وأخذ منها نسبة بسيطة ، فهل خسرت لما قبلت تسمية ابني " صرصار " وكسبت الكثير من الأموال والعقار ؟
لقد بلغ نفوذ هذا الوزير الصديق رحمه الله في امتحانات الثانوية العامة أنه قام بإحضار أسئلة كل امتحان قبل موعده بثمانٍ و أربعين ساعة مما جعل صرصار يتفوق على مستوى المملكة مما أهله لدخول كلية الطب واصبح بعد سنوات ودعوات وولائم، الدكتور صرصار .
اليوم وحين اصبح الحلم قريبا بأن يخوض الانتخابات البرلمانية أحاول ان أعود الى هؤلاء الفقراء الأغبياء الذين جعلهم القدر أبناء عمومتي لتحشيدهم في حملة الانتخابات التي باتت على الأبواب .

بعض الأغبياء يصفون صرصار بأنه لا شخصية له وانه (دلوع ) ويعتمد عليّ في كل شيء ويصفونه بأنه ( بخيل ) ،وآخرون يقولون انه غبي، لا يعرف في هذه الدنيا إلا الحفلات الصاخبة وأنواع السيارات الفارهة والملابس الثمينة ،وهم إنما يقولون هذا لانهم لا يملكون ان يعيشو حياة الرفاهية التي يحياها ،ولا يقدرون قيمة المال، فينعتونه بخيلا ، ويفسرون عزوفه عن ممارسة الطب بأنه لا يفهم فيه شيئا ،وان التجارة إنما هي غطاء على ذلك أو من باب انه لا بد ان يعمل بأي عمل .

وأخيرا يجيئني هذا الحثالة الشاب ذو اللحية الكثة ابن ابن عمي المحاسب وقد هاتفته أكثر من مرة ليأتي الى وليمة أعددتها أنا باسم صرصار ليدافع عنه حيث ان لهذا المحاسب اللعين له قدرة حقيقية عجيبة في التأثير على هؤلاء الأغبياء .
جاء هذا الحشرة ليقول :

عليك ان تنسى هذا الرقم ! .
أغبياء حاسدون، مازال بالامكان الزج بهذا المحاسب الكريه في السجن لوجود تلاعب منه في حسابات شركة صديقي .
ولكن لن أعاقبه قبل الانتخابات .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى